روسيا تنفي استهداف مبنى سكني في كييف بصاروخ 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

نفت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت 26 فبراير، استهداف مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف صباح يوم الخميس 24 فبراير الجاري.

وأكد مصدر في الدفاع الروسية، اليوم إن ما يتردد عن ضربة صاروخية روسية استهدفت مبنى سكنيا في شارع لوبانوفسكي في كييف، ليس له أساس من الصحة، مشيرا إلى أن طبيعة الأضرار تدل على أنها ناجمة عن الإصابة بصاروخ مضاد للطائرات، حسبما يظهر ذلك من مقطع الفيديو.

قامت القوات الروسية اليوم السبت 26 فبراير، بقصف مبنى سكني في منطقة جولياني بالعاصمة الأوكرانية كييف بصاروخ، حسبما أفاد عدد من وسائل الإعلام.

لحظة قصف مبنى سكني في منطقة #جولياني بـ #كييف بصاروخ
#العربية pic.twitter.com/Y1qLjs02RK

— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) February 26, 2022

واحتدم الصراع على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف مساء الجمعة 25 فبراير، ومازال مستمر حتى الآن.

وأعلن عمدة كييف في وقت سابق اليوم السبت 26 فبراير، إصابة 35 شخصًا بينهم أطفال، جراء الاشتباكات التي وقعت ليل الجمعة بالعاصمة الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تواجه مقاومة شديدة بأحياء العاصمة الأوكرانية كييف.

وفي بيان لها أشارت وزارة الدفاع البريطانية، إلى إن أوكرانيا تمكنت من الاحتفاظ بمدن رئيسية على الرغم من الاعتداءات المتكررة من القوات العسكرية الروسية.

وقالت الوزارة في بيان إن القوات الروسية تحقق مكاسب على جبهات متعددة في محاولة لتطويق العاصمة كييف لكنها واجهت "مقاومة قوية" من القوات المسلحة الأوكرانية.

كما قامت القوات الروسية بإنزال برمائي في منطقة بين مدينتي ماريوبول وميليتوبول، الواقعتين في جنوب أوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.

وقالت وسائل إعلام عالمية أن الجيش الأوكراني أعلن عن تمكنه من صد هجوما روسيا في شارع النصر بالعاصمة كييف.

كما أِشارت وسائل الإعلام نقلا عن وكالة إنترفاكس الأوكرانية أن  القوات الروسية تحاول استهداف المحطة التي تغذي العاصمة كييف⁩ بالكهرباء.

كما أشارت تقارير إعلامية أن هناك  تسلل لمئات العناصر من القوات الروسية إلى وسط كييف واشتباكات عنيفة تدور بينهم قرب محطة مترو shulyavaska، والطيران الروسي يشن هجوما لمساندتهم.

و تحدثت وسائل إعلام أوكرانية عن وجود اشتباكات عنيفة وسط العاصمة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن القوات الروسية ستحاول اقتحام كييف الليلة.

كما أشارت وسائل الإعلام الأوكرانية أن القوات الروسية نفذت إنزالا مظليا في فسلكيف جنوب العاصمة كييف.

وأضاف زيلينسكي: أن الليلة القادمة ستكون صعبة ولا يمكن أن نخسر كييف.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير الجاري، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الأوروبيين.

واستبق رئيسا جمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك"، دينيس بوشيلين وليونيد باستشنيك ذلك، وناشدا بوتين، في وقتٍ سابقٍ ذلك اليوم، بالاعتراف باستقلال الجمهوريتين.

وتحدث باشنيك، عن أن هناك معلومات حول استعداد كييف لهجوم واسع النطاق على نهر دونباس، وأكد أن الجمهورية تمكنت من تجنب كارثة إنسانية فقط بفضل روسيا.

بينما أكد بوشيلين، أن سكان دونباس يشعرون بالروح الروسية، والهدف الرئيسي لهم هو التكامل مع روسيا.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح  الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض حزمة عقوبات على روسيا، ستكون الأقسى على الإطلاق.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

وعلى الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فرض الأحكام العرفية في عموم البلاد.

وقال زيلينسكي، في خطاب موجه إلى الشعب الأوكراني، إن القوات الروسية شنت ضربات على مرافق للبنى التحتية العسكرية وحرس الحدود.

وأشار الريس الأوكراني إلى أنه في ظل هذه التطورات أجرى اتصالا مع نظيره الأمريكي جو بايدن، مشددًا على أن الولايات المتحدة قد شرعت في إعداد ردها على الإجراء العسكري الروسي، حسبما ذكر زيلنسكي.

وقبل أن تتطور الأوضاع بوتيرةٍ متسارعةٍ، كان الوضع  محتدمًا في منطقة دونباس، جنوب شرق أوكرانيا، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.

وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ما يرفع من حدة التوتر القائم في منطقة "دونباس"، جنوب شرق أوكرانيا.

وتدهور الوضع في دونباس خلال الأيام الماضية، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك المعلنتان من جانب واحد، عن تعرضهما للقصف مكثف من قبل القوات الأوكرانية، فيما نفت كييف تلك المزاعم، وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام لوكالة "رويترز" البريطانية، "على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمترًا، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار ردًا على ذلك".

ومع ذلك، فقد تعهد الرئيس الأوكراني ، في الوقت ذاته، بأن بلاده "ستدافع عن نفسها" في مواجهة أي "غزو روسي"، حسب قوله.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا تقول إنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تقوم واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ تصر روسيا على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.