الطاقة الخضراء.. مستقبل التعاون بين الأفارقة والأوروبيين

 الطاقة الخضراء مستقبل افريقيا
الطاقة الخضراء مستقبل افريقيا

من أبرز القضايا التى أصبحت ذات اهتمام مشترك بين أوروبا وأفريقيا «الطاقة الخضراء» . فأوروبا تريد التخلص من الوقود الأحفورى وبناء اقتصاد يعتمد على الهيدروجين.

 والهيدروجين هو بديل الوقود الأحفورى ويستخدم فى الصناعات المعتمدة على الوقود مثل صناعة الكيماويات والأسمنت. لكن أوروبا تفتقر إلى المساحة وأشعة الشمس لإنتاج الهيدروجين «الأخضر» بكميات كافية.

لذلك هى تتطلع لاستيراد كميات كبيرة منه، هنا تلعب أفريقيا دورًا كبيرًا فى طموحات الاتحاد الأوروبى بشأن استيراد الهيدروجين.


ويتفاءل نشطاء المناخ بشكل عام تجاه إمكانات أفريقيا كمنطقة لتصدير الهيدروجين، فالتحول بعيدًا عن الوقود الأحفورى يمكن أن يضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وأفريقيا على أسس جديدة، وفقًا لإيليونورا مورو، اختصاصية الهيدروجين فى مركز أبحاث المناخ.


ويرى فرانس تيمرمانز، رئيس لجنة المناخ بالمفوضية الأوروبية، «أن ازدهار أوروبا دون تنفيذ أهداف التنمية المستدامة فى إفريقيا أمر مستحيل».

كما يرى أن مستقبل أفريقيا هو الطاقة الخضراء، حيث تتمتع القارة «بأحد أفضل إمكانات الطاقة المتجددة فى العالم».

وبحسب تيمرمانز فإن الهدف هو مضاعفة أرباح القارة ثلاث مرات من خلال توسيع قدراتها فى مجال الطاقة المتجددة.

وهذا من شأنه أن يفيد المواطنين لأن الطبيعة اللامركزية للطاقة المتجددة تعنى أنه يمكن توصيل الأسر فى إفريقيا بشبكة الطاقة بسهولة أكبر. كذلك يجب أن يسمح إنتاج الهيدروجين لأفريقيا بتنويع اقتصادها. 

كذلك يرى الخبراء أن التركيز الأفريقى على إنتاج الهيدروجين الأخضر يفيد أوروبا، حيث يمكنها من انتاج كهرباء رخيصة من مصادر الطاقة المتجددة، كما يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار تنافسية.

ولدى الاتحاد الأوروبى أهداف محددة بتلبية نصف احتياجات أوروبا من الهيدروجين الأخضر، بدلاً من الغاز الطبيعى بحلول عام 2030.

ويعد التحول الأخضر أحد المجالات الخمسة الرئيسية للشراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبى، حيث تم الإعلان فى 10 فبراير عن خطة استثمار أوروبية بقيمة 150 مليار يورو لأفريقيا للتركيز على التحول الأخضر، بما فى ذلك توليد الطاقة المتجددة وحماية التنوع البيولوجي.

ومن جانبه يقول إنوسنت أويجارين، الرئيس التنفيذى لشراكة الهيدروجين أفريقيا: «هذه فرصة لإثبات قدراتنا كأفارقة وأيضًا لجعل جميع بلداننا تعمل معًا». ويضيف أنه إذا تم استثمار أموال وجهود كافية فى أفريقيا، فإن القارة بدورها ستساعد فى تحقيق الهدف الصافى للانبعاثات الصفرية من الكربون فى وقت أقرب مما هو مخطط له.

وتعد الطاقة مفتاح التنمية والتحول الأخضر فى أفريقيا، فهناك ما يقرب من 600 مليون أفريقى و10 ملايين شركة متوسطة الحجم لا تصلهم الكهرباء، ويستخدم ملايين الأسر الفحم والخشب والكيروسين للطهي، يزيل الطلب الحالى على الفحم النباتى ما يقدر بنحو 3٪ من مساحة الغابات فى أفريقيا سنويًا.

وتختلف أوضاع الطاقة فى إفريقيا بين البلدان، حيث يعتمد بعضها، مثل المغرب وموريشيوس وناميبيا، على واردات الطاقة وهى جاهزة للاستثمار فى الطاقة المتجددة.

والبعض الآخر من مصدرى الطاقة مثل موزمبيق وكينيا وتنزانيا وغانا وأوغندا والسنغال وساحل العاج.

يعتمد على صادرات الوقود الأحفورى مع ذلك يتوقع معظم المراقبين أن يؤدى تطوير اقتصاد الهيدروجين إلى اكتساب العمال فى أفريقيا مهارات إضافية وستؤدى فى النهاية لوجود مصانع الصلب والأسمدة «الخضراء»، لكن هناك مخاوف من أنه لن تستفيد جميع البلدان بشكل متساوى من هذا التوجه.

فألمانيا، على سبيل المثال، تركز على نيجيريا وأنجولا، وبالفعل فتحت ما يسمى «مكاتب الهيدروجين» فى عواصم هذه البلدان لدعم تطوير وتصدير الهيدروجين.

اقرأ ايضا | من أبرز القضايا التى أصبحت ذات اهتمام مشترك بين أوروبا وإفريقيا «الطاقة الخضراء»