تحديات جسيمة تواجه «رئة الأرض»| 23 مليون طن مخلفات بلاستيكية سنوياً تلقى فى المحيطات

 البلاستيك أهم مصادر تلوث المحيطات
البلاستيك أهم مصادر تلوث المحيطات

كتب : محمد رياض

تأتى قمة «محيط واحد» التى استضافتها مدينة بريست الفرنسية بمبادرة من الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون وسط تدهورات خطيرة وتغييرات وخسائر كبيرة فى نظام الموارد المائية التى تمثل اكثر من 70% من مساحة كوكب الأرض، وتطرح سؤالاً حول مستقبل عالم البحار والمحيطات عام 2050 عندما يتجاوز عدد سكان الارض 9 مليارات نسمة. 


وقد استعرضت القمة المشاكل التى تتعرض لها المحيطات التى توصف بـ «رئة الأرض»، مثل آثار تغير المناخ والتلوث، ولا سيما ذلك الناجم عن البلاستيك، والاستغلال المفرط للموارد البحرية، مع ان هذه الموارد البحرية وعلى رأسها المحيطات تقوم بتنظيم التوازنات البيئية.

ولا سيما توازنات المناخ، وتوفر الموارد الغنية بشتى أنواعها، وتمثل الناقل الرئيس للتبادل الاقتصادى، وهمزة الوصل الأساسية بين البلدان والمجتمعات البشرية..

وحول الآثار السيئة والمميتة للتلوث البلاستيكى على المحيطات والتنوع البيولوجى والنظم البيئية البحرية، قال الصندوق العالمى لحماية الطبيعة إن البلاستيك أحد اكبر مشكلات المحيطات، حيث يقدر الصندوق أن ما بين 19 و23 مليون طن من البلاستيك ينتهى بهم المطاف كل عام فى البحار والمحيطات. 


ويقول الصندوق إن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مسؤولة عن 60% من تلوث المحيطات، لكنه يقدر أن إنتاج البلاستيك فى جميع أنحاء العالم من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2040، مع توقع أن يتضاعف التلوث البلاستيكى للمحيطات ثلاث مرات خلال نفس الفترة. مضيفا، حتى إذا تم القضاء على التلوث البلاستيكى فى المستقبل، فمن المتوقع أن تتضاعف مشكلة البلاستيك الدقيق بحلول عام 2050.

حيث يتحلل البلاستيك الموجود تدريجياً، ليصبح ما يُعرف باسم «البلاستيك النانوي»، بقياس جزء من الألف من المليمتر.
كما كشفت العديد من الدراسات الدولية أن المحيطات تواجه خطرا أكبر مما كان يعتقد فى السابق بسبب الاحتباس الحرارى وتناقص مستويات الأكسجين وزيادة حموضة المياه.

وأشارت الدراسات الى أن درجة حرارة مياه المحيطات آخذة فى الارتفاع، مما يدفع الى نفوق الكثير من الاسماك أو هجرتها. 


ويقول العلماء إن درجة حرارة المحيطات ترتفع بسبب الحرارة الناجمة عن تراكم غازات الاحتباس الحرارى فى الغلاف الجوى، كما يمكن للأسمدة ومياه الصرف التى تصب فى المحيطات أن تتسببا فى زيادة نمو الطحالب التى تقلل مستويات الأكسجين فى المياه.

ومن جهة أخرى، يقول العلماء إن الاحتباس الحرارى قضى على حياة اكثر من 150 نوعاً من الحيوانات والنباتات مما يهدد باختفاء قاعدة التنوع البيولوجى بسرعة هائلة وهو ما يعد تهديداً خطيراً. 


وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحتوى المحيطات على ما يقرب من 200 ألف نوع من الأحياء المائية المعروفة، ولكن الأعداد الفعلية ربما تصل إلى الملايين. وللتهديدات التى تتعرض لها، تأثير قوى على سبل عيش السكان الذين يعتمدون على خدمات النظم الإيكولوجية البحرية.

لا سيما النساء والرجال فى المجتمعات الساحلية.. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قيمة الموارد البحرية والساحلية وما تدعمه من صناعات تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار على الأقل، أى ما يساوى نحو 5% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى.


وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، تخضع الحياة فى المحيطات لضغط شديد، يتراوح بين آثار تغير المناخ والتلوث وفقدان الموائل الساحلية والاستغلال المفرط للأنواع البحرية. فنحو ثلث الأرصدة السمكية التجارية يتعرض للصيد المفرط.

وأصبح العديد من الأنواع الأخرى، من طيور النورس حتى السلاحف، مهددة بسبب الاستخدام غير المستدام لموارد المحيطات.


 وكان البنك الدولى قد أصدر نداء استغاثة بشأن حالة المحيطات فى العالم وأعلن تشكيل تحالف قوى لمواجهة العدد المتزايد من مصائد الأسماك التى تتعرض للاستغلال المفرط بالمحيطات، وأكثر من 400 «منطقة ميتة» لم تعد الكائنات البحرية تستطيع العيش بها، وفقدان المنظومات الإيكولوجية المهمة للتنمية الساحلية.

 

اقرأ ايضا| ‫وزيرة البيئة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائى يدعم القطاع البيئي في مصر