حكايات| جون المبارك.. معالج روحي اعتدى على مئات النساء بهدف شفائهن

جون المبارك.. معالج روحي اعتدى على مئات النساء بهدف شفائهن
جون المبارك.. معالج روحي اعتدى على مئات النساء بهدف شفائهن

هل تؤمن بالمعجزات؟.. قد يبدو مجرد سؤال هدفه بداية نقاش عن معجزة تتمنى أن تتحقق ولكنه في حقيقة الأمر سؤال كان سببا في شهرة ونجاح شخص ادعى أنه قادر على تحقيق هذه المعجزات فلديه من القدرات ما يفوق قدرات البشر الطبيعيين.

 

اشتهر هذا الشخص بأنه معالج لأصعب الحالات الطبية والتي أقر العلم بفشله في علاجها ولكنه ليس بطبيب، هو يمتلك قوة روحية قادرة على إنهاء أي معاناة ولكنه ليس بملاك، لديه قدرات الخارقين ولكنه ليس بشخصية خيالية هو شخص طبيعي.

 

ورغم كل ما يبدو عليه من مظاهر يمتلكها أي شخص عادي إلا أنه تحول إلى مؤسسة يحج إليه الناس من كافة أنحاء العالم لحل مشكلاتهم وعلاج أمراضهم باعتباره الوحيد القادر على إجراء عمليات جراحية دون تخدير أو يجري لك علاج نفسي ينقل خلاله أرواحه المباركة.. لكن عليك الانتظار فالحج له شروطه وليس الجميع لهم الحق في رؤيته فعليك الانتظار فهناك سر في الداخل لا يعلمه سوى 300 سيدة تعرضت للاغتصاب والاعتداء في عمليات «التطهير الروحي» على يد جون المبارك.

 

اقرأ أيضًا| هاشيما اليابانية.. من إمبراطورية صناعية إلى مدينة للأشباح

 

جون تايكسييرات دي فاريا، هو ذلك المعالج الروحي البرازيلي الذي اتخذ من بلدة «أبيديانيا» الريفية في البرازيل مقرا لمؤسسته الروحية والتي يقدم فيها علاج مختلف يشفي من كافة الأمراض فهو يمتلك أرواح مقدسة قادرة على تحقيق المعجزات فمن لا يتمكن من السير أرواحه تستطيع مساعدته ليخرج المريض وهو يسير على قدميه ومن لا يرى يخرج وبقوة ما أطلق عليه «الكيان» يرى في معجزة هو فقط من يتمكن من القيام بها بحسب موقع واشنطن بوست.

 

 

بدأ فاريا إظهار قدراته العلاجية منذ أن ترك التعليم وهو في الصف الثاني؛ حيث رأى أنه يمتلك قدرات أعلى من أقرانه ليقرر أن يتوجه لمساعدة المرضى وعلاج المقربين منه ليتم القبض عليه بتهمة ممارسة الطب دون تصريح وبدلا من اليأس قرر التطور ليبني مؤسسته الخاصة العلاجية «john of god» في بلدة ريفية نائية منذ عام 1978.

 

في بداية الأمر اكتفى بعلاج من يعرفه وداخل إطاره المحلي ليكون أول معالج روحي يقوم بإجراء عمليات جراحية دون تخدير تشمل إدخال مقص في أنوف مرضاه لدرجة أنه قد يصل إلى العقل لاستخراج المرض أو إدخال يده «المباركة» في جسد المريض بعد فتحها لإنهاء المرض والتعب وعلاج العضو المعتل فهو قادر على علاج المكفوفين والمصابين بشلل نصفي ومرضى السرطان والجذام وأمراض أخرى.

 

 كما اشتهر بإجرائه «عمليات جراحية نفسية» وهي إجراءات خارقة للطبيعة غير مرئية لا تتضمن مشرط أو مقص للعلاج ولكنه يكتفي فيها بقوة «الكيان» من خلال توجيه الأرواح «المقدسة» للمريض فبمجرد وضع يده على المريض ينتهي الألم وبسبب اختلافه الذي آمن به الناس رغم أنهم على يقين أنه شخص طبيعي كما يبدو عليه وأنه ليس بطبيب إلا أن رغبتهم الملحة في الشفاء جعل اعتقادهم بأنه سبب شفائهم هو الأقوى من أي حقيقة كالغريق الذي ينتظر ما ينقذه حتى وإن تكن «قشاية».

 

 

وبعد انتشار هذا اليقين تمكن سؤال «هل تؤمن بالمعجزات؟»، والذي كان عنوان حلقة الإعلامية «أوبرا وينفري» مع جون المبارك، عام 2010 داخل مؤسسته العلاجية، من وضع نقطة فاصلة في تاريخه وتحول معه من معالج محلي إلى مقصد عالمي يتوجه له الناس من كافة انحاء العالم أملا في العلاج ولإتمام دوره على أكمل وجه جعل لدخول مؤسسته قواعد يجب الالتزام بها تبدأ من ضرورة ارتداء ملابس بيضاء اللون بمجرد دخولك للقرية.

 

مرورا بانتظارك في الطابور الطويل ليكون لك الحظ في مقابلته لعلاجه لك شخصيا وعدم الاكتفاء بما يقدمه من وصفته العلاجية الخاصة والتي تباع بمنفذ المؤسسة وإذا أردت إتمام علاجك بنجاح عليك شراء مياه جون المباركة ولكن النهاية دائما ما كانت مأساوية فانتظارك في الطابور يعني أنه لديه حالة يقوم بعلاجها والتي غالبا ما تكون سيدة تخضع لعملية التطهير الروحي، وفقا لموقع بي بي سي.

تلك العملية والتي غالبا ما تتم في مكتبه الخاص وليس في القاعة الكبرى أمام الجميع كما هو معتاد أن يجري عملياته الجراحية ليكون السر مع 300 سيدة أعلنت عن تعرضها للاعتداء والاغتصاب على يد المعالج الروحاني في جلسات التطهير ورغم انتشار الكثير من الشائعات حول هذه الجلسات إلا أن البداية حينما قدمت ضحية هولندية بلاغ تتهم فيه «فاريا» بالاعتداء عليها.

 

ومنها بدأت مئات السيدات في الكشف عن قصص ما تعرضوا له على يد ذلك المعالج صاحب الـ 76 عاما ورغم اختلاف القصص إلا أن جميعهن جمعهن جلسات «التطهير الروحي» داخل مكتبه في أول فضيحة كبرى في البرازيل تحت عنوان «MeToo» وبعدها قدمت 300 سيدة بلاغات ضد فاريا، والذي تم القبض عليه في عام 2018 بتهمة الاعتداء الجنسي.