خالد النبوى.. هذه هي رحلتي من المنصورة إلى العالمية

خالد النبوي
خالد النبوي

كتب: مايسة أحمد

بعد الشهرة العالمية التي حققها النجم عمر الشريف منذ ستينيات القرن الماضي، لم يكرر أي فنان عربي تلك الشهرة، لكن ظل الحلم يراود العديد من الفنانين، بعضهم يأس سريعا، وبعضهم لازال على الطريق ويملك المقومات، وقد يكون أبرز تلك الأسماء هو الفنان خالد النبوي.. 

ولد خالد النبوي في 12 ديسمبر عام 1966 في مدينة المنصورة، لديه 5 أشقاء هم وليد وإيمان وشريف وإيناس ووائل، وهو أكبرهم، ووالده كان يتمنى أن يدرس الطب، لكنه اختار أن يدرس ويتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1989.. بداية دخوله التمثيل كانت عن طريق الصدفة، فقد التحق بعد انتهائه من الثانوية العامة بالمعهد العالي للتعاون الزراعي، وكان ضمن فرق التمثيل التي تقوم بالأعمال المسرحية، فشاهدته لجنة من كبار الفنانين الذين أُعجِبوا بأدائه، مما جعله يقرر دخول معهد الفنون المسرحية.


قدمه الفنان الراحل محمود عبد العزيز في فيلم “ليلة عسل” عام 1989، وهو أول أعماله السينمائية، بعد ذلك شارك في بطولة فيلم “المواطن مصري” للمخرج صلاح أبو سيف، وقدم الفيلم القصير “مصر منورة بأهلها” مع المخرج الراحل يوسف شاهين، والذي قدمه مرة أخرى في بطولة فيلم “المهاجر” بعد أن آمن بموهبته، وهكذا يعتبر شاهين هو المخرج الذي اكتشف النبوي وقال عنه أنه “ممثل جاهز للعالمية”.

الإنطلاقة
النبوي لم يبدأ كممثل فقط، ولكنه أيضا كان مذيع، حيث قدم لمدة عام ونصف العام برنامج “دنيا” في قناة “أبوظبي”، لمدة 5 أيام أسبوعيا، وشارك بعد تخرجه في عدد من المسرحيات، منها “البحر بيضحك ليه، الجنزير، لعب عيال، كفاح طيبة” وغيرها.. كما شارك عام 2005 في الفيلم الأمريكي “مملكة السماء” للمخرج العالمي ريدلي سكوت في دور أحد قادة جيش صلاح الدين الأيوبي، وبطولة الفيلم الأمريكي “المواطن” عام 2012، بالإضافة لأعماله السينمائية والتلفزيونية الأخرى.


حصل النبوي خلال مشواره على العديد من الجوائز، منها أفضل ممثل في مهرجان “جوهانسبرج” عن فيلم “المهاجر” عام 1995، وشهادة تقدير من “جمعية فن السينما” عن نفس الفيلم، بالإضافة إلى جائزة السينما المصرية كأفضل ممثل عام 1998 عن دوره في فيلم “المصير”.


ويعد عام 2009 بداية الإزدهار بالنسبة له، فقد شارك في فيلم “دخان بلا نار” الذي شارك ضمن عروض مهرجان لندن السينمائي ومهرجان هامبورج، وفي نفس العام قدم فيلم “المسافر” الذي شارك أيضًا في مهرجان فينيسيا.


هو فنان مجتهد ومعروف عنه أنه يعمل حوالي 12 ساعة يوميًا عند تجسيده لأي شخصية، حتى يصل إلى أعماق الشخصية ويتقنها بشكل كبير، وقدم خلال مشواره حوالي 23 فيلما، أبرزهم “المصير، إسماعيلية رايح جاي، فتاة من إسرائيل، تايه في أمريكا، زي الهوى، حسن طيارة، الديلر، خطة بديلة، يوم وليلة”، كما شارك في 28 مسلسل من علامات الدراما المصرية، بدأها بمسلسل “شارع المواردي” ثم “بوابة الحلواني، حديث الصباح والمساء، مسألة مبدأ، ابن موت، مريم، 7 أرواح، ممالك النار، واحة الغروب، لما كنا صغيرين” وغيرها.

الوجه الآخر

النبوي لا يحب أن يعلن عن تفاصيل حياته الخاصة، إذ أنه يفضل أن تبقى عائلته بعيدة عن الأضواء، لكن من المعروف أنه تزوج لأول مرة من امرأة من خارج الوسط الفني وهو في شبابه، وأنجب منها التوأم “كريم ونور”، ثم انفصل عنها قبل أن يقع في حب منى المغربي، والتي تزوجها عام 2002 وأنجب منها إبنه الأصغر “زياد”، والذي يهوى التمثيل مثل شقيقة الأكبر “نور”، والذي بدأ بالفعل خطواته الفنية، أما “كريم” فهو مختلف عنهما، فلا يحب التمثيل، ودرس الإقتصاد، والآن مهتم بالرياضة.

خلافات وتألق

في عام 2015 فقد النبوي شقيقه الصحفي وليد، بعد صراع مع المرض، ودخل بعدها في حالة من الحزن، وبعدها بعامين شارك في بطولة مسلسل “واحة الغروب”، وهو العمل الذي لم يكتب اسمه على التتر بعد الخلاف بينه وبين بطلة العمل، منة شلبي، على ترتيب الأسماء على التتر، مما جعل شركة الإنتاج تكتفي بوضع صورة لكلا منهما من دون كتابة الأسماء.  

وفي 2019 قدم النبوي المسلسل العربي الأضخم من ناحية الإنتاج “ممالك النار”، الذي تناول فيه السنوات الأخيرة من حكم دولة “المماليك”، وحتى دخول السلطان العثماني سليم الأول بجيشه إلى مصر عام 1517.

تحدث خالد عن مشاركته هذه ووصفها بأنها كحلم تحقق، لأنه كان يحلم منذ زمن بتأدية دور القائد التاريخي “طومان باي”، ووصف الإخراج والإنتاج بالعظيمين، ومع ظهور خالد في نهاية الحلقة الثانية من المسلسل أثار ضجة كبيرة ووصفه الجمهور بأنه الممثل الأعظم بين فناني جيله وتحول المسلسل إلى تريند عالمي.
يذكر أن المسلسل من تأليف محمد سليمان عبد الملك وإخراج البريطاني بيترويبر وإنتاج شركة “جينوميديا” الإماراتية بتكلفة إجمالية تقدر بـ40 مليون دولار أمريكي.

الاعتزال

غضب كبير عبر عنه النبوي بسبب الدعاية الخاصة بمسلسل “لما كنا صغيرين” الذي شارك في بطولته بجانب محمود حميدة وريهام حجاج.. حيث جاءت ردة فعله الغاضبة بسبب الدعاية الخاصة بالمسلسل والتي أظهرت ريهام كبطلة أولى للمسلسل، فيما يقوم النبوي وحميدة بدور الصف الثاني.

وهو ما جعل النبوي يعرب عن رفضه لتلك الدعاية، وأعلن عن تواصله مع شركة الإنتاج ونقابة الممثلين لتغيير الوضع الذي تم مهددا بالاعتزال في ظل الأوضاع الحالية، بعدما أكد أن الاعتزال النهائي أصبح هو الحل في ظل الظروف الحالية، وردا على غضب النبوي قرر المنتج أحمد عبد العاطي الذي تتولى شركته إنتاج المسلسل إلتزامهم بكافة بنود تعاقدها مع النبوي، على أن يعكس تتر المسلسل القيمة الفنية الكبيرة لمحمود حميدة، وكذلك النبوي، وعلى أن تظل الشركة محترمة لكافة تعاقداتها مع كل الممثلين، وبالفعل تم طرح ملصق دعائي جديد للمسلسل يظهر فيه النبوي وحميدة وهما يجلسان في المقدمة، فيما تطل من خلفهما ريهام حجاج.


أزمة صحية أم حسد؟

مع بداية عام 2020 تعرّض النبوي لأزمة صحية طارئة أتضح بعد ذلك أنها أزمة قلبية حادة، وإضطر لتغيير بعض صمامات القلب، وكشف الأطباء بأن السبب هو عدم تناوله لوجبة الغذاء بشكل يتناسب مع ما يمارسه من رياضة، وهو ما أضر به، وقد أشرف على علاجه الدكتور الكبير مجدي يعقوب بالرغم من عدم تواجده في مصر، لكنه كان يتابع حالته أولا بأول مع مساعديه، ووصف جمهوره هذه الأزمة بأن النبوي تعرض للحسد بعد نجاحاته في تلك الفترة، سواء بتقديمه “ممالك النار” وأيضا فيلمه السينمائي “يوم وليلة”.

المسافر 

في السينما شارك النبوي أمام عمر الشريف بطولة فيلمين.. الأول هو “المواطن مصري”، والثاني “المسافر”، والذي تسبب في انتقاد الشريف له، حيث اشتركا في تقديم نفس الشخصية لكن في مراحل عمرية مختلفة، فإتهمه الشريف بأنه قام بتقليده هو ولم يقدم الشخصية، وقال عنه إنه “ممثل فاشل”، وأضاف: “النبوي أسوأ ممثل في العالم، (خنقني) عندما وجدته يحضر كل ساعات تصويري، وسألته عن السبب، فقال إنه يريد تقليد مشيتي، فاندهشت من إجابته، أنا رجل عجوز، وهو يؤدي دوري في مرحلة الشباب، فكيف تكون طريقة حركته مثل حركتي، بإختصار هو ممثل ضعيف جدًا”.