< أشياء كثيرة في حياتنا أصبحت لماذا هي الأهم للإجابة عليها ونحن لسنا مثل أي بلد <
ألف لماذا في حياتنا؟ ألف لماذا ولا إجابة وكل هذه (اللماذا) إجابتها في عقولنا وقلوبنا جميعا.
أهم لماذا هي أنه لماذا يترك الأطفال في الشوارع بين فترتي الدراسة ولماذا لا تفتح أبواب المدرسة ويجلس الصغار مع مدرس أو مدرسة في الفناء حتي لمجرد أن يحكي لهم حكاية أو يلعبون لعبة من تلك اللعب التي تقوي الذاكرة ويصبح الصغار في حالة ذهنية واستعداد لفهم ما يقوله المعلمون لهم.
إنكم لو جلستم مع الصغار في الشارع مثل ما فعلت منذ شهرين لرأيتم وسمعتم العجب طفلة قالت لي حينما سألتها عن كراسة الحساب قالت:
ـ عند أبلة سامية هي بتاخذها مننا آخر الحصة
وطبعا أنا لا أعلم أسلوب أبلة سامية في تعليم الحساب
وطفل سألته لماذا لا يرتدي «جوربا» قال لي يعني إيه «جورب» وهو في الصف الرابع الابتدائي.
أعلم ما يعانيه المعلمون والمعلمات مع أكثر من ثمانين «عفريتا» وليس طفلا في مكان واحد مثل «الكتاكيت في القفص» ولكن أليس هناك حل.. ان الأطفال لا يتعلمون ولكنهم فقط يذهبون إلي المدرسة والشاطر الذي يستطيع أن «يلقط» بسرعة وبذكاء خارق ما يقوله المعلم أو المعلمة.
إن مشكلة التكدس في الفصول لابد أن نجد لها حلا! تنظيم الأسرة في مصر لم يدخل «دماغ» أي عامل أو أي ست لا تقرأ ولا تكتب بل العكس معظمهم يقولون «الخلفة عزوة» هل العزوة أطفال مشردون؟ أو هل العزوة أولها شارع وآخرها شارع؟
> لماذا لا يقام مؤتمر لعدة أيام يشارك فيه الجميع سواء الوزراء أو بعض أفراد من الشعب وكذلك أعضاء المجلس الموقر والذي لا يعرف أن الفصل «المكان» يتكدس فيه من ٨٠ إلي 90 تلميذا ولعل قرائي الأحباء قد «ملوا» كتابتي في هذا الموضوع ولكن لا أمل أبدا.
> لماذا لا يمر وزير الصحة علي الغلابة الذين يتكدسون أمام المستشفيات ويعودون في اليوم التالي ولا أمل لا في دواء ولا شفاء!
لماذا وصل بنا الحال إلي أن يكشف الطبيب علي مائة مريض أو يزيد في فترة عمله وهي ست ساعات؟ ثم يكتب له الدواء ويخرج المريض ويقولون له في شباك العلاج «الدواء غير موجود».
أشياء كثيرة في حياتنا أصبحت لماذا هي الأهم للإجابة عليها ونحن لسنا مثل أي بلد مثل الهند فيها التكدس بالمئات ولكننا وصل بنا الحال إلي أن قالت لي سيدة تعمل عندي حينما قلت لها روحي أقرب مستشفي لبيتك.
قالت بسرعة:
ـ مستشفي.. ده مابيعملوش حاجة، الدكاترة بيكشفوا علي الناس من فوق الهدوم!
ولا ألوم الطبيب فكيف ينتظر حتي يخلع المريض ملابسه وأمامه مائة مريض؟
إن المرض في بلدنا مثل الماء والهواء فلابد من نظرة جيدة لأن صحة المصريين في تدهور.
وانظروا إلي الأطفال والشباب تعرفون إلي أي مدي تدهورت صحة المصريين والصحة هي أم الحياة وإزي الصحة؟