«نهبوا ثروات الوطن».. ننشر مرافعة النيابة العامة في قضية الآثار الكبري

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قررت محكمة جنايات شمال القاهرة تاجيل محاكمة حسن راتب وعلاء حسانين و٢١ آخرين في قضية الآثار الكبري ليوم ١٧ فبراير لاستكمال المرافعة .


صدر القرار برئاسة المستشار خليل عمر وعضوية المستشارين مصطفي رشاد ومحمد شريف وامانة سر حمدي درويش .

اقرأ أيضاً| تأجيل محاكمة حسن راتب وعلاء حسانين وآخرين بقضية «الآثار الكبرى» لـ17 فبراير

في بداية الجلسة استمع رئيس المحكمة لدفاع المتهمين الاول حتي الرابع، وتغيب محامي المتهم علاء حسانين عن جلسة اليوم بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد وطلبوا التاجيل حتي يكتمل شفائه لمدة ٤٨ ساعة . 


ثم استمعت المحكمة لمرافعة وكيل نيابة جنوب القاهرة الكلية ازهر حسن منصور الذي بدا حديثه بِاسمِ اللهِ العدل وبِنوره الحَق ونتوب إليه توبة من أيقن أنَّهُ رَبُّ العِباد ومُسَبِبُّ الأسبابِ، المُنزِل بالفاسِقينِ والفاسِدينِ أشدَ العذابِ .


مستكملا حديثه قائلا" مَا جِئْنا الْيَوْمَ لِنَروي وَقَائعً قَدْ سَمِعتُموها وشاهدتموها فِي كُلَّ قَضيةٍ تُطَرِّحُ أَمَامَ عِدْلِكُمْ فانتُم شُيُوخَ القضاء خَبِرتُم الدّنيا بِحُلوها وَمُرَّهَا وَفِي هَذِهِ السَّاحَةِ الْمُقَدِّسَةَ .. سَاحَةِ الْقَضَاءِ الْعَادِلِ سَمِعتُم شَكْوَى الْمَظْلُومِينَ وآنيين الْمَحْزُونَيْنِ ، وقَضيتُم علي الكثيرين مُهتَدينَ بِنبراسِ الحقِ المُبين" .


قائلا " بَدأت الواقعة عندَما تَمَّلَكَ الطمعُ والجَشع نفسَ المتهمين فشَكَلَّ وتزَعَمَّ أولهم عِصابةً غَرضِها الإتجارِ في الآثارِ وتهريبها لخارج البلاد، ولِبلوغِ غايتهم تلك نَسَجوا مُخططاً شيطانياً أنفذوه بتوزيع أدوار البطولة فيما بينهم . فَمِنْهُمْ مِنْ أَخَذَ دَوْرَ الحفر وجلبَ الأدوات وَمِنْهُمْ من قام بِحراسةِ المواقع الأثرية وآخر قام بتمويل المشروع الإجرامي. عازمين التنقيب عن الآثار بِمسارحِ جريمتهم مُدَّعَمينَ بِمبالغٍ نقدية أمدهم بها المتهمُ الأخير والتي وَصَلت قيمتها خمسون مليون جنيهاً مصرياً ، ولَمَّا عَثَرَوا علي العُملاتِ والقطعِ الأثرية بدأ أولهم بفصلِ أجزاءٍ منها عمدا لعرضها مُجزئه علي عُملاءه الفاسدين ، مُستَهدِفينَ جميعهم تهريب بعضها خارج البلاد ، والإتجار في باقيها داخِلها بإستقطابِ مُريديها وتَقديمَها لهم مُضِلينَّ إياهم ببعضٍ منها مُدَعي كَذِباً أثريتها.


 فأثناءَ إنشغالِنا جميعاً بِهُمُومِ الْوَطَنْ وَكَيْفِيَّةَ بِنائه مِنْ جَديدِ قَصْدَ المُتَهَمونَ هَدمه ونهب ثَرواته، فَمَا أَشبهَ الْيَوْمَ بِالْبَارِحَةِ فتتارُ الأمسِ غُرَباء ،،، وتتارُ الْيَوْمَ هُمْ مِنْ أَبِنَاءِ هَذَا الْوَطَنِ ، فَإِنَّ الْمُتَّهَمَيْنَ سعوا جاهدين لِسَرِقةِ اِلْتَارِيخِ و بَعْدَ أَنْ عِشنا عُقُوداً نتباهي بِحَضَاَرتِنَا ،فَوَاقِعَتَنَا حَقيقتها تَارِيخُ وَطَن بأكمله سلبه مِنْ كَانُوا يَوْمَاً مِنْ أبنائه وأرتَوا مِنْ مائِه وتَنَفسوا عَلِيلَ هوائه وَتَقَوَّوْا مِنْ خَيْرِ زادِهِ.

أَلَا وَهِي : مَا جَاءَ بأقوالِ العميد شريف فيصل عبدالله رمضان وكيل إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة بالقاهرة بِأَنْه وعلي إثرِ ما أسفَرت عنه تحرياته السرية من قيادةِ المتهم علاء محمد حسانين محمد تشكيلاً عصابياً أسسه لِمُزاولةِ نشاطه المؤثم بالتنقيب عن الآثار والاتجار فيها داخل البلاد وتهريبها خارجها فضَمَّ لِعُضويَتهِ جميعَ المتهمين عدا الأخير تنفيذاً لغرضه الإجرامي، إذ باشروا الأعمالَ المسندةَ إليهم من قِبَلْ المتهم الأول بالتنقيب عن الآثارِ وحراسةِ المواقع الأثرية وتولي بعضهم نقلَ وتخزينَ المعثورِ عليه من القطع وأنهم في سَبيلِهِم للإتجار فيها وتهريبها للخارج بمعرفة المتهم الأول.

ونفاذاً لإذنِ النيابةِ العامة الصادرِ له أو من ينوبه أو يندبه من مأموري الضبط القضائي تَمَكَنَّ من ضبطِ المتهمين علاء محمد حسانين محمد ، أكمل ربيع معوض جاد حال إستقلالهما لمركبةٍ آليه بدائرة قسم شرطة مصر القديمة بِتَفتِشهِما عَثَرَ حوزة أولهما علي عُملاتٍ أثرية وبحقيبةِ السيارةِ علي مجموعةٍ أخري من القطع والتماثيل والعملات تعود لِعُصورٍ تاريخية متعددة وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر الأول بإحرازه وحيازته للمضبوطاتِ قاصداً الإتجار فيها داخل البلاد وتهريبها لخارجها وأقر الثاني بِعِلمهِ بنشاطِ سابِقهِ الإجرامي ، مُتَوَلياً تأميَنهُ حالَ مُزاولة جُرمَه المؤثَم.

وبالإنتقالِ لِأحَدِ مواقعِ الحفر بإرشادٍ من المتهم الأول بدائرة قسم شرطة مصر القديمة تَمَكَنَّ من ضبط المتهمين إسحاق حليم حبيب خليل ، و شقيقه ميلاد حليم حبيب خليل والمشمولين إذناً و اللذان أقرا له بِانضِمامِهما لِلعُصبَةِ الإجرامية المُدارة بِمعرفةِ المتهم علاء محمد حسانين محمد مُنقبينَ عن الآثارِ حارسين مواقعه مُستَطرِداً بِشهادته بأنه وحالَ تواجده بأحد الإرتكازاتِ الأمنية ... تمَكنَ من ضبطِ المتهم عز الدين محمد حسانين محمد وبتفتيشه عثرَ معه علي هاتفٍ خَلَوي طالعَ به مقطعاً مصوراً ومحادثاتً نصية تَقطع بِصحةِ إتجاره بالآثار ، وبمواجهتهِ بذلكْ أقرَ بإنضمامه للتشكيل العصابي المُدارِ بمعرفةِ شقيقه المتهم الأول وأن من بين أعضاءِ ذَلِكَّ التشكيل المتهم ناجي حسانين طه حسانين وآخر يُمَوِل نشاطَهُم المؤثم وهو المتهم حسن كامل راتب حسن وفي سَبيلِ الوُقوفِ علي صحةِ ما أقرَ به المتهم عز الدين محمد حسانين محمد أجري اعمالَ جمعَ إستدلالات توصلت إلي صِدقِ ما أدلي به.

 كما أضافت أن المتهم حسن كامل راتب حسن قد نشأ فيما بينه و المتهم علاء محمد حسانين محمد إتفاقاً مُسبَقاً علي تمويلِ ذَلِكَّ النشاطِ المؤثم لتحقيقِ أغراضِه بأن قَدَمَ له مَبلَغاً نقدياً جاوز الأربعة عشر مليون بالجنيهِ المِصري بحُضورِ المتهم ناجح حسانين طه حسانين والذي إختَصَ بِتَوفيرِ الأدواتِ والعمالةِ اللازمة لتنفيذِ ذلك الاتفاق إلا أنه ولما دَبَّ خُلفٌ بين طرفي الإتفاق مَنشأه عَدَم إنتظامِ دفعِ النقودِ المُتَفَقِ عليها سلفاً .أوقفا مُخَطَطهِما الإجرامي ولكنهما عادا وإستئنافاه مرة أخري عقب إنهائهما لذلك الخلاف هذا ، وقد كَشَفَت أعمالُ التحري اللاحقة المُجراة بِمعرفته عن إنضمامِ المتهمِ محمد كامل ناجي حسانين للعصابةِ المُشَكَلةِ مُنفَذاً لأغراضِها مَسئولاً عن نقلِ وإخفاءِ القِطعِ الأثريةِ المَعثورِ عليها ولَمَّا أذَنَت له النيابةُ العامة . بِضَبطِ وتفتيش من أفصَحَتْ عنهم تحرياته تَمَكَنَّ من ضَبطِ المتهم محمد كامل ناجي حسانين وباقي المتهمين.


وانهي ممثل النيابة العامة مرافعته مطالبا توقيع اقصي العقوبة علي المتهمين .