نوبة صحيان

اللمبة الحمراء

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم: أحمد السرساوي

لم تكد الدنيا تفيق من جائحة كورونا وتلتقط أنفاسها.. حتى خيم عليها شبح حرب واسعة فى أوكرانيا!!
مضت سنتان كاملتان.. والعالم يخرج من أزمة ليدخل فى أختها، وتفاوتت ردود الأفعال بين حكومات الدول فى التعامل مع آثارها.. فهناك من ارتبكت، وهناك من تماسكت واتزنت وكانت لديها وفرة من أجهزة الاستشعار، فأضاءت أمامها كل «اللمبات الحمراء» وأطلقت أجهزة الإنذار المبكر تمهيدا للاستعداد المنتظم والمستيقظ.

وللأمانة أقول إن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى بمجموعتها الاقتصادية من النوع الثاني، فحققت العلامة الكاملة فى الامتياز، وكذلك الوزارات الخدمية وفى صدارتها التموين تفاعلت مع الأمر ولم تتأثر خدماتها للمواطنين.
وكانت سياسات البنك المركزى «الرزينة» بمثابة الأوتاد التى صلّبت عود الاقتصاد المصري، ومنحته العافية والمرونة الكافية للوقوف فى وجه العواصف التى هزت العالم.
لا أقول هذا من فراغ.. بل من الأرقام الرسمية والتقارير الدولية، وما ألمسه وأراه وأعيشه فى الشارع المصرى رغم وجود ارتفاعات بأسعار العديد من السلع، ومع ذلك يظل وضعنا أفضل بكثير عن غيرنا.

وتعالوا نرى ما يقوله البنك الدولى فى تقريره الصادر قبل أيام عن الاقتصاد المصري فيشيد بقدرته على مواجهة تداعيات الجائحة العالمية، مُرجعا ذلك لعدة عوامل، فى صدارتها كفاءة قطاع الطاقة، وسياسات الحكومة فى الإنفاق والإنتاج والاستهلاك.
وعلى المستوى الوطنى ارتفع الاحتياطى النقدى لأكثر من ٤٠ مليار دولار حاليا، كما يواصل معدل النمو ارتفاعه، حتى لامس سقف الـ ٨٫٣ % خلال الربع الثانى من العام المالى الحالى كما أكدت د. هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية قبل أيام.
والخبر المفرح هو اعتلاء مصر عرش انتاج الصلب على المستويين العربى والافريقى للعام ٢٠٢١ بإنتاج ١٠ ملايين طن، وهو معدل مهم لأنه يشير إلى القدرات التصنيعية فى البلاد.

وأخيرا.. أرفع القبعة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح  السيسى منذ وقت مبكر جدا بضرورة احتفاظ مصر بمخزون ضخم من السلع الاستراتيجية يطول لأكثر من ٦ شهور، وهو معدل لم يتحقق من قبل ، يعطى بلادنا الأمان والوفرة ضد التقلبات الدولية المفاجئة، وهو ما نشهده بالفعل.