حكايات| فيه سُجن «الرئيس».. سر قصر الماقوسي مع «معاش السادات»

 فيه سجن «الرئيس».. سر قصر الماقوسي مع «معاش السادات»
فيه سجن «الرئيس».. سر قصر الماقوسي مع «معاش السادات»

كتب: ماهر مندي


على أرض المنيا العديد من القصور والمباني التاريخية، ومن بينها قصر عبدالرحمن الماقوسي جنوب المحافظة، والقريب من طريق القاهرة أسوان الزراعي الذي كان شاهدا على اعتقال أحد من أبرز حكام مصر لمدة 9 أشهر تقريبًا؛ حيث قضى فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فترة اعتقاله بأوامر من الإنجليز .

 

فبعد أن ألقي القبض عليه وإبعاده عن الخدمة العسكرية بالجيش المصري عام 1942 بدعوى معاونته الألمان بالحرب العالمية وحيازته جهاز لاسلكي لتسهيل التعامل معهم والتحريض ضد الإنجليز للتخلص من حكمهم.

 

وفي عام 1946 زار الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمحافظة المنيا هاربًا بعد واقعة اغتيال أمين عثمان - وزير المالية الأسبق في وزارة الوفد الذي كان مواليا للإنجليز - إلى منزل عائلة القاياتي بالعدوة؛ حيث إتهم بالمشاركة في اغتياله يوم الأول من يونيو من ذات العام.

 

استغل السادات فترة اعتقاله وتعلم اللغة الألمانية واتقنها خلال تسعة أشهر على يد حسن جعفر شقيق لحسين جعفر أو «أبلر» الجاسوس الألماني والذي كان مسجونا معه بنفس المعتقل في قصر الماقوسي.

 

اقرأ أيضًا| المدينة الملعونة.. جمال حوله «السحر الأسود» إلى وطن للأشباح 

 

ففي كتابه «البحث عن الذات» تحدث الرئيس السادات عن مكان احتجازه: لم يكن المعتقل الجديد الذي نقلونا إليه معتقلا بمعنى الكلمة بل قصراً شامخاً على ضفاف مياه ترعة الإبراهيمية يحيط به التراب وخلفه قرية صغيرة لا تختلف كثيرا عن ميت أبو الكوم .

 

ويعد قصر عبدالرحمن الماقوسي حصنا منيعا، فضلاً عن عدم وجود به أي مرايا فرنسية وأخشاب فاخرة وشبابيك من الزجاج الملون وحمامات رائعة.. أشياء لم أر مثلها من قبل في حياتي بهرتني في أول الأمر وكانت مصدر دهشة لي ولكن مع الوقت تعودت عليها وأصبح السجن سجنا كبقية السجون.

 

وصمم قصر عبدالرحمن الماقوسي على مساحة 460 مترًا، ويتكون من طابقين وله 4 واجهات تطل على الطريق الزراعي القاهرة-  أسيوط وعلى الحديقة المحيطة بالقصر بزخارفه الجميلة والبلكونات الخشبية ذات الأعمدة النادرة.

وكان قصر عبدالرحمن الماقوسي مقرا لاحتجاز الرئيس الراحل محمد أنور السادات ملكا لأحد أعيان حزب الوفد وساءت حالته المالية فأجره للحكومة التي أحالته إلى معتقل، وعندما تم احتجاز السادات في أول أيامه كان المهندسون العسكريون يعملون في بناء أسوار من الأسلاك الشائكة تحيط بالقصر كله.

 

ومن حب الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمحافظة المنيا التي كانت لها مكانة خاصة لديه فقد زارها عدة مرات، خلال فترة حكمه وزار قرية ماقوسة ومنها أعلن قراره التاريخي «معاش السادات» للفقراء أثناء زيارته لها.

 

كان السادات يرغب في تنمية قرية ماقوسة فقام بإنشاء مبنى ليكون متحفا للآثار الفرعونية أقيم شمال القصر مقر احتجازه إلا أنه لم يصلح فتم عمله كمقر إداري للتفتيش الأثرية، وتم استخدام القصر بعد ذلك كمدرسة  إعدادية ثم تم تحويله إلى معهد  ديني أزهري حتى تم هدمه في عام  2011.