بسم الله

العود أحمد !

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

 اليوم أعود الى قراء «الأخبار» الأعزاء. وكما يقول المثل «العود أحمد». وهو عود أحمد لسببين: الأول القراء الأعزاء، الذين أخجلونى برسائلهم الحبيبة الى قلبى. نحن قبيلة الكتاب والصحفيين ملك لهم. مهمتنا ترتبط ارتباطا وثيقا بأفكارهم وطموحاتهم ومشكلاتهم. أما السبب الثانى فقد رفض الأخ العزيز الأستاذ خالد ميرى رئيس التحرير استقالتى، وقرر مع الأخ الفاضل الأستاذ أحمد جلال رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم» التجديد لى عاما آخر. وأنا ممتن لهما وللأخ العزيز الأستاذ وليد عبد العزيز عضو الهيئة الوطنية للصحافة ومدير تحرير «الأخبار».


ها أنا أعود الى معشوقتى «الأخبار» بعد ثمانية أيام، ربما هى الأقسى فى حياتى الصحفية، والعود أحمد. وكما ذكر كتاب مجمع الأمثال للعلامة «أبو الفضل الميداني» أن أول من قَال ذلك خِدَاش بن حابس التميمى، ذهب ليخطب فتاة من بنى ذَهل يُقَال لها الرَّباب، وهام بها زمانا، لكن والديها رفضاه. بعد عنها زمانا، ثم أقبل ذاتَ ليلةٍ بالقرب من مسكنهم وهو يتغنى ويقول: أَلا لَيْتَ شِعْرِى يا رَبَابُ مَتَى أرى.. لَنَا منك نُجْحًا أوْ شفاء فأشْتَفِي. فقد طالما عَنَّيْتنِى وَرَدَدْتِنِي..

وأنت صَفِيَّى دون مَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي.عرفت الرباب منطقه، وجعلت تتسمَّع إليه، وحفظت الشعر، وأرسلت إلى الركب الذين فيهم خِداش أن انزلوا بنا الليلة، فنزلوا. وبعثت إلى خِداش أن قد عرفت حاجتك فاغْدُ على أبى خاطباً، ورجعت إلى أُمها، فَقَالت: هل أنكح إلا مَنْ أهوى وألتحف إلا من أرضى؟ قَالت: لا، فما ذاك؟. قَالت:  فأنكحينى «زوجينى» خِداشاً. قَالت: وما يدعوك إلى ذلك مع قلة ماله؟ قَالت: إذا جمع المالَ السيئُ الفَعَالِ فقبحاً للمال. فأخبرت الأم أباها بذلك فَقَال: ألم نكن صَرَفْناه عنا، فما بدا له؟ فلما أصبحوا، غدا عليهم خِداش فسلَّم وقَال: العَوْدُ أحمد، والمرء يرشد، والورد يحمد، فأرسلها مَثَلاً. وان كان للعود جانب حميد فله أيضا جانب سيئ حين نقول فى المثل «عادت ريمة لعادتها القديمة»، فأرجو ألا تعود ريمة!!
دعاء: اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا.