إنها مصر

مصر حين تسلمها الرئيس والآن

كرم جبر
كرم جبر

الرئيس السيسى لم يتسلم مصر غنية ولا قوية ولا آمنة، ولكنها كانت مثل عزيز قوم تكالب عليه اللئام وأضمروا له كل أنواع الشر، وتداعى على أحوالنا «اللى يسوى واللى ما يسواش»، ومنهم للأسف الشديد بعض المصريين.

هكذا كانت أحوالنا، ومن يراقب بحيدة وأمانة وشفافية، سيرى أن البلاد التى كانت تصارع الانهيار تسلحت بكل أسباب القوة.
 ولا ننسى أبداً أن الرئيس تسلم البلاد وهى على شفا حرب أهلية، فأنقذها من الضياع، ولو اشتعلت لأتت على الأخضر واليابس، فى بلد تعداده مائة مليون، لا يمكن أبداً أن يُترك مصيرهم للخطر.
 انظروا إلى مصر الآن، دولة قوية متعافية تستعد لعصر الجمهورية الجديدة، ولكن تتطلب أن نعض عليها بالنواجز، فالمتربصون كثيرون ويضمرون شراً.

***

وكلما يجيء 25 يناير يمضى شريط الذكريات، فنرفع أيدينا لله حمداً وشكراً أن أنقذ مصر من شرهم، وأعادها آمنة سالمة لشعبها، وتخيلوا معى أن المرشد والبلتاجى وصفوت حجازى وخيرت الشاطر وغيرهم، مازالوا يحكمون مصر ويسيطرون على مقاليد الأمور.
 ماذا كان يحدث لمصر لو استمروا فى حكمها، ولم يهب الشعب والجيش والرئيس لإنقاذ بلادهم من بين أنياب وأظافر جماعة الأشرار؟
 ماذا لو استمروا، وهل كنا نجد فى مصر هويتها الراسخة عبر التاريخ؟.. وهل كنا نجد فى الناس نفس البشر الطيبين؟ وهل كان أشرار الفتاوى يتركون الدنيا فى حالها؟ أم يشرعون لصالحهم ويوظفون أحكام الإسلام لأغراضهم؟
>>>
 فى زمن الإخوان ازدهرت فتاوى دفع الجزية، وزادت معدلات تهجير الأقباط من القرى بشكل لم يحدث فى تاريخ مصر، وكانت المفاجأة أنه كلما زاد القهر والقتل والحرق، زاد تشبث الأقباط بتراب وطنهم، وزاد إصرار المسلمين على الوقوف فى خندق واحد مع شركائهم فى الوطن، واتحدت الأمة على قلب واحد، رغم أنف الإخوان والسلفيين والمتطرفين، فانتقموا من مصر كلها بحرق وتفجيرات الكنائس، وجاءت كلمات البابا تاوضروس بلسماً شافياً: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».

***

فى زمن الإخوان حاولوا توطيد دعائم حكمهم بإدخال البلاد فى حزام الحروب الدينية المشتعلة فى المنطقة، وتوريط الأزهر الشريف فى الحرب، ليفقد مكانته التاريخية كمنبر للاعتدال والتسامح والوسطية، واختيار القرضاوى شيخاً للأزهر، ومشرفاً عاماً مع مرشد الإخوان ، ونشر الفكر الإخوانى فى ربوع البلاد، وإحكام السيطرة على المنابر الدينية.
ولكن كانت عناية الله فوق أيديهم.