أما قبل

أمانى.. ياسر رزق

داليا جمال
داليا جمال

كان من الصعب بل من المستحيل أن أكتب سطور مقالى اليوم عن فقيدالصحافة الغالى ياسر رزق ، دون أن يكون اسم ياسر مقرونا باسم شريكة عمره وقلمه وحياته أمانى ضرغام.

لا أعرف تحديدا عدد تلك المرات التى استوقفنى فيها مشهد اختى وزميلتى الغاليه أمانى ضرغام وهى تقود السيارة وبجوارها يجلس زوجها الغالى ياسر رزق، كنت فى بداية حياتى الصحفية فى دار أخبار اليوم، أراقب كل ما حولي، أشاهد، لأتعلم، سألت زملائى الأكبر سنا عن سر هذا الثنائي، فكانت الإجابة دائما أنهما توأم روح، كانت كل اللفتات والنظرات والمواقف تشى بحالة من الحب الشديد بينهما، أمانى الصحفية الموهوبة، كرست وقتها وحياتها لنجاح ياسر وتألقه فهى أشد المؤمنين بتفرده وموهبته، نعم كان ياسر يكره قيادة السيارات، فلا تجد أمانى غضاضة فى أن تتولى توصيله من البيت الى الجريدة، وتنتظره، كل شىء يهون.. إلا ياسر ومواعيده.

ومن النوادر فى الوسط الصحفى أن يفنى قلم فى آخر، أو أن تتفانى موهبة صحفية فى إبراز غيرها، لكن ياسر رزق وأمانى ضرغام كانا نموذجا فريدا لا يتكرر.. كانت أمانى ترى ياسر بطلها وفارسها الذى طالما لقبته فى كتابتها بلقب «حبيبى العبقرى» بكل فخر وأعتزاز، وكانت أخبار نجاحاته ومقالته تتصدر صفحتها الشخصية على الفيس بوك ، وهى تقول للعالم هاهو الأستاذ صاحب القلم الذهبى ، والفكر المتوهج حب العمر وتوأم الروح .

اليوم نعزى أنفسنا فى فقدان ياسر رزق، لكننى لا أجد من الكلمات ما يعزى أمانى ضرغام فى فقيدها الأغلى، وهى التى شاركته لحظات البدايات وفرحة النجاحات والتألق، و ساندته فى لحظات الحزن والانكسار، فرحت لفرحه وبكت لألمه، واضطربت أنفاسها قلقا مع دقات قلبه. أدعو الله العلى القدير أن يلهمها الصبر الجميل، فهكذا هى الحياة تختبرنا دائما بفقدان أغلى الأحباب.. نودعهم اليوم.. ولكن على موعد بلقاء فى جنة الله الواسعة، حيث لا ألم ولا مرض ولا فراق، ولكن لقاء وبقاء دائم مع الأحباب فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.