بسم الله

بايدن والصحفيون

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

ليست كلمتى إنما هى كلمة أطلقها الرئيس الأمريكى جو بايدن على صحفى أمريكى، ــ وإن اعتذر بايدن للصحفى ـــ الذى سأله عن موجة التضخم التى تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية .

سؤال عادى فى الاقتصاد ، يسأله الصحفيون كل يوم لرؤساء وملوك العالم ورؤساء الوزارات والوزراء والمسئولين . ولم نسمع ان أحدا منهم سب الصحفى بسبب السؤال . أيا كان السبب وراء تفوه بايدن بهذا اللفظ الخارج والشتيمة غير المقبولة لزميل مهنة ، فالموقف مازال مشينا وغامضا .

لم أسمع بتحرك منظمات حقوقية لحماية الصحفى وهو يؤدى عمله . لم أسمع بتوجيه لوم للرئيس بايدن . الغريب أن الشتيمة ليست مسجلة صوت وصورة فقط ، بل رصدت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية أن الرئيس الأمريكى جو بايدن رد على الصحفى قائلا «إنه قيمة عظيمة ، المزيد من التضخم  ياله من ابن عاهرة غبى». ولم يجد البيت الأبيض أى مشكلة فى التأكيد على ما تفوه بايدن بحق دورسى . بل وتضمن محضر الجلسة تعليق الرئيس بالكامل ، ما يعنى أن العبارة ستجد طريقها للحفظ فى السجل الرسمى التاريخي.ونشرت مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» كايتى روجرز على حسابها فى تويتر صورة مأخوذة من محضر الجلسة تظهر ورود الشتيمة التى أطلقها بايدن.

يامن تنادون بالحرية والديمقراطية ، يامن تنادون بحرية التعبير ، ما رأيكم فى تصرف الرئيس بايدن . لو كان ما حدث عندنا ، فى أى دولة عربية ، كنتم أقمتم الدنيا ولم تقعدوها. وأعددتم التقارير ضد دولنا بادعاء كبت الحريات ، والتضييق على حقوق الانسان . وكنتم تفننتم فى دبلجة الحوارات المختلفة . أرجوكم انظروا الى أحوالكم واتركونا نبنى بلادنا . نحن نبنى دولة مدنية حضارية تقوم على احترام الحقوق والحريات بحق . وليس بادعاء ونفاق . ياريت تحافظوا على كرامة الصحفيين وحقوق الانسان عندكم قبل ان تصدعونا بكلام أجوف . ارجوكم ردوا على الصحفيين بأدب كما نفعل هنا .
دعاء : اللهم انك عفو كريم حليم تحب العفو فاعفو عنا .