الشخص الخطأ أنا آسف.. رسالة في مسرح الجريمة تحير الشرطة 40 سنة

كارولين مونتجمري
كارولين مونتجمري

أن تعلم معنى الموت وأنت في السادسة.. بتلك الكلمات عبر " ديكوين مونتجمري" عن صدمته والتي رافقته طوال حياته وحتى الآن وهو في سن الـ 56 لم يكن يتخيل أن يأتي اليوم الذي سيفارق فيه والدته الشخص الوحيد الذي يعرفه في الحياة بعد انفصال والده عن الأسرة وإهماله له لتقوم الأم بدورها ودور الأب بدون حتى وداع.

فلم يتبق له من ذكريات سوى رؤيتها وهي جثة هامدة والسكين في رقبتها داخل شقتهم فلا ابتسامة بقيت ولا مواقف حفرت ولا صورة رسمت وكأنه انتزاع روحي عنيف ليظل مشهد الموت هو ما يطارده وقد تكون هذه المشاعر الطبيعية في مثل هذه الحوادث فجرائم القتل تملأ صفحات التاريخ والحياة ما بين الرغبة في الانتقام إلى هدف السرقة ولكن حقيقة الوضع أن القاتل المجهول أخطأ في هدفه ليحفر رسالة اعتذار.

" كارولين مونتجمري" هي تلك الأم التي أجبرتها ظروف الحياة على العمل كنادلة في نادي ريفي في مدينة "دالاس" بولاية "تكساس" الأمريكية حتى تتمكن من النفاق على ابنها بعد انفصالها عن زوجها ولكن في 8 أغسطس من عام 1971 تم قتلها في حادثة ظلت تراود المحققين لمدة 40 عام بحسب موقع "cbs" الأمريكي.

فهي كانت تعيش مع ابنها وصديقتها في شقة يتقاسمون قيمة إيجارها وفي 8 أغسطس بعد انتهاء يوم عمل طويل عادت إلى شقتها لتقضي ما تبقى من اليوم مع ابنها البالغ من العمر 6 سنوات وبعد تناولهم الطعام معا وإدخال طفلها للنوم في غرفته في اخر لقاء بينهم واخر وداع لتخرج بعدها إلى غرفة المعيشة لتنتظر قدرها.

حيث قام شخص مجهول بطعنها عدة مرات مستخدما بذلك سكاكين المطبخ الخاصة بها لتودع الحياة ويقوم بعدها القاتل بتغطيتها والهروب وعند استيقاظ ابنها " ديكوين" للبحث عنها كعادته ولكنه يجدها على أرضية غرفة المعيشة مغطاة بقطعة من القماش مليئة بالدماء ليذهب إلى أحد الجيران طلبا للمساعدة في تلك اللحظة أدرك " ديكوين" أنه تخطى مرحلة الطفولة.

ليتم إبلاغ الشرطة التي وصلت وكان لا يزال هناك السكين الأكبر في حلقها والسكين الأصغر في منطقة بطنها مع العديد من الطعنات الأخرى واسعة النطاق التي عملت على تشويه أجزاء من جسدها لتشك جهات التحقيق في البداية في شريكة السكن وصديقتها ولكن ترك القاتل دليل في مرمى البصر نسف كل اعتقادات الشرطة وظل يطارد المحققين لأكثر من 40 عام.

4 كلمات كانت كافية لتحير جهات التحقيق رسالة اعتذار حفرها القاتل في الجزء الخلفي من إطار إحدى الصور وتركه ليبدو ظاهرا " الشخص الخطأ، أنا أسف" في حادثة نادرة انك تجد ملاحظة في مسرح الجريمة لتعتقد الشرطة أن القاتل كان هدفه هو قتل صديقة "كارولين" ولكنه أدرك هذا الخطأ بعد القتل فيقدم رسالة اعتذار.

وفي ظل البحث عن القاتل المجهول فحصت الشرطة أكثر من 10 مشتبه بهم وحللت بصمات الأصابع والدم وأسلحة القتل ولكن تكنولوجيا الطب الشرعي لم تكن متطورة في هذه الفترة ولم تقدم أي مساعدة على حل القضية حتى أنه على مدار سنوات التحقيق تم تلويث الكثير من الأدلة.

وبعد 41 عام من الفشل في العثور على قاتل " كارولين" لم يتم حل اللغز ليتم إغلاق القضية ونسبها إلى مجهول.