فنجان قهوة

رسالة إلى مصطفى مدبولى!

يسري الفخراني
يسري الفخراني

بقلم: يسري الفخراني

عزيزى الدكتور مصطفى مدبولى، بعد التحية، أرجو أن تتحمس لإطلاق مشروع قومى يتيح فرصة عمل للشاب حين يتم ١٥ سنة!
نريد أن نشجع الشبان والفتيات على العمل المبكر بفرص جيدة فيها كفاح وتحد وأمل بجانب دراستهم، نريد لهم أن يودعوا الطفولة ومعهم حلم عظيم بالنجاح!
فى هذه السن لن يكون الشاب الصغير عبئا على أصحاب العمل، سيقبل بأجر معقول لكى يتعلم ويفهم ويكبر، وستكون فرصة كبيرة لاكتشاف مواهبه فى ما يعمل وتجربة قدراته التى يتحمل فيها بمرونة النجاح أو الفشل!
١٥ سنة هى العمر الذى بدأ فيها جيلى يعمل ويتعلم ويواجه الحياة ويكسب ما يجعله فخورا بنفسه، وهى العمر التى ننقذ فيها الشاب من السقوط فى فخ الكسل والفشل واستهلاك العمر والوقت فى أشياء كثيرة وخطيرة لا معنى لها!
إننى أنصح الشباب دائما أن يبدأ مبكرا وأن يسبق الجميع بخطوتين وأن يستمتع بالنجاح فى سنواته الأولى وأن يخوض التجارب التى يتعلم منها ويربح نفسه من خلالها!

الشاب الذى ينتظر أن يبدأ حياته بعد الجامعة وبعد العشرين سوف يخشى دائما الفشل، فيصبح شابا تقليديا يبحث عن عمل تقليدى ونجاح عادى، لكن الشاب الذى يبدأ قبل ذلك بخمس سنوات هو شاب قوى مغامر متحمس يستطيع أن يبتكر دون خوف ويبدأ رحلة دون تردد.. أعرف شبانا وفتيات بدأوا مشروعات خاصة فى عُمر ١٥ سنة بإمكانات بسيطة وكان عندهم القدرة أن يصنعوا شركة من شخص واحد، هو فيها المدير والموظف والساعى والسكرتير.. ونجحوا فى ميلاد مشروعات صغيرة مهمة قبل أن يصلوا العشرين!

عزيزى دكتور مدبولى آثرت أن أوجه الفكرة فى رسالة لك لأننى أعرف أن لديك ملفا كاملا بكل فرص العمل التى تحتاج الدولة فيها إلى حماس الشباب، وإلى أفكارهم البسيطة التى يمكن أن تفيد بلدنا!

إننى أتخيل أن تتاح فى العام الأول عشرة آلاف وظيفة لهم، وألف فرصة تمويل لمشروعاتهم الصغيرة بشرط أن تكون بعيدة عن الاستهلاك، مشروعات صناعية وتجارية تفيد بناء واكتمال المدن الجديدة.. هذه الفرص غير مكلفة كثيرا لأنها سوف تنتقى الجادين والمخلصين والمهتمين بصناعة مستقبلهم فقط.. أعرف شبابا فى هذا العمر لديهم ذكاء مفرط وطموح عظيم فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وأعرف من لديهم مواهب عظيمة فى الحرف اليدوية، هؤلاء فى عُمر يجب الاستفادة منه ليكونوا نماذج ناجحة تمنح الأمل لغيرهم ويصبحوا ثروات بشرية جيدة وأصحاب رحلة مبهجة نجنى آثارها فى أقل وأسرع وقت.