على الأصل دور

رقمنة الثقافة

نادية البنا
نادية البنا

«هوية مصر .. سؤال المستقبل».. شعار الدورة الـ53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي أثار تساؤلات القراء عن ما المقصود بهوية مصر، وكوني محررا ثقافيا، ناقشت مؤرخين ومتخصصين في التراث عن ما هى هوية مصر وكيف نحافظ عليها، ولكن تركيزي على الثقافة واهتمامي وشغفي بها جعلني أراها هي الهوية والأصل فقط، ولكن في نهاية الأسبوع الأول لمعرض الكتاب أيقنت أن هناك جهات تعمل بحرص وجِد للحفاظ على ترسيخ هوية مصر، وأيقنت أن الهوية ليست ثقافة فقط.


أدرك ذلك عندما سمعت لفظ «الهوية الرقمية»، فى اللقاء الثاني لهيئة الرقابة الإدارية بجمهور معرض الكتاب، فلم أكن أعي أن الرقمنة وتوجه الدولة المصرية لتحقيقها، له كل هذا القدر من الأهمية، ولكني لمست خطوات ناجزة استعرضها القائمون على جناح هيئة الرقابة الإدارية في معرض الكتاب، فكل ما يعاني منه المواطنون من تأخر في الإجراءات واستخلاص الأوراق، الحل السحرى له هو تفعيل الرقمنة، فإذا أتقنّا توثيق المعلومات والبيانات سنحافظ على هويتنا الرقمية، وبالتالي سيوثق تراثنا وإبداعنا، وذلك ما حققته الإمارات العربية في مشروع المكتبة الوطنية بأبو ظبي، والتي كان أبرز مقتنياتها التي تعرضها للجمهور زيارة لأم كلثوم واستقبال الشيخ زايد لها، وحفلها هناك.. فكم لدينا من حفلات لكوكب الشرق والعندليب ولقاءات لعمالقة الفن والثقافة نفخر بها أيضًا.


وأكثر الأشياء التي رسمت بسمة الفخر على وجهي بمعرض الكتاب كانت التقنيات الحديثة التي أنجزتها هيئة الكتاب لجذب الجمهور الذي لا يهتم بحضور الندوات ليتعرف بشخصية المعرض، وتطوير ما لدينا من تراث باستخدام الرقمنة ليخرج لنا شخصيات المعرض «يحيى حقي» بالهولوجرام ويرد على أسئلة الجمهور، والآخر قصة لعبد التواب يوسف تعرض بخاصية الـ3D أقبل عليها الكبار والصغار.
ومن إنجاز لآخر يُحدث معرض الكتاب حالة مختلفة كل عام بجديد لم نتوقعه زينته مشاركات لأول مرة للرقابة الإدارية بجناح وندوات، ومدينة الثقافة والفنون بجناح يعرض تفاصيل المدينة، وتمثال لنجيب محفوظ، ومشروعين للترجمة مع ضيف الشرف «اليونان»، بالإضافة لمشروع مهني لدعم النشر نأمل أن يستجيب له الناشرون.