دراسة: الأعمال المكتبية قد تسبب المخاطر الصحية الجسدية والعاطفية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عدم التنوع في العمل واستمراريتة كل يوم أكبر عامل سلبي في الحياة المكتبية، ناهيكَ عن آلام الظهر والرقبة في إطالة الجلوس على الكرسي وإرهاق العين بالنظر لشاشة الكمبيوتر.

هذا لا يعني أنه عديم الإيجابيات، فأصحاب العمل المكتبي هم أكثر الناس إنجازاً للأعمال الموكلة إليهم. 

ووفقًا لموقع "Insider"،يمكن أن يؤدي نمط الحياة الكامل إلى الوفاة المبكرة، ويجلس 86% من البالغين في الولايات المتحدة طوال يوم عملهم، وللأسف التمارين خارج العمل غير كافية لتعويض المخاطر الصحية لنمط الحياة هذا.

اقرأ أيضا| وفاة أكبر غوريلا في العالم داخل حديقة حيوان أتلانتا الأميركية

في حين أن العمل المكتبي قد لا يكون محفوفًا بالمخاطر مثل كونك مصارعًا محترفًا أو مدربًا للقفز بالمظلات، إلا أن الوظائف المكتبية تعرض صحتنا للخطر بطرق يمكن أن تكون طويلة الأمد.

 

ويمكن أن تتسبب الأعمال المكتبية بالكثير من المخاطر الصحية الجسدية والعاطفية التي تتجاوز آلام الرقبة أو إجهاد العينين.

ويعتبر العاملون في المكاتب أكثر عرضة للحالات الصحية مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب واضطرابات العضلات والهيكل العظمي.

ويمكن للملل على وجه الخصوص أن يشكل خطرًا كبيرًا على صحتنا العقلية .

أفاد الخبراء بأن موظفي المكاتب الذين يبقون في المنزل طوال اليوم قد يواجهون انخفاضًا في جودة النوم.

ووجدت دراسة علمية نشرت عام 2019 أن التعرض لأشعة الشمس الطبيعية يؤدي إلى "زيادة مدة النوم"، وهذا يصعب الحصول عليه عندما يكون الشخص محبوسًا داخل المنزل طوال اليوم.


لكن الوظائف المكتبية يمكن أن تؤثر أيضًا على صحتنا العقلية بقدر ما يمكن أن تؤثر على صحتنا الجسدية، في الواقع تشير الدراسة إلى أن التنقلات الطويلة، واجتماعات الموظفين التحفيزية الإجبارية يمكن أن تؤدي جميعها إلى زيادة معدلات الاكتئاب لدى موظفي المكاتب.

كما أصدر باحثون من جامعة "University College London" استطلاعًا لأكثر من 7000 موظف مدني تتراوح أعمارهم بين 35 و55 عامًا فيما يتعلق بعدد المرات التي عانوا فيها من الملل، بعد المتابعة مع نفس المشاركين بعد 21 عامًا، وجد الباحثون أن أولئك الذين يعانون من مستويات عالية من الملل كانوا "أكثر عرضة للوفاة بنسبة 37%".


ويمكن لنظام تكييف الهواء في مكتبك أن يلوث الهواء بالمواد الكيميائية العفنة والبكتيريا السامة العالقة ضمن نظام التهوية، مما يجعل الهواء المعاد تدويره الذي تتنفسه ملوث، مما قد يؤثر سلبًا على الرئتين، لكن مكيف الهواء ليس العنصر الوحيد في المكتب الذي يمكن أن يؤثر على صحة الرئة، فيمكن استنشاق جزيئات الحبر الموجودة في الهواء من طابعات الليزر، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الرئة.

ووفقًا لوزارة الصحة بولاية ساوث داكوتا، فإن التمدد ما بين ثلاث إلى خمس مرات يوميًا، وتناول الغداء في الهواء الطلق، وشراء المعدات المريحة مثل كراسي المكتب التي تساعد على الجلوس بشكل مناسب وشاشة كومبيوتر قليلة الإشعاع ونظارات تقي من أشعة الشاشة، هي تغييرات صغيرة يمكنك إجراؤها والتي يمكن أن تؤدي إلى تأثير كبير على صحتك على المدى البعيد.

كما يمكن أن يؤثر المكتب نفسه على صحتنا العقلية والجسدية، فمخططات الطوابق يمكن أن تكون أيضًا سببًا للمرض.

ووجدت دراسة أجرتها جمعية علم النفس البريطانية عام 2016 أن المكاتب المشتركة وخطط الطوابق المفتوحة كانت مكروهة إلى حد كبير وجعلت الموظفين انطوائيين وغير مرتاحين حتى في حياتهم خارج العمل.


في حين أن اختيار طبيعة الوظيفة المكتبية قد لا تكون بالكامل تحت سيطرتنا، فإن وضع صحتنا في الاعتبار يمكن أن يساعد في تحسين حياتنا اليومية على المدى البعيد.