الحاضر الغائب | عايدة عبد العزيز

عايدة عبد العزيز
عايدة عبد العزيز

محمود زيدان

عايدة عبدالعزيز، نجمة المسرح والدراما وسيدة الأدوار الصعبة، التي كانت تبحث عن الاختلاف دائماً، وتسبح في محيط بعيد عن الآخرين، وعندما يفتّش المشاهد في السجل الفني لهذه الفنانة الاستثنائية، لن يجد أعمالا متشابهة، أو أخرى تتسم بالسطحية.

رحلت عايدة عبد العزيز عن عالمنا، عن عمر ناهز 91 عاما، بعد معاناة مع المرض الذي لازمها خلال السنوات الأخيرة بسبب إصابتها بالزهايمر، والذي كان وراء ابتعادها عن الوسط الفني، وتركت لنا بصمة مع الجمهور، حيث قدّمت على خشبة المسرح 16 عرض منها: “شيء في صدري، دنجوان، النجاة”، كما قدّمت للسينما ما يقرب من 80 فيلماً أهمها: “فجر الإسلام، يوميات نائب في الأرياف، سكة سفر، شهد الملكة، الواد محروس بتاع الوزير، النمر والأنثى”.

كما يحتوي أيضًا الأرشيف الفني للراحلة على عدد كبير من المسلسلات منها: “ضمير أبلة حكمت”، أمام “سيدة الشاشة العربية”، فاتن حمامة، “دهشة”، مع يحيى الفخراني، “ونيس والعباد وأحوال البلاد”، مع النجم  محمد صبحي. 

وشاركت عايدة، في عدد من الأعمال التليفزيونية الأخرى، أبرزها “ملكة في المنفى، أوراق مصرية، الفرار من الحب، كعب داير، الحفار”، ورغم مشاركتها في أعمال سينمائية مختلفة في بداياتها، لكن نجمها كان أقوى وأكثر سطوعاً في المسرح، خاصة خلال فترة إزدهار المسرح المصري خلال حقبة الستينيات، متخطية المشاكل التي كانت تحدث بسبب زواجها والأقاويل التي كانت تشير إلى فرضه لها على العمل المسرحي.

وأيضا رغم النجاحات الفنية التي حققتها خلال مشوارها الفني، إلا أنها واجهت العديد من الأزمات في حياتها، لعل أبرزها تصريحاتها في أحد البرامج أنها كانت تعاني من الوحدة.

ولفت نجل الفنانة الراحلة في تصريحات سابقة إلى أن والدته عانت من مرض “الزهايمر”، ولفت شريف أحمد عبدالحليم – نجل الراحلة - في أحد تصريحاته إلى أن والدته لا تزال تتذكر العديد من الأحداث القديمة التي مر عليها عقود طويلة، على عكس الأحداث التي حدثت مؤخرًا.

وكشف شريف تفاصيل الحالة الصحية لوالدته فقال، إنها عانت من اكتئاب شديد بعد وفاة والده المخرج المسرحي الراحل أحمد عبد الحليم، والذي كان حب عمرها، وابتعدت تماماً عن الوسط الفني، إلا أن الفنان القدير يحيى الفخراني شجعها وطلب منها المشاركة معه في بطولة مسلسل “دهشة”، وكان آخر أعمالها الذي عرض في موسم رمضان عام 2014 .