حكاية المرأة الطفلة.. رحلة صعود فاتن حمامة

فاتن حمامة
فاتن حمامة

كانت لا يزيد عمرها عن 9 سنوات، وكانت عسلية العينين، كستنائية الشعر وفي وجهها بريق ذكاء مبكر، وعندما كان يصطحبها المخرج محمد كريم وهو يذهب إلى مكتبه يضحك زملاءه والعاملين وهو ممسكا بيدها، وأثناء خروجه من الاستديو أيضا، لكنه صمم على أن يجعل من هذه الطفلة الصغيرة «شيرلي تمبل مصر».

إنها الفنانة ذات الوجه الملائكي البريء «فاتن حمامة» وبالفعل ظهرت على الشاشة لأول مرة في فيلم «يوم سعيد»، وأبهرت كل الذين شاهدوها في هذا اللون الجديد من التمثيل، وفي نفس الوقت كانت تمسك في يدها «باكو» شيكولاته أهداه إليها المخرج محمد كريم ليلة العرض الأول للفيلم، وكان «باكو» الشيكولاتة هو أول أجر لها.

أما والدها أحمد حمامة فقد أخذ 25 جنيهًا في ذلك الوقت عن دورها في الفيلم، حيث اشترى لها فستان وحذاء، وحقيبة يد صغيرة، واختفت فاتن بعد ذلك عن الأنظار، وسارت في طريق دراستها ثم التحقت بمعهد التمثيل، وأمضت فيه 3 سنوات، وكان أستاذها حينذاك الفنان زكي طليمات.

اقرأ أيضا| «سهير عبدالباقي».. بطلة العالم في السباحة كافحت ضد ارتخاء العضلات‬

وعادت فاتن مرة أخرى إلى الشاشة عام 1945، واشتركت في فيلم «دنيا» وهو من إخراج محمد كريم أيضا لكن أجرها في هذه المرة ارتفع إلى 50 جنيهًا، وبعد 9 سنوات أصبح أجرها خمسة آلاف جنيه.

وفي أحد لقاءات آخر ساعة بها عام 1954، قالت إنها تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار بعد غرام عنيف، وأن آخر مشهد كانت تمثله في أحد الأفلام هو زفة «عروسة»، وفعلا كانت هذه هي زفة فاتن وعز الدين ذو الفقار، وبعد انتهاء التصوير قام بتوزيع أكواب الشربات، وعلب الملبس على الأصدقاء والعاملين، وأصبح لها ابنة اسمها «نادية» وذكرى زواج فاشل انتهى في عام 1954.

وأكدت فاتن بأنها لم تفكر حينذاك في الزواج لأن حياتها أصبحت قطعة من فنها الذي عشقته وعمرها 9 سنوات.

وذكرت آخر ساعة في نهاية الحديث بأن الناس أحبوا فاتن حمامة لسبب واحد وهو أنها مازالت نفس الطفلة الساذجة ذات الصوت الملائكة التي كان المخرج محمد كريم يمسكك بيدها في عام 1939 ليصعد بها السلم.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم