أمين الأمم المتحدة: منظومة الحوكمة العالمية تخفق في تأدية دورها

أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

 
أكد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أن منظومة الحوكمة العالمية تُخفق في تأدية دورها في ذات اللحظة التي ينبغي أن يصطفّ فيها العالم أجمع لحل المشاكل العالمية.


وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، أنه يجب أن نعمل معا، من منطلق الحرص على المصلحة الذاتية على المستويين الوطني والعالمي، لحماية المنافع العامة العالمية الحيوية التي تدعم رفاه البشرية، كالصحة العامة والمناخ الصالح للعيش، لافتاً إلى أنه يجب القيام بهذه الإصلاحات إذا ما أردنا بلوغ تطلعاتنا المشتركة لتحقيق أهدافنا العالمية الجماعية المتمثلة في السلام والتنمية المستدامة وضمان تمتّع الناس جميعا بحقوق الإنسان والكرامة، مشيراً إلى أن هذه مهمّة صعبة ومركّبة يجب أن تراعى فيها اعتبارات السيادة الوطنية، ولكن عدم التحرّك على الإطلاق ليس بالخيار المقبول. فالعالم بحاجة ماسة إلى آليات دولية أكثر فعالية وديمقراطية تكون قادرة على حل مشاكل الناس.

 

اقرأ أيضا

مقتل ما لا يقل عن 25 من موظفى الأمم المتحدة في هجمات خلال 2021

 

وتابع: كما علّمتنا الجائحة، فإن مصائرنا مترابطة. ولو تركنا أي أحد يتخلّف عن الركب، فإننا نخاطر بالتخلّف جميعا عن الركب والمناطق والبلدان والشعوب الأكثر عُرضة للخطر هي أولى ضحايا هذا التناقض المحيّر في السياسة العالمية غير أن الجميع، وفي كل مكان، عُرضة للخطر وبشكل مباشر.


وأشار غوتيريش أن الجانب المشرق هو أن باستطاعتنا القيام بشئ لمواجهة تحدياتنا العالمية، فالمشاكل التي صنعها البشر، يمكن أن يحلّها البشر، لافتاً إلى أنه أصدرتُ في سبتمبر الماضي تقريرا عن هذه القضايا، في ”خطتنا المشتركة“ نقطة انطلاق؛ فهذه الخطة هي بمثابة خارطة طريق لتوحيد قوى العالم في مواجهة هذه التحديات التي تعترض الحوكمة، ولإعادة تنشيط مبدأ تعددية الأطراف في القرن الحادي والعشرين، لن يكون التغيير سهلا، ولن يحدث بين عشية وضحاها. ولكن يمكننا أن نبدأ بتحديد مساحات التوافق والمضيّ في اتجاه التقدم.


ولفت أننا بدأنا نشهد التداعيات بالفعل، فمع بدء انتشار شعور لدى الناس بفقدان الثقة في قدرة المؤسسات على تأدية أدوارها، ثمة خطر من أن يفقدوا الثقة في القيم التي تنبني عليها تلك المؤسسات، وفي كل ركن من أركان المعمورة، نرى الثقة تتبدّد، وما أخشاه هو أن ندخل حقبة اضمحلال القيم المشتركة، فالظلم واللامساواة وانعدام الثقة والعنصرية والتمييز كلها ظواهر تلقي بظلالها القاتمة على كل مجتمع، ويجب أن نُعيد للإنسانية كرامتها وفضائلها، وأن نعالج مخاوف الناس بتقديم الإجابات.


وأوضح أن مواجهة تنامي التهديدات المترابطة والمعاناة الإنسانية الهائلة والمخاطر المشتركة، يقع على عاتقنا واجبٌ يملي علينا إعلاء أصواتنا والتحرّك لإخماد الحريق.