اليوم.. تلسكوب «جيمس ويب» يكمل رحلته

اليوم .. تلسكوب ويب يكمل رحلته
اليوم .. تلسكوب ويب يكمل رحلته

يكمل تلسكوب جيمس ويب اليوم الإثنين 24 يناير 2022 رحلته التي يبلغ طولها 1.5 مليون كيلومتر بعد ما يقرب من شهر من مغادرته الأرض في 24 ديسمبر 2021 ، وسيصل إلى وجهته نقطة لاجرانج الثانية (L2) حيث يقوم المهندسون بعملية مناورة بهدف التصحيح النهائي الذي سيضعه في مداره المطلوب استعدادا لمراقبة الكون. 

عملية المناورة ستتم بواسطة جهاز يسمى Mid-Course Correction Burn (MCCB) بهدف تصحيح أي أخطاء متبقية في المسار خلال الرحلة، وقد كانت هناك ثلاث مناورات لتصحيح  المسار مخططة وهي : MCC-1a و MCC-1b و MCC-2 التي ستحدث اليوم وستكون الأخيرة والتي ستدخل تلسكوب ويب في مدار هالة لاغرانج 2.

نقطة لاجرانج الثانية

نقطة لاجرانج الثانية (L2) موقع في الفضاء حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها. فعند نقاط لاغرانج تكون قوة الجاذبية لكتلتين كبيرتين تساوي بدقة قوة الجاذبية المركزية المطلوبة لجسم صغير للتحرك معها. يمكن استخدام هذه النقاط في الفضاء بواسطة المركبات الفضائية لتقليل استهلاك الوقود اللازم للبقاء في مكانها.

بشكل عام جميع نقاط لاجرانج هي نقاط توازن جاذبية ، إلا أنها ليست جميعها مستقرة تمامًا. توجد أول نقطة لاغرانج بين الشمس والأرض ، L1 ، على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض باتجاه الشمس ، وهناك العديد من المراصد الشمسية الموجودة هناك.

بينما تعد L1 و L2 و L3 مواقع شبة مستقرة ، فإن L4 و L5 مستقرة. إلا ان L2 هي الموقع المثالي لتلسكوب ويب حيث أن الشمس والأرض والقمر دائمًا على جانب واحد من الفضاء ، مما يسمح لتلسكوب ويب بالحفاظ على اجهزته في الظل بشكل دائم، هذا يمكنه من الحصول على البرودة لحساسية الأشعة تحت الحمراء وسيتمكن من مراقبة ما يقرب من نصف السماء في أي لحظة من أجل الرصد، حسبما ذكرت جمعية الفلكية بجدة،

إضافة لذلك ، في نقطة لاجرانج الثانية (L2) ، تكون الأرض بعيدة بدرجة كافية بحيث لا تؤدي الحرارة التي تشع منها تقريبًا إلى تدفئة تلسكوب ويب، ولأن نقطة لاجرانج الثانية (L2) هي موقع توازن الجاذبية فمن السهل على تلسكوب ويب الحفاظ على مداره هناك.

ماذا سيحدث بعد وصول ويب إلى نقطة لاغرانج الثانية (L2)؟

بمجرد دخول التلسكوب في المدار عند نقطة لاغرانج الثانية ، سيستمر الفريق في تبريده نظرًا لأن التلسكوب مستقر الآن في مداره واجهزته في الظل بعيدا عن حرارة الشمس والقمر والأرض خلف درعه الشمسي ، فإن التبريد سيكون أسرع.

 ماهي الخطوة التالية بعد أن يستقر ويب في مداره؟!

بعد أسبوع من الوصول إلى نقطة لاغرانج الثانية (L2)، سيبرد جيمس ويب بدرجة كافية لبدء تشغيل إحدى كاميراته العلمية ، NIRCam ومع ذلك ، لن تتحقق درجة حرارة العمل المثلى لتلك لكاميرا البالغة 233 - درجة مئوية تحت الصفر الا بعد بضعة أسابيع أخرى، ثم سيوجه العلماء تلك الكاميرا إلى حقل نجمي، للتأكد من وصول ضوء النجوم إلى اجهزة جيمس ويب.

سيقضي الباحثون عدة أسابيع في تعديل كل قطعة من المرآة أساسية والمرآة الثانوية لتحقيق تركيز بؤري حاد حيث يجب محاذاة كل جزء بشكل صحيح في حدود 1/10000 من سمك شعرة الإنسان ويجب تبريد جهاز ميري (MIRI) - أداة في التلسكوب تعمل بالأشعة تحت الحمراء المتوسطة - إلى 266 - درجة مئوية تحت الصفر، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بعد ثلاثة أشهر على الأقل بعد عملية الإطلاق. 

بحلول نهاية الشهر الثالث بعد الإطلاق، سيكون جيمس ويب جاهزًا لبدء جمع البيانات العلمية التي ينتظرها الجميع حيث سيوجه علماء الفلك التلسكوب إلى أهداف مختلفة، ويقومون بضبط ومعايرة جميع الاجهزة الموجودة على متن التلسكوب، ويختبرون أوضاع التشغيل المتنوعة الخاصة بها للتأكد من أن التلسكوب يعمل بكامل قدرته. سيتم تشغيل البيانات التي سيتم جمعها من خلال برامج التحليل، مما يضمن دقة الرصد.

أخيرًا ، بعد حوالي ستة أشهر ( تقريباً شهر يونيو 2022 ) من الاستعدادات ، سيكون جيمس ويب جاهزًا لبدء مساعيه العلمية لدفع حدود المعرفة البشرية والنظر إلى النجوم الأولى وفحص الغلاف الجوي  للكواكب الصخرية الصغيرة حول النجوم الأخرى بحثًا عن علامات محتملة لوجود  الحياة خارج نظامنا الشمسي

 

اقرا ايضا :  تلسكوب جيمس ويب الفضائي ينشر مراياه على بعد 850 ألف ميل من الأرض

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي