تعظيم سلام للقرية المصرية هزمت البطالة ووصلت للعالميــــــــــة بمُنتجاتها الزراعية والصناعية

«صُنع فى جراح».. زجاج تقليدى بمذاق عالمى

صناعة الزجاج فى قرية جراح بالدقهلية
صناعة الزجاج فى قرية جراح بالدقهلية

بدأت صناعة الزجاج بها تقليدية منذ حوالى ربع قرن من الزمان.. ومع رغبة وطموح وإصرار أبنائها على التميز نجحوا فى أن تتحول قريتهم مؤخرا لواحدة من أهم مناطق إنتاج الزجاج فى العالم.. وتسابقت دول العالم فى دعوتهم للمشاركة بمنتجاتهم الفريدة فى معارضها.


لقد أصبحت عبارة «صنع فى جراح» تدعو للفخر من جانب كل مصرى بعد أن أصبحت تلك القرية الصغيرة عملاقة بإنتاجها المتميز والعصرى والذى أصبح عنوانا لجودة الصناعة المصرية.. تقع بمركز أجا بمحافظة الدقهلية وبالقرب من محافظة الغربية و تبعد حوالى 20 كيلو مترا عن مدينة المنصورة وعدد سكانها لا يتجاوز 8 آلاف نسمة.


حسين عزمى يشير فى البداية إلى أن صناعة الزجاج بالقرية بدأت على يد مؤسسها الحاج عبد الله الشريعى صاحب أول وأكبر مصنع زجاج بالقرية، ثم بدأت تتطور مع الوقت وتتوسع تدريجيا حتى أصبحت هناك 3 مصانع كبرى لصهر الزجاج وما يزيد على 300 ورشة لتصنيع ونقش الزجاج والحفر عليه.


وأشار إلى أن تلك القرية الصغيرة لا تعرف البطالة بل أصبحت مركزا لحل مشكلة البطالة من القرى المجاورة من محافظتى الدقهلية والغربية، حيث تقترب من مركز سمنود بمحافظة الغربية وزاد عدد العاملين بها على 5 آلاف عامل يجيدون جميعا كل مراحل الصناعة، وأصبح هؤلاء الصناع المهرة ينتجون وينقشون ويرسمون ويزينون حوالى 2 مليون قطعة زجاج يوميا داخل مصانعها وورشها التى لا يخلو منها أى منزل بالقرية.


وأشار إلى زيارة السفير اليابانى بالقاهرة للقرية فى وقت سابق وإعجابه بمنتجاتها.. كما أنهالت على القرية هذا العام 2022 الدعوات من عدد من الدول الأوروبية للمشاركة فى عدة معارض ستقام هناك خاصة ألمانيا.


وأضاف أن المهندس عمر عبد العزيز أحد أبناء القرية نجح فى تصنيع ماكينة الحفر الآلى بأقل من نصف سعر الماكينة المستوردة ومن وقتها وأصبح الجميع يعتمد على هذه الماكينة التى تم تصنيعها محليًا بدلا من المستوردة.


محمد أبو حطب أحد أمهر العمال يشير إلى أن صناعة الزجاج بالقرية بدأت منذ حوالى 30 عامًا كصناعة يدوية بسيطة كانت بهدف توفير حاجة أبناء القرية.
وبدأت تتطور شيئا فشيئا حتى تم توزيع المنتجات داخل محافظة الدقهلية.. ومع الوقت انتشرت المنتجات فى عدد من المحافظات حتى وصلت شهرتها بعض الدول العربية.


ومع تطور الإنتاج ودقته وتميزه بدأت تصل لبعض الأسواق العالمية وهذا العام أصبحت منتجاتها من أهم منتجات الزجاج فى العالم.
ويضيف زميله عبده قراقيش أنه تم البدء بإنتاج الأدوات التقليدية لكن مع مرور الوقت ومع متابعة التطور الذى حدث فى مجال تلك الصناعة على مستوى العالم و من خلال النت و سفر بعض رجال تلك الصناعة من أبناء القرية للخارج حدثت طفرة كبيرة وتنوع فى الإنتاج.


محمد إبراهيم شعبان صاحب أحد المصانع يؤكد حرص أصحاب المصانع على شراء أحدث الأجهزة والمعدات للمصانع والورش بها وأن تكلفة تجهيز المصنع الحديث تتعدى الـ10 ملايين جنيه، حيث إن ثمن ماكينة حفر الليزر على الزجاج وحدها تتعدى الـ4 ملايين جنيه لكن هذا الاهتمام بتجهيز المصانع أحدث طفرة كبيرة فى الإنتاج والجودة وأصبحنا قادرين على تلبية أذواق معظم المستهلكين.


محمد أو ربعة أحد أقدم العمال يشير إلى أن عملية التصنيع تبدأ من تجميع كسر الزجاج وإضافة مواد كيميائية معروفة عليه ثم يتم إدخاله إلى الفرن تحت درجة حرارة مرتفعة جدا من خلال عمال محترفين والذين يقومون باستخراجه على أسياخ حديد.