أضواء

الفارس ياسر رزق وداعا

عبدالله حسن
عبدالله حسن

بقلم: عبدالله حسن

 

فقدت الصحافة المصرية والعربية بالأمس القريب أحد فرسانها البارزين برحيل الكاتب الصحفى الكبير ياسر رزق عن عمر يناهز ٥٧ عاما قضى منها ٣٥ عاما منها فى بلاط صاحبة الجلالة، تتلمذ على أيدى عمالقة مؤسسة أخبار اليوم وشق طريقه وتحمل متاعب مهنة الصحافة وذاق حلاوتها ومرارتها فى نفس الوقت حتى وصل إلى قمة الهرم وأصبح رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا للتحرير، تعرفت عليه لأول مرة فى سبعينيات القرن الماضى فى مكتب الأستاذ فاروق الشاذلى رحمه الله المحرر العسكرى لصحيفة الأخبار، ولما كنت أنا المحرر العسكرى لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى ذلك الوقت فتكررت لقاءاتنا فى مناسبات مختلفة وفى مهام صحفية فى الجبهة لتغطية انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، والتقيت بوالده رحمه الله الأستاذ فتحى رزق عندما كان مراسلا لصحيفة الأخبار فى الإسماعيلية وكان ينضم لمجموعة المحررين العسكريين القادمين من القاهرة فى مهام صحفية فى قطاع الجيش الثانى الميدانى، ولمست فيه عشقه للعمل الصحفى واستعداده لتحمل متاعب المهنة التى عشقها مبكرا وكانت أخلاقه العالية وتواضعه وروحه المرحة من السمات المميزة لشخصيته، وكان محبا للناس فأحبه الجميع وكان مهنيا من طراز رفيع حقق العديد من الإنفرادات والخبطات الصحفية التى حفرت اسمه فى عالم الصحافة.

ولم يتوقف ياسر رزق عن الكتابة حتى بعد أن ترك منصبه وكان له مقال أسبوعى مهم وعكف فى نفس الوقت على تسجيل شهادته للتاريخ فى الأحداث التى عاشتها مصر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ والتى كان شاهدا عليها وكأنه فى سباق مع الزمن خاصة بعد أن تعرض لوعكة صحية فأصدر كتابا مهما بعنوان (سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص) وحين استضافه الزميل أحمد موسى فى برنامجه الشهير على مسئوليتى فى قناة صدى البلد تحدث عن الكتاب على مدى حلقتين وكان متألقا كعادته دقيقا فى ذكر أحداث معينة بتواريخها وقال إنه استغرق عامين حتى يخرج للنور وكان حريصا على توثيق الأحداث بدقة وأنه يتمنى أن يصدر كتابه القادم عن الجمهورية الجديدة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى لكن القدر لم يمهله حتى يحقق حلمه وغادرنا إلى رحمة الله تعالي. وندعو الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم زوجته الزميلة أمانى ضرغام رفيقة مشواره فى الحياة الصبر على فراقه .