منى وأصحابها فى مرمى النيران .. دعم من أهل السينما وغضب من السوشيال ميديا

منى زكي
منى زكي

أمل صبحى

هجوم حاد تعرض له صناع وأبطال فيلم «أصحاب ولا أعز»، وعلى رأسهم منى زكي والأردني إياد نصار، والعمل يعد أحدث إنتاجات منصة «نتفلكيس» في الشرق الأوسط، والتي دائما ما تقابل أعمالها بإنتقادات بسبب مخالفتها قيم وتقاليد الشعوب العربية، بل وتصل إلى حد إتهامها للترويج للمثلية الجنسية عربيا، وهو الأمر الذي تكرر مع هذا الفيلم، بالإضافة لإتهامات بتعمد نشر أفكار  عن العلاقات الجنسية، والعلاقات خارج إطار الزواج.. في السطور التالية نتناول تلك القضية مع صناع الدراما في مصر، وهل كل ما ينجح في الغرب قابل للتعريب والتمصير، وهل لحرية الإبداع حدود ..

 

في البداية يقول المخرج مجدي أحمد علي عن مشكلة «أصحاب ولا أعز»: «أعتقد أن كل الزوبعة التي نعيشها بسبب الفيلم لحظية فقط، فالأمر كله يتعلق أن العمل تناول بشكل جريء بعض القضايا التي نعيشها بالفعل، بل ونعرف تفاصيلها لكن نغض الطرف عنها، والأمر ليس له علاقة بالدين ولا الأخلاق، وهذه طبيعة الأفلام الإجتماعية، فهي تثير الجدل لأنها تمس الناس، لكن أفلام الأكشن والرعب تمر مرور الكرام حتى ولو نجحت تجاريا، لأنها منفصلة عن واقعنا، خاصة أننا نقدمهم بنفس الشكل الذي تقدمه هوليوود بها».

ويضيف مجدي: «أنا سعيد بشجاعة منى زكي فهي تختار أدوارها بعناية، ورغم إنني لا افضل التعريب والنقل عن أعمال أجنبية، لكن هذه التجربة بالتحديد شهدت 18 نسخة بمختلف اللغات، ومعنى ذلك أن الفيلم به شيء مشترك بين كل تلك الثقافات، كما أن الفيلم لا يمكن أن نعممه على كل المجتمع، فهو يتحدث عن طبقة محددة، وقبل أن نهاجم كل الأفلام المعربة، يجب أن نتذكر أن كل أفلام إسماعيل ياسين كانت مأخوذة عن أفلام عالمية، وأفلام نجيب الريحاني أيضا، وعدد كبير من أفلام عادل إمام». 

واستكمل مجدي كلامه: «أنا ضد هذه الهجمة على الفيلم، وضد محاسبته أخلاقيا، لأن الأفلام لا تحاسب بهذه الطريقة، بل تحاسب على مستوى جودتها وأداء الممثلين، ولا يجوز أن يجعل البعض من أنفسهم حراس على السينما، يمنعون ما يشاءون ويسمحون بما يقبلونه».

 

فكرة جذابة

 

الكاتب مجدي صابر يرى أن الضجة المصاحبة لعرض الفيلم غريبة للغاية، لأن العمل يعرض في منصة مدفوعة الاشتراك مسبقا، ومن الغريب أن يهاجم عمل يذهب له المشاهد بإختياره وأمواله، خاصة لو كانت تلك المنصة معروفة في الأساس بالجرأة في المحتوى الذي تقدمه.

يستكمل صابر حديثه بالقول: «الأمر يثير إندهاشي، لو كانت التعليقات بسبب تناول الفيلم لقضية المثلية الجنسية، فقد تم طرحها في أفلام مصرية وعربية عدة مرات، كما نقرأ عنها يوميا في الصحف والمواقع الإلكترونية، خاصة أن تناول فكرة المثلية تم بشكل سطحي في الفيلم، كما أن الفيلم لا يحسب على الفن المصري من الأساس، لأنه لم يتم تنفيذه في مصر وبمشاركة كبيرة من فنانين عرب باستثناء منى زكي، كما أن مخرج العمل لبناني. 

وبعيدا عن كل ذلك، لا يعيب أي ممثل مصري أو عربي مشاركته في الفيلم، لأن السينما العربية تمتلئ بالأعمال التي تناولت قضايا إجتماعية بشكل أكثر جراءة من هذا العمل، ولو حاسبنا كل فنان على طبيعة الشخصية التي يجسدها لكان الجميع تعرض لمسألة قانونية منذ سنوات طويلة، خاصة أنه لا يوجد كتالوج أخلاقي يسير عليه الفنان مع كل عمل يقبل المشاركة به».

صابر أكد أنه معجب بالنسخة الإيطالية من الفيلم، خاصة أن الفكرة تتحدث عن مخزن الأسرار داخل كل شخص منا، والتي يخفيها حتى أقرب المقربين له، ولا يرى صابر مشكلة في الاقتباس أو تعريب الأعمال العالمية، لأن أغلب القضايا في العالم مشتركة ومتشابهة. 

والله زمان 

يتوافق رأي المخرج أمير رمسيس مع سابقيه، فرغم أنه لم يشاهد الفيلم بعد، لكنه يشعر بالضيق من قلة وعي الجمهور في تعامله مع الفيلم، متذكرا بالحزن أفلام الفترة من الخمسينيات وحتى السبعينيات حينما كانت السينما أكثر جراءة، والجمهور أكثر تفتحا.

ويتحدث رمسيس عن الفيلم قائلا: «لست ضد فكرة تعريب الأفلام العالمية، وسبق وأن شاهدنا تجارب كثيرة للسينما الأمريكية نقلت فيها أعمال ناجحة من أوروبا وآسيا، والعكس، وأنا أدعم منى زكي ضد محاولة ترهيبها معنويا وفنيا، ودعونا نتذكر فيلم كوميدي جميعنا نحبه وكان أكثر جراءة حتى من (أصحاب ولا أعز)، وهو فيلم (الآنسة حنفي) لإسماعيل ياسين، والذي تناول قضية التحول الجنسي وعرض منذ ما يقرب من 70 عاما». 

إعادة إنتاج 

الناقد رامي عبد الرازق يرى أن الفيلم ليس تجربة «تعريبية»، لأن التعريب يسمح بتدخل المؤلف في تغيير طبيعة المحتوى بما يتناسب مع أجواء المجتمع العربي، لكن العمل تم نقله نصا من الأصل الإيطالي، مؤكدا أن الجميع ركز في الفيلم على قضية المثلية والهجوم على منى زكي، رغم أن القضية الأساسية في الفيلم هي فكرة الأسرار في حياتنا، والتي تاهت وسط كل الهجوم والنقاش.

ويضيف عبد الرازق: «مشكلتي الأكبر مع فيلم (أصحاب ولا أعز) هي طريقة الكلام التي يتحدث بها الممثلون، فرغم أنها عربية بلهجة لبنانية أو مصرية، لكنها تتم بنفس سرعة الحديث بالإيطالية، حيث النسخة الأصلية من العمل، فليس معنى أننا نقدم نسخة عربية من عمل إيطالي، أن أتحدث بنفس طريقتهم».   

واختتم عبد الرازق كلامه قائلا: «لدي تحفظ كبير على فكرة التعريب، فمن الأفضل إنتاج أعمال أصلية تصلح للبيئة التي كتبت فيها، بدلا من (توفيق) أعمال أجنبية لمجتمعات تختلف ثقافيا تماما عن ظروفنا، لذلك أعتقد أن الأعمال المعربة هي إهدار للمال والجهد».