لتخفيف آثار الحرب الروسية الأوكرانية

«الحكومة» تبدأ فى تنفيذ خطة لزيادة أرصدة السلع الأساسية

رئيس اتحاد الغرف التجارية
رئيس اتحاد الغرف التجارية

بدأت الحكومة فى تنفيذ خطة عاجلة لزيادة ارصدة السلع الاساسية لضمان توفير احتياجات المواطنين مدة آمنة و ذلك فى اطار الاجراءات التى طلب تنفيذها الرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة الظروف العالمية و الاقليمية و الحرب الروسية ضد اوكرانيا  والحد من الاثار والنتائج السلبية المترتبة على الحرب والتى أثرت على أسعار بعض السلع وخاصة القمح والنفط والغاز الطبيعى والنقل، خاصة أن روسيا واوكرانيا من اكبر الدول التى تقوم بتصدير القمح لمصر.

وأكدت تقارير المتابعة لوزراة التموين و التجارة الداخلية توافر و استقرار ارصدة السلع بكميات كبيرة فى الاسواق المصرية و التى تكفى مدة امنه تتراوح بين 3 اشهر و 8 اشهر حسب السلعة ، و ان هذه المدة امنه و تزيد عن المعدلات العالمية.

و لايوجد نقص فى اى سلعة سواء لدى الشركات الحكومية او القطاع الخاص ، خاصة ان مصر نجحت بالفعل فى توفير كافة الاحتياجات وتخفيف الاعباء خلال الاشهر الماضية.


وصرح د على المصيلحى وزير التموين و التجارة الداخلية ان اجراءات ضبط الاسواق مستمرة مما ساعد على زيادة الارصدة و توافرها ، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية ضد اوكرانيا ، مؤكدا ان ارصدة القمح مطمئنة حيث تم اجراء عدة مناقصات خلال الاشهر الماضية.

و تأمين القمح اللازم لانتاج الدقيق البلدى نسبة استخراج 82% والذى يستخدم فى انتاج الخبز المدعم و الذى يتم توزيعه من خلال منظومة البطاقات التموينية مشيرا ان الحكومة ملتزمة بتوفير حصص الدقيق للمخابز و التى تصل الى حوالى 650 الف طن لانتاج حوالى 250 مليون رغيف يوميا ، مؤكدا انه سيبدأ من ابريل القادم موسم توريد القمح المحلى و المستهدف استلام حوالى 4 ملايين طن، خاصة انه تم زيادة سعر التوريد الى 820 جنيها للاردب بزيادة 100 جنيه لتحفير المزارعين على التوريد ، مؤكدا انه طبقا للتقارير الواردة من وزارة الزراعة فانه تم زيادة مساحات الاراضى التى تم زراعتها بمحصول القمح بما يعادل 220 الف فدان.


و اضاف وزير التموين ان ارصدة السلع الاخرى امنه حيث تكفى ارصدة السكر 8 اشهر بعد بدء استلام محصولى القصب و البنجر و المستهدف استلام حوالى 22 مليون طن تكفى لانتاج 2 مليون و 700 الف طن سكر ، كما تم تأمين ارصدة الزيت حيث تم اجراء مناقصات طوال الاشهر الماضية لاستيراد حوالى 150 الف طن من فول الصويا و عباد الشمس ، كما تكفى ارصدة الارز مدة كبيرة تصل الى حوالى 5 اشهر و ارصدة اللحوم الطازجة تم تأمينها من خلال اللحوم السودانى و التى تطرح فى المنافذ و المجمعات الاستهلاكية بسعر 95 جنيها للكيلو.

وقال المهندس ابراهيم العربى رئيس اتحاد الغرف التجارية و رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة ان مصر نجحت خلال الاشهر الماضية فى تخصيص رصيد استراتيجى من السلع لمواجهة المتغيرات الاقليمية و العالمية.

و ارتفاع الاسعار عالميا و مواجهة التقلبات الى حدثت فى بعض السلع عالميا    حيث قامت من خلال هيئة السلع التموينية فى القيام بعدة تعاقدات و مناقصات كان لها اثرها على توفير احتياجات المواطنين و عدم تأثر الاسواق المصرية منذ ظهور كورونا ، مشيرا إلى ان الحرب الروسية ضد اوكرانيا بدأت تظهر اثارها عالميا..  

واضاف محمد امبابى رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية بالجيزة أنه من الطبيعى ان تتأثر الأسواق المحلية بالصراعات الدولية و الحرب الروسية ضد اوكرانيا ، مؤكدا على قدرة الاقتصاد المصر ى على مواجهة هذه الظروف و تقليل الاثار السلبية للحرب نتيجة تطور اداء ونمو الاقتصاد القومى الذى اعتمد على خطة إصلاح اقتصادى، حيث تراجعت واردات القمح بما يعادل 40% خلال العام الماضى مقارنة بالعام الاسبق بما جعل الاقتصاد المصرى اكثر استقلالا وقوة فى مواجهة اى موجات تضخمية عالمية او صدمات اقتصادية.
اقرأ ايضا | بلومبرج: أمريكا وفرنسا أسواق بديلة لاستيراد الأقماح 

.. ولجنة التجارة بالمستوردين: المخزون جيد والتأثيرات محدودة

قال متى بشاى رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية بالشعبة العامة للمستوردين، إن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الأسواق المصرية محدودة فى المدى القصير والمتوسط، لكن قد تتأثر مصر على المدى البعيد، لكن فى الوقت نفسه هذه الأزمة ستزيد من صادرات الغاز المصرية.


وأشار إلى أن السوق المصرى به مخزون جيد من جميع السلع، ولا يوجد أى نقص فى السلع من أى نوع سواء السلع الغذائية الاستراتيجية او السلع الاستهلاكية.
وأوضح بشاى أن أهم السلع التى تستوردها مصر من أوكرانيا وروسيا هى القمح خام البليت المستخدم فى صناعة الحديد وبعض منتجات الالبان والأخشاب، فضلا عن السياحة الاوكرانية التى تأتى لمصر بنسبة كبيرة.


وأكد عدم تأثر السوق المصرى فى المدى القصير خاصة فى استيراد القمح نظرا لوجود مخزون استراتيجى يكفى لنحو 6 شهور، بخلاف المحصول المحلى من القمح الذى سيتم حصاده بعد شهرين ليرتفع الاحتياطى لنحو 9 شهور، وبالتالى لن تكون هناك تأثيرات على رغيف الخبز المدعم، لكن بعض أصناف المخبوزات قد تشهد زيادات فى الفترة المقبلة مثل المعجنات والمكرونة، فضلا عن ان هناك بدائل اخرى امام مصر لاستيراد القمح مثل فرنسا وأمريكا.


وأضاف أن خام الحديد «البليت» متوافر أيضا فى دول أخرى مثل تركيا والصين، وبالتالى لن يكون هناك تأثيرات تذكر سواء فى الحديد او الاخشاب وغيرها، لكنه فى الوقت نفسه أكد أن السياحة الروسية والاوكرانية ستشهد تراجعا ملحوظا خلال الفترة المقبلة.


وقال بشاى إن هناك نقطة إيجابية هى أن ارتفاع أسعار الغاز المتوقع عالميًا يعد نقطة إيجابية للاقتصاد المصرى الذى أصبح مصدرًا للغاز، فرفع الأسعار سيزيد من الموارد المالية لمصر من بيع الغاز، وكذلك فإن رفع أسعار الطاقة عالميًا سيجعل المرور فى قناة السويس أكثر جاذبية لناقلات النفط العملاقة.
اقرأ ايضا | الرئيس السيسي يستعرض موقف السلع الاستراتيجية الغذائية وتوفرها وأسعارها