الرأي الآخر

جاء على الأعناق وغادر عليها

خالد القاضي
خالد القاضي

لله ما أعطي.. ولله ما أخذ ولا نقول إلا ما يرضى الله.. وإنا لفراقك يا ياسر لمحزنون.
لم يكن يعرف ياسر رزق عندما تخرج فى الجامعة والتحق بالعمل فى مؤسسة أخبار اليوم ان شهر يناير سيكون علامة كبرى فى حياته.
ففى يناير ٢٠١١ تم تعيين ياسر رزق رئيسا لتحرير جريدة الأخبار.. واستطاع فى فترة وجيزة أن ينقلها نقلة كبرى وساهم فى زيادة التوزيع بشكل كبير.. لكن بعد أحداث يناير أيضا فى نفس العام وتصدر جماعة الإخوان الإرهابية سدة الحكم وقاموا بفصل رزق من رئاسة التحرير.. لكن الصحفى الكبير المحترم سهل جدا ان يجد مكان آخر فكانت وجهته إلى جريدة المصرى اليوم التى حولها إلى منبر وطنى لمواجهة الجماعة الإرهابية والتصدى لها واجرى فيها أول حوار مع وزير الدفاع وقتها الفريق عبدالفتاح السيسى وقاوم بشدة حتى غادرت الجماعة الحكم بلا رجعة بإذن الله.
وفى ٢ يناير ٢٠١٤ عاد ياسر رزق إلى بيته الأول رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم.. وعاد محمولا على أعناق أبناء المؤسسة الذين طافوا به شارع الصحافة فرحا بعودته وهو على الأعناق.

ومرت الأيام وشعر ياسر رزق بالآلام تنهش فى صدره والأوجاع تنهال على قلبه ففضل الابتعاد عن المسئولية وتفرغ للكتابة والتوعية وكان آخر ما كتبه كتاب «سنوات الخماسين»  وكان فى يناير أيضا وكأنه أراد أن يدلى بشهادته عن أيام عصيبة عاشتها مصر وعاشها معها وكان المطبخ السياسى قبل الوداع.
والغريب أن ياسر رزق غادرنا أيضا فى شهر يناير وحمله زملاؤه مرة أخرى فوق الاعناق لكن هذه المرة إلى مثواه الأخير.

لا نملك لياسر رزق البشوش المهذب الطيب المتواضع إلا أن ندعو له من قلوبنا.. اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه.. واكرم نزله ووسع مدخله.. واغسله بالماء والثلج والبرد.. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم اجزه عن الاحسان احسانا وعن الإساءة عفوا وغفرانا.. اللهم ألهم أهله واصدقاءه وذويه وتلاميذه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.