مصر والجزائر.. علاقات وطيدة متأصلة بين الماضي والحاضر

علما البلدين
علما البلدين

حطّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الرحال إلى القاهرة، اليوم الاثنين 24 يناير، في زيارةٍ رسميةٍ إلى مصر ستستمر ليومين.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الجزائري في مطار القاهرة لدى وصوله إلى البلاد، في أجواء غلب عليها طابع الود بين زعيمي البلدين الشقيقين.

علاقة مصر بالجزائر الوطيدة تمتد بين الماضي والحاضر، وستظل كذلك في المستقبل بين بلدين تجمعهما كثير من الروابط التاريخية والثابتة بشكلٍ عام.

ولعبت الجزائر دورًا مهمًا في حرب السادس من أكتوبر ضد العدو الإسرائيلي، فكانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جنديًا 812 ضابط صف و192 ضابطا جزائريا. 

وأمدت الجزائر مصر بـ96 دبابة، 32 آلية مجنزرة، و12 مدفع ميدان، و16 مدفعًا مضادًا للطيران، وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.

تطور العلاقات

وشهدت العلاقات السياسية المصرية الجزائرية تحسنًا ممتازًا في أعقاب ثورة يونيو وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، والذي كان قد اختار الجزائر لتكون وجهته الأولى بعد انتخابه.

وفي إطار التشاور المستمر يحرص رئيسا البلدين على دفع مسار العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، ومتابعة جميع قضايا الأمة العربية والتطورات الجارية على الساحتين العربية والإفريقية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا والعراق وأزمة دارفور وسوريا ولبنان، والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي في الدائرة العربية والإسلامية والإفريقية.

تعطي الدولتان أهمية بالغة لمواجهة الجماعات الإرهابية في تلك المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة، علاوة على التنسيق المشترك فيما يتعلق بالتحرك سواء على المستوى العربي أو الإفريقي. 

وتتفق وجهات نظر الدولتين تجاه القضايا الحاسمة خاصة في قضية إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن، كما تتفق على القرار الصادر عن قمة هراري عام 1997 والخاص بتمثيل القارة الإفريقية بعضوية مجلس الأمن مع ضمان مشاركة كافة الثقافات والحضارات على المستوى الدولي.

وبفضل اشتراك مصر والجزائر في منظور سياسي واحد فقد تعاونت البلدان في حل الأزمة الليبية، فالمخاطر والتحديات والتهديدات التي تواجهها مصر والجزائر من الأحداث الجارية في ليبيا تهدد الأمن القومي لكلا البلدين، وسبق أن أكد وزيرا خارجية البلدين سامح شكري ورمطان لعمامرة، في يناير 2017، بتطابق وجهات النظر حول الملف الليبي التي تؤكد ضرورة حلحلة الأزمة الليبية عبر تنفيذ
الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بالمغرب أغسطس 2015. 

وتقوم كلا البلدين باستقبال العديد من الأطراف من كافة الأطياف في ليبيا للعمل على تقريب وجهات النظر بينهم وتنظيم لقاءات واجتماعات مع المسئولين وكبار الشخصيات المصرية والجزائرية، مثل اللجنة المصرية الوطنية المعنية بالأزمة في ليبيا، واجتماعات وزراء خارجية دول جوار ليبيا، والزيارات للمناطق الليبية، وآخرها الأيام الماضية؛ حيث زار وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل العديد من المناطق الليبية والتقى مع الأطراف الفاعلة في ليبيا.

آخر زيارة رسمية

وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد قام بزيارةٍ إلى مصر في 16 يناير، التقى خلالها مع نظيره المصري سامح شكري.

وبحث الوزيران وقتها سُبل تعزيز مختلف أطر التعاون الثنائي في إطار العلاقات الراسخة بين البلديّن الشقيقين، فضلًا عن مناقشة القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وكان وزير الخارجية سامح شكري، قد أكد في تصريحات سابقة، أهمية استمرار التواصل المستمر بين مصر والجزائر في ظل وجود عائد مباشر من هذه العلاقة على الشعبين الشقيقين.

وبدوره قال وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، إن اللقاءات ستكون مستمرة مع مصر، بهدف استثمار كافة الفرص لتكريس سبل التشاور والتنسيق بين مصر والجزائر.