محرومون من أبسط الخدمات.. «الكومبارس».. مهمشون خلف الكاميرا والحياة

برنسة عبد الغني: بعت كليتي لعلاج أمى.. ونفسي في شقة

برنسة
برنسة

هم ملح الفن ومقبلاته .. بدونهم لا يستقيم العمل الفنى سواء كان دراميا أو تليفزيونيا

لا غنى عنهم فى أى عمل سينمائى .. تجدهم فى شكل مجموعات على بعض مقاهى القاهرة فى انتظار «الريجسير» لكى يأخذهم الى العمل الفنى مقابل حفنة من الجنيهات .. ليس لديهم نقابة تجمعهم ولا كيان يدافع عن حقوقهم .. محرومون من أبسط أنواع الخدمات سواء كانت معاشات أو تأمينا صحيا .. ومع ذلك يؤدون عملهم الفنى بكل حب .

مخلصون فى أداء أدوارهم أمام الكاميرا وفى الحياة مع أسرهم .. يعشقون الفن رغم أدوارهم الثانوية أمام أبطال لمعت أسماؤهم فى سماء الفن .. إنهم الكومبارس ..

هذه الفئة الفنية التى تعانى التهميش خلف الكاميرا وأيضا فى شتى أنواع المجالات فى الحياة .. «الأخبار» قررت فتح ملف الكومبارس فى مصر للوقوف على معاناتهم ومشاكلهم لنقلها الى المسئولين عبر السطور القادمة.

 

«أنا عايشة على المساعدات ونفسى أعيش بكرامة»..

بهذه الكلمات بدأت الفنانة الكومبارس برنسة عبد الغنى محمد البسط حديثها مع الأخبار .. قائلة انها تبلغ من العمر 57 عاما ومع ذلك لازالت تتلقى أدوارا صغيرة فى مهنة التمثيل وعالم الفن، موضحة أنها لا تحلم بأن تكون نجمة سينمائية أو فنانة شهيرة ولكن كل حلمها هو أن تعيش عيشة آدمية.


وأضافت برنسة أن المجاميع أو الكومبارس «غلابة وعيشتهم تصعب على الكافر» موضحة أنها تعمل من 18 إلى 20 ساعة يوميا عندما يتوافر لها دور كومبارس فى أحد الأعمال الفنية ورغم ذلك تتقاضى أجرا يصل إلى 120 جنيها فى اليوم الواحد وهو الأمر الذى يجعلها لا تقوى على دفع مصروفات علاجها الشهرى الذى يبلغ 1200 جنيه حيث تعانى من خشونة فى القدم وأمراض الضغط.


برنسة تقيم بمفردها داخل شقة صغيرة بالإيجار فى منطقة ترسا الشعبية بحى الهرم بتكلفة شهرية تصل إلى 800 جنيه وانتقلت إلى هذه المنطقة بعد وفاة والدتها التى كانت تعيش معها فى حى الوايلى موضحة أنها باعت كليتها اليسرى بـ 10 آلاف جنيه لعلاج والدتها التى كانت تعانى من انسداد 4 شرايين قلب والضغط والروماتيزم والسكر.


تضيف برنسة أنها تزوجت 3 مرات ولكنها لم تنجب بسبب وجود ورم على الرحم استدعى استئصاله كما أنها كانت تقوم برعاية أولاد شقيقها الثمانية بعد وفاته ولكنهم نكروا الجميل عندما كبروا ولم «يسألوا فيها» على حد تعبيرها


عملت برنسة «طباخة» بجانب مهنة التمثيل حتى توفر نفقاتها ولكن مع تقدم سنوات العمر لم تستطع ممارسة مهنة الطباخة واكتفت بأدوار الكومبارس.
وتضيف برنسة: من أهم المشاكل التى تواجهنى فى مهنة الكومبارس هم السماسرة القائمين على جمع الكومبارس للعمل الفنى حيث يتحصلون على الأموال من شركات الانتاج لجمع الكومبارس ثم يعطون الكومبارس ملاليم و يفوزون هم بالباقي.


وأوضحت: «كل أملى أن يشاهد السيد الرئيس هذه الكلمات ويستجيب لى بتوفير معاش شهرى وشقة تأخذها الحكومة عند وفاتي».