بدون تردد

في تفسير ما جرى

محمد بركات
محمد بركات

فى تأملنا للمشهد السائد فى الشارع السياسى الآن، وبعد إحدى عشرة سنة مما جرى فى الخامس والعشرين من يناير «2011» يلفت الإنتباه للمهتمين والمتابعين للشأن العام فى مجمله، استمرار الجدل حول تفسير ما جرى وأسبابه ودوافعه.
 وفى ذلك نجد أن هناك عدة رؤى، من حيث التفسير والدوافع والأسباب التى قادت للحدث الضخم.
 فهناك من يرونها ثورة شعبية كاملة الأركان والمواصفات،..، وهناك من يقولون إنها كانت انتفاضة شبابية، بينما هناك من يرون أنها لم تكن ثورة بأى حال من الأحوال، كما أنها لم تكن أيضا انتفاضة شبابية نقية الأهداف والمقاصد.

وهؤلاء يرون أنها كانت مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوى الشر الدولية والإقليمية، بالمشاركة والاتفاق مع الجماعة الإرهابية، سعيا لإسقاط الدولة المصرية، وليس مجرد تغيير الأوضاع القائمة، بل بهدف التخلص من الدولة الوطنية والاستيلاء على السلطة ونشر الفوضى.
 وفى هذه الرؤية يؤكد المؤيدون لها، أن المتابع للتحركات والتوجهات الأمريكية والمتآمرين مع إدارة أوباما، يجد أنهم كانوا بالفعل وراء ما جرى فى الخامس والعشرين من يناير «2011».

وهذا الإعداد وذلك الترتيب شمل التدريب المسبق لمجموعات من الشباب فى صربيا وغيرها، والاتفاق أو التآمر المسبق مع الجماعة الإرهابية.
 ورغم الاختلاف الجذرى بين الرؤى الثلاث، إلا أن هناك من يرى، أن حقيقة ما جرى فى الخامس والعشرين من يناير 2011، كان تحركا قويا لانتفاضة شبابية، ولكن تم اختطاف هذا التحرك من جانب الجماعة الإرهابية بدعم ومساندة قوى الشر وبالتآمر المسبق بهدف إسقاط الدولة المصرية الوطنية، كضرورة لابد منها لتفكيك المنطقة العربية كلها، وإعادة تشكيلها فى إطار الشرق الأوسط الجديد،..، وهو ما أحبطته ثورة الثلاثين من يونيو.