في الشارع المصري

الرحلة قصيرة جداً

مجدي حجازي
مجدي حجازي

بقلم/ مجدي حجازي

استوقفنى «بوست» نشره هشام حسن المستشار الطبى المساعد بسفارة البحرين فى لندن، بعنوان «الرحلة قصيرة جدًا»، جاء فيه:
(يُروى أن فتاة كانت تجلس فى حافلة وعند توقفها، اقحمت امرأة نفسها بحقائبها الكثيرة، رغم أن المكان المتاح بالحافلة لا يسمح بذلك!.. مما سبب للفتاة ضيقًا، لكنّها ظلت مبتسمة راضية، ولم يبدُ عليها الانزعاج.. وحيث كان رجلًا يراقب المشهد، انزعج لما يحدث، فانبرى يسأل الفتاة: لماذا لا تعترضى على ما فعلته المرأة؟!..

فأجابت الفتاة بابتسامة هنيّة: ليس من الضرورى أن تكون قاسياً وتجادل فى أى شىء، فـ «الرحلة قصيرة» وأنا سوف أنزل المحطة القادمة).. ويواصل: (أعجبتنى عبارة «الرحلة قصيرة»، وجدتها تستحق التأمل، وجديرة بأن تكون ناموسًا يحكم تصرفاتنا اليومية.. فلينتبه كل منا إلى أن رحلتنا فى الدنيا «قصيرة» ولا يجب أن تمتلأ بالجدال والخصام، أو الكيد وعدم العفو عن الآخر، حتى لا يضيع جهدنا ووقتنا فى تشويه جمال حياتنا.. فمن منا لم يكسر أحد قلبه؟!، ومن منا لم يتعرض لمضايقة أو استهزاء أو ظلم من آخر؟!، وهل صادفك أن نسى أحد المعروف الذى قدمته له؟!، أو تناسى وقفتك ومؤازرتك؟!، وهل انتقص أحدٌ قدرك؟!).. ويضيف: (مفارقات كثيرة تدعو للغضب والحنق.. وما من نصيحة إلا أن تكن هادئاً، كاظمًا الغيظ، صبورًا، متسامحًا مع الآخر، مهما وقع عليك من ظلم فتذكّر دوماً أن «الرحلة قصيرة»، ولا يمكن الرجوع إليها بعد تركها، ولا يعلم أحد مدتها ومتى تنتهى.. ولتحتسب الأجر عند الله فهذا أعظم، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾، «الشورى: 40».. وقوله تعالى: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، «الشورى: 43».. حتى نكون مع المتقين الذين يحسنون إلى غيرهم فيحسنون إلى أنفسهم برعاية الله عز وجل، عملًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾، «النحل: 128».. حقًا إن «الرحلة قصيرة جدًا»).. «انتهى البوست»

تحية لكاتب هذا «البوست»، ليته يكون نبراسًا للصفاء مع النفس، ما أحوجنا إليه، خاصة ونحن فى زمن «كورونا».. والله غالب على أمره، وتحيا مصر.