في شهر المرأة .. بيت «الفُلك» لدمج ذوي الإعاقة تحت مظلة الأصحاء

نجاة أحد أبناء عائلة الفلك
نجاة أحد أبناء عائلة الفلك

قصص نجاح سطرتها أيادي سيدات مصريات من مختلف المحافظات، استطاعو أن يروجوا لمنتجاتهم ومشغولاتهم اليدوية حتى تغزو الأسواق العالمية، وتحقق نجاحا كبيرا لمنتجاتهم المختلفة، قصص ملهمه لأخريات من النساء كى يضعن قدمهن على أول طريق النجاح، في إطار مبادرة "مصريه منتجه" التي تتبنها المجلس القومي للمرأة والتي تسعى من خلالها لتمكين المرأة المصرية اقتصادياً من خلال الحرف اليدوية المختلفة ومواجهة البطالة وتوفير فرص عمل للسيدات لتحسين دخل الطبقة البسيطة.

ومن ضمن قصص النجاح التي قامت بها المرأة هي "بيت الفلك" في المنيا التى  قامت فكرته على الدمج بين أصحاب الإعاقات الذهنية وآخرين أصحاء، ليعيشون تحت سقف واحد يتشاركون الحياة باختلافاتهم.

و "بيت الفلك" هو عبارة عن منزل على مساحة تكاد مناسبة على أطراف قريه نائية من قرى محافظة المنيا قريب من الصحراء تأسس  لأول مرة عام 2002 هو نموذج محاكاة لآخر في فرنسا يدعى "الأرش" ليجتمع فيه أفراد من ذوي الإعاقات وأفراد بدون إعاقات، يساعدون بعضهم لتخطى صعوبات الحياة وصناعة الأمل ودمج ومشاركة حياتهم، وبالرغم من نجاح دمج أصحاب الإعاقات حتى اصبحوا ايادي منتجة لكن شعورهم بالانعزال كان يروادهم بسبب بعد المكان، ولكن منذ 4 سنوات أنتقلت العائلة إلي مركز سمالوط بالمنيا ليكونوا قربين من أهالي المدينة، يمدون لهم إيدي المساعدة وتقديم الخدمات لإصحاب الأعاقات الآخرين فأصبح البيت طاقة نور مفتوحة تضئ عتمة الجميع.

 

نجاة ذات الـ 45 عاماً، أحد سكان هذا المنزل، وواحدة من أبناء عائلة "الفلك" كانت تميل إلى الانطواء وذكرياتها ممتلئة بالأحداث الأليمة التي عاشتها بجانب  العزوف اجتماعي و التأخر الذهني التي ولدت به، حيث تعرضت لإعتداء عليها وهي في سن صغير وأنتهاك خصوصيتها وجسدها مما أثر  عليها بسلب وتدهور تام في حالتها النفسية والصحية، ولكن تغير كل هذا بعدما دخلت عائلة " الفلك".


وتقول نجاة أنها كانت تحلم في التخلص من كل الأعباء التي كانت تقع عليها، وأن تجد نفسها وروحها من جديد، وهذا ما وفرته لها عائلة "الفلك"، فمنذ أن أتت إلي هذا المكان تخلصت من جميع عقدها النفسية " بقيت ست شاطرة ".

 

اقرأ أيضا : في شهر المرأة| شيماء تصل للعالمية من جزيرة «شندويل» بالتلى

 

وتابعت نجاه أنها بدأت تتخلص من مشكلة العزوف الاجتماعي والخوف من التعامل مع الناس بل أصبحت تتعامل مع الجميع وتقدم يد المساعدة إيضاً لكل شخص يمر بإزمة، مشيرة أنها تعلمت هوايتها المفضلة وهي " الطهي" حتى أصبحت المسؤولة الأولى عن المطبخ في عائلة "الفلك" تفكر في الغداء والفطور والعشاء كل يوم لأكثر من 50 شخص متواجدين بالمنزل، بالأضافة إلي الالتحاق بورشة تشطيب الشمع ووضع اللمسات التجميلة وتغليفة وتعبئته، فبرغم من إعاقتها الذهنية، أمتلكت إيدي فنية تترك بصمتها في الشمع.

 

ومن داخل ورشة صناعة الشمع تحول مجموعة من المعاقين ذهنيًّا إلى منتجين قادرين على اكتساب المهارات البدنية والحسية والحركية والاستجابة للتعليم والتعلم والتدريب، وكانت صناعة الشمع بأنواعه وأشكاله حرفة أتقنها فئة المعاقين ذهنيًّا، لتثبت خطأ نظرة المجتمع لفئة وشريحة كبيرة من المعاقين، حيث أتقن كل منهم مرحلة من مراحلها، ومن خلال التخصص وتقسيم العمل بعد فترة التدريب.


تقول أسماء - أحد سكان عائلة الفلك - أن حياتها كانت مليئة بالمشاكل مع والدتها والتي كانت غير متفهمة لإصابتها بمتلزمة داون، فهي كثيرة الطلبات، وخاصة ف الأعمال المنزلية والتي كانت لا تستطيع تلبية جميع أحتياجاتها مما كان يتسبب في الكثير من المشاكل بينهما ويؤثر على حالتها الصحية.


تبدل الحال مع دخولها عائلة الفلك ودمجها مع أصحاء ومعاقين مثلها فتحولت حياتها إلي حياة سيدة يعتمد عليها مستقلة لها ذاتها،وأصبحت مهنتها الأولى هي صنع الشمع.


تابعت أسماء قائلة أنها تعلمت أصول حرفة الشمع، وأصبحت قادرة على تصميم أكثر من 70 شكل مختلف، بالأضافة إلي احترافها الشمع البترولي الملون والذي يدخل في معارض أو يباع إلي بعض الفنادق.


اقرأ ايضا: في شهر المرأة | مصريات حفرن أسمائهن في سجلات التاريخ