قلعة "الجندي".. هرم داخله كنز أثري بجنوب سيناء

 قلعة "الجندي"
قلعة "الجندي"

هي أحد القلاع الحربية المنتشرة فى جنوب سيناء والتى تعد كنوزا أثرية وتاريخية توضح عظمة جيش مصر فى مختلف العصور وقلعة الجندي والتى تسعى وزارة السياحة والآثار لرفع ملفها لليونسكو لإدراجها على قائمة التراث العالمي تبعد  حوالى 65 كيلو متر شرق مدينة رأس سدر من عند أبو صويرة..

وقلعة الجندي أو "الباشا" هى قلعة على شكل هرم وقد أنشأها صلاح الدين الأيوبي، وهى حصن استراتيجى الموقع يقع أعلي تل رأس الجندي المنفصل عن الهضبة المحيطة بالمكان نفسه على ارتفاع حوالي 350 متر ويصل ارتفاعها إلي 2150 قدماً فوق سطح البحر، ويرتفع 500 قدم فوق السهل المنبسط المتسع حوله من كل الجهات، والتل له شكل فريد، وموقع حاكم يجعلانه هيئة طبيعية ظاهرة بالعين المجردة من علي بعد عدة كيلو مترات ومن يقف فوقه يكشف بالطبع أبعد من هذه المسافة ويرتبط بناء هذه القلعة بوقائع تاريخية، وقد شيدت هذه القلعة لحماية مسار الحجاج إلى مكة ولمقاومة الهجمات المحتملة من الصليبيين في عام 1183، وتم البناء عام 1187 وهو المقابل للتاريخ الهجري المنقوش حتى الآن علي باب القلعة.

 قلعة

 الأثري ياسر على مدير عام شئون المناطق بخليج السويس، كان قد أكد أن قلعة الجندي برأس سدر جاء ذكرها فى نهاية العصر الفاطمي بعد صراع بين شاور وضرغام على الحكم فى مصر أحدهم استعان بنور الدين محمود والآخر استعان بالصليبيين فجاء ذكر القلعة فى هذا الصراع لأن كان هناك حامية عسكرية صليبية لهذا الموقع، ففي العصر الأيوبي عندما احتل الصليبيين الشام درب الحج كان فى شمال سيناء طريق القوافل المعتاد الممهد فيه سبل المعيشة عندما احتل الصليبيين بيت المقدس وكان هناك تهديد على الحجاج من ضمن الحوادث المشهورة أن أخت صلاح الدين الأيوبي كانت ضمن قافلة حجاج وتعرض لها الصليبيون بقيادة أرناط الذي نهب القافلة وقتلها، هذا الحادث دفع صلاح الدين لإهدار دم أرناط وبعد هذا الحادث تغير طريق الحج إلى طريق وسط سيناء المسمي بدرب الشعوى أو درب السلطان، وقلعة الجندي هي قلعة حربية لحماية حدود مصر وتأمين درب الحج واستراحة من ضمن استراحات الحجاج استمر العمران بالمكان لأكثر من عصر حتى العصر الفاطمي ثم هوجرت بعد ذلك.

اقرأ ايضا :- بعد تطويره.. تعرف على «المتحف الحربي» بقلعة صلاح الدين الأيوبي| صور

 

 قلعة

 

وتابع مدير عام شئون المناطق بخليج السويس: "والقلعة متهدمة تماما وكان يحيط بها أسوار وفندق محيط بها لزيادة الحماية وبالقلعة مصلى ومصلى عيد وصهريجين للمياه أحدهم أسفل المسجد ومخازن للغلال وسجن للقلعة وحمام بخار يشبه الحمام المغربي "ساونة" تم اكتشافه عام 2001 على يد الأثري ياسر على والأبراج الدفاعية بها ما يشبه المغازل "فتحة مثلثية الشكل" والقلعة تعد كنزا حيث لم تستكمل فيها أعمال الحفائر حتى يظهر كل ما في باطنها من كنوز وهو ما دعانا للسؤال أيضا لماذا لم تدفع وزارة الآثار ببعثة حفائر لقلعة الجندي تستكشف ما بها من كنوز؟!.. حتى أننا أثناء توجهنا للقلعة وجدنا معسكر لليهود تم تحريره وتطوير الموقع الموجود وكان بها سينما أيضا وبوادي سدر أحد الأودية الإستراتيجية فى جنوب سيناء عشرات من المواقع الأثرية قبل التاريخ التي يسكن فيه قبيلة التياهة حيث يخترق الوادي هضبة التيه".

 

 قلعة

 

وأضاف مدير عام شئون المناطق بخليج السويس: "المشهد أمام القلعة ساحر والصعود إلى القلعة أعلى الجبل .. يمثل معاناة من تسلق الأحجار لمسافة تبلغ حوالي 350 متر صعدناها على أيدينا قبل أرجلنا مصرين على بلوغ هدفنا فى تصوير القلعة من أعلى مكان لنكون شاهد عيان على ما نراه أعلاها، وبأعلى القلعة وجدنا نص تأسيسي بديل للمدفون بالقلعة ومدخل برج عبارة عن فتحة مستطيلة على جانبيها نجمتان ثمانيتان وعليها عتب به شكل هلال وأشكال هندسية .. شاهدنا خندق أعلى القلعة دخلنا من البوابة الرئيسية لقلعة الجندي وعلى جانبيها مصاطب لجنود الحراسة وقنوات لتجميع مياه الأمطار وشاهدنا مخازن الغلال منقورة فى باطن الجبل ومصلى العيدين ويتقدمه محراب بثلاث درجات سلمية للإمام وجامع ويتوسطه خرزة "مفتوحة" صهريج مياه لتخزين المياه ومحراب ذو عقد مدبب، به زخارف إشعاعية أسفلها شريط كتابي بالخط الكوفي المورق "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد" وأعلاها الشهادة أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، كما وجدنا حول محراب المسجد بعض الكتابات الحديثة لعدد من اللغات وأسماء لاتيني وعبري وعربي مثل خالد جودة إسماعيل حلوان البلد ونقيب محمود محمد عبود ورديف خالد لحام عقبى وانجي وتواريخ قديمة".