محمد عطية
لن نمل من تكرار أن النصاب لا يغلب الساذج فقط، بل ضحيته الأثيرة هو الطماع، ورغم أن النصب جريمة قديمة فإنها تطورت مع التطور التكنولوجي وانتشار المواقع والتطبيقات الإلكترونية، فأصبحت وسائل وتطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة غير آمنة، ومن خلالها يمكن النصب والاحتيال بسهولة دون معرفة شخصية النصاب، هذه صور للنصب صارت موجودة على السوشيال ميديا، فاليوم أمامنا واقعة جديدة وهي النصب عن طريق تطبيق جديد اسمه «الرمال البيضاء»، لم يكن ذلك التطبيق جديدا بل سبقه عدة تطبيقات داخل وخارج مصر كان هدفها النصب على الجميع، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.
انتشرت في السنوات الأخيرة أفكار تتعلق جميعها بفكرة الكسب السهل الكبير والسريع الذى لا يقابله أى جهد أو إنتاج حقيقى كتطبيقات إلكترونية وغيرها وهذا ما جعل عمليات النصب كل يوم في تزايد، بـ «الرمال البيضاء» أو»وايت ساندز» هو تطبيق جديد انتشر في الفترة الأخيرة بين العديد من المصريين كان هدفه ووهمه هو الاستثمار وربح الأموال من خلال الإنترنت عن طريق مهمات سهلة وبسيطة كمشاهدة الفيديو أو الاشتراك في القنوات أو الإعجاب بالمنشورات أو بمتابعة الأشخاص والصفحات وغيرها، فكان التطبيق عبارة عن تطبيق لتوزيع حركات مرور للمواقع والمعلنين أو من يرغب في زيادة مشاهدات أو اشتراكات قنوات اليوتيوب وغيرها، لكن الأغرب أن معظم هذه المواقع المشابهة كتطبيق Super Likee هو نفسه تطبيق Golden Fleece، ورغم اختلاف مسميات التطبيقات، إلا أن الفكرة واحدة وهي النصب والاحتيال لجمع الأموال وخداع المستخدمين.
كافيه بوسط البلد
بدأ التطبيق عمله في مصر منتصف أكتوبر 2021، وتم الترويج له من قبل العديد من اليوتيوبر والمتخصصين في إعداد فيديوهات عن التكنولوجيا والتطبيقات بينما نظم التطبيق فاعلية في إحدى كافيهات وسط البلد بمحافظة القاهرة، لشرح وتعريف الجمهور بآلية عمل التطبيق وكيفية الربح منه، بينما ادعى مديرو التطبيق أنه تابع لشركة كبرى تسمى Omnicom، بينما يعتمد التطبيق على طريقتين للربح: الأولى وهو نظام الشجرة العمودي وفيه يحصل كل مشترك على نسبة 15% من قيمة اشتراك كل عضو جديد، ويحصل على نسبة 5% من قيمة اشتراك جميع المشتركين الباقين، أما الطريقة الثانية وهي إتمام المهمات اليومية، وتشمل مشاهدة وتنزيل مجموعة فيديوهات على قنوات يوتيوب أو صفحات فيسبوك أو عمل لايكات لبعض الصفحات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما طريقة العمل بالتطبيق عبارة عن عضويات شهرية، يبدأ الاشتراك فيها بسعر 300 جنيه وحتى 30 ألف جنيه للباقة الواحدة، فيدفع المشتركون الجدد مقابل تلك الباقة لتنفيذ بعض المهمات البسيطة كالضغط على زر أعجبني على مقاطع فيديو يوتيوب، أو الاشتراك في صحفات فيسبوك، والتفاعل على منصات السوشيال المختلفة، فتواجد بالتطبيق أكثر من نظام للحساب الخاص بالمشترك منها الـ VIP0 ويطالب فيه الضحايا بفتح حساب مجانى مقابل 30 جنيها في البداية، لإثبات الجدية ويتم الحصول عليها مرة واحدة فقط، والمهمات اليومية 5 مهمات فقط فى اليوم وهو متاح لـ 10 أيام فقط،.
ويتم حجز الرصيد المتبقي فى الحساب لحين الترقية إلى VIP1، كما تم طرح المستوى الأول للترقية ويتم دفع 300 جنيه مرة واحدة فقط، بصلاحية لمدة سنة كاملة، ومتاح به 8 مهمات فى اليوم بربح يومى من 10.40جنيها، وشهري 312جنيهًا، وسنوى بواقع 3744 جنيهًا، أما المستوى التالي للترقية، فيتم فيه دفع 600 جنيه مرة واحدة فقط، بصلاحية سنة كاملة، ومتاح به 15 مهمة فى اليوم، بربح يومى 22.50 جنيها، وشهري 675 جنيها، وسنوي8100 جنيها، أما المستوى الثالث للترقية، فيتم فيه دفع 1000 جنيه مرة واحدة، بصلاحية لمدة سنة كاملة، ومتاح به 18 مهمة فى اليوم، بربح يومى 39.60 جنيها، وشهري 1188 جنيها، و14256 جنيهًا سنويًا، أما المستوى الرابع للترقية، فيتم فيه دفع 3000 جنيه مرة واحدة فقط، بصلاحية لمدة سنة كاملة، ومتاح به 40 مهمة فى اليوم، بربح يومى 124 جنيهًا وشهري 3720 جنيهًا، وسنوى 44640 جنيها، أما المستوى الخامس للترقية، فيتم فيه دفع 6000 جنيه مرة واحدة فقط، بصلاحية لمدة سنة كاملة، ومتاح به 55 مهمة فى اليوم، بربح يومى 264 جنيهًا، وشهري 7920 جنيهًا وسنوي 95040 جنيهًا، وبالفعل كان يتم تحويل المبالغ المالية لأصحابها بعد اتمام المهمات عن طريق المحافظ الإلكترونية، بالفعل بدأ الجميع التسارع وانساقوا وراء ذلك التطبيق، فمنهم من يسحب جزءًا من أمواله في بنوك وجزء آخر يبيع ذهب زوجته ومنهم من يبلغ أقاربه ومنهم من يستلف وغيرهم كثير، ثم فى ليلة حالكة السواد على هؤلاء المشتركين والأعضاء أغلق التطبيق وتبخر نهائيًا ليواجه كل من طمع في تحقيق أموال دون جهد الحقيقة المريرة؛ وهي تعرضه لعملية نصب واحتيال.
لكن في حقيقة الأمر ما نود أن نقف أمامه هو منشور نشر على صفحة التطبيق على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك منذ فترة بسيطة يوضح أن التطبيق في وقت قصير أصبح يضم 6 ملايين عضو مشترك، أي بحسبه بسيطه وبمتوسط بسيط استطاع ذلك التطبيق جمع 6 مليارات جنيه تقريبًا خلال 3 أشهر.
بلاغات
وبتواصل أخبار الحوادث مع أحد الضحايا بدأ حديثه قائلاً؛»عرفت من صديق لي إن فيه تطبيق اسمه «وايت سانذز» بتبقى عضو فيه لما بتدفع فلوس العضوية وبتبقى لمدة سنة مقابل إنه بيخليك تعمل مهمات زي انك تعمل لايك على فيديو على اليوتيوب، وبعدها يتم إرسال اسكرين للتطبيق لإثبات ذلك، في الأول مكنتش مقتنع بس صاحبي اقنعني، وبالفعل دخلت ودفعت باقة 300 أو بتسمى vip1وبكده بيكون حسابي متفعل لمدة سنة، علشان لما فى ناس بتدخل بتبقى تحتى فأنا باخد فلوس لما هما يحطوا فلوس فى التطبيق، والفلوس وصلت فى حسابى لأكتر من 600 جنيه، وبالفعل سحبت أكتر من 430 جنيها بمعنى أنا جمعت فلوسي وكسبت، لكن في أشخاص لم تصل إليهم الأموال ولم يجمعوا ما دفعوه حتى الآن، ولم يتم الرد عليهم من قبل الوكلاء أو المديرين، لكن الأصعب أن هناك أشخاصًا دفعوا مبالغ كبيرة بعضهم دفع 120 ألف جنيه وفي ناس دفعت 30 ألف و50 ألف، في الوقت ذاته اتحد بعض الضحايا واتجهوا جميعًا لتحرير محاضر بالواقعة».