إنها مصر

حصاد الشائعات

كرم جبر
كرم جبر

الجهد الكبير الذى يبذله المركز الإعلامى لمجلس الوزراء يستحق الإشادة، خصوصاً التقرير الصادر بعنوان حصاد الشائعات لعام 2021، الذى يرصد أهل الشر المتربصين بالبلاد، وكشف كذبهم وزيفهم، وتقديم الحقائق والمعلومات الصحيحة الموثقة من مصادرها.


عام 2021 جاء فى الصدارة من حيث عدد الشائعات ومدى انتشارها، ولعل ذلك يرتبط بحجم الإنجازات التى تتم فى البلاد، رغم جائحة كورونا والظروف الصعبة التى يمر بها العالم، إلا أن التجربة المصرية قدمت نموذجاً ناجحاً فى المواجهة، لا يلقى ارتياحاً لدى أهل الشر.


أخطر الشائعات فى العام الماضى تعلقت بجائحة كورونا وقطاع الصحة "12.2%"، والسبب فى رأيى أنها تحوز اهتمام الجميع، وتثير الخوف فى النفوس، وتلعب الجماعات المعادية على هذا الوتر لاستغلال اهتمام الناس، والتشكيك فى الإجراءات التى تتخذها البلاد، وأبرزها الدعوى التى تروج لها الجماعات المتطرفة للتخويف من تعاطى الأمصال.
والقطاع الذى حاز النسبة الأكبر من الشائعات هو التعليم "21%"، لخلق حالة من البلبلة والفزع لدى التلاميذ وأولياء الأمور، والمعروف أن قضايا التعليم تأتى فى صدارة الاهتمام، وتقع فى مرمى الاستهداف بالشائعات.
والسياحة والآثار واستحوذت على "4.3%" من الشائعات، ويرجع ذلك إلى النجاح العالمى الكبير فى موكب المومياوات فى القاهرة واحتفالات طريق الكباش فى الأقصر، وبدء عودة السياحة وإقبال السائحين على شرم الشيخ والغردقة والمدن الساحلية، وتزداد محاولات ضرب السياحة بترويج الشائعات.


أما قطاعات الاقتصاد والكهرباء والوقود والزراعة والتموين، فقد نالت مجتمعة "43%" من الشائعات، ويرجع السبب فى ذلك إلى انفراج الأزمات فى هذه المشروعات المهمة، وتعمد الشائعات إلى تشويه ما يحدث، وتصدير منطق خلق أزمات وهمية بإطلاق الشائعات.


التقرير فى مجمله حصاد لجهد مميز طوال العام يرصد الشائعات أولاً بأول ويتولى
الرد عليها، وهذا فى حد ذاته انجاز كبير.
ياريت التنبؤ بالشائعات والاستعداد لها وتتويج الجهد بالاهتمام بمراصد مكافحة الشائعات وأن تنسق الجهود بينها، لأن العام الحالى مرشح لتصاعد الحرب بالشائعات، خصوصاً الحدث الأكثر فى استضافة مؤتمر المناخ فى نوفمبر القادم، والاهتمام العالمى الكبير بالمؤتمر.
ومصر مقدمة على إنجازات وفعاليات أخرى مهمة فى الداخل والخارج، وتحاول جماعات الشر أن تنال منها ببث الشائعات المغرضة، ومن الضرورى تفعيل منظومة التنبؤ بالشائعات ومكافحتها قبل ظهورها، وتقديم الحقائق والمعلومات قبل ترويجها.
شكراً مركز معلومات مجلس الوزراء والعاملين فيه، ونتمنى لهم مزيد من التوفيق والنجاح.