أنهت تكساس أسطورتها.. جزيرة «برمودا» إمبراطورية اقتصادية أساسها «البصل»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«امبراطورية اقتصادية» هو مصطلح بمجرد أن يطلق على دولة ما يمكنك أن تتخيل مشهد معين وهي قلاع صناعية ضخمة وتكنولوجيا متطورة وبنية تصديرية قوية تنتهي في النهاية باقتصاد مستقر لا يتأثر، ولكن الخبرة التاريخية تقول أن هذا المصطلح لم يطلق على قلاع الصناعة وإنما واحدة من الجزر الصغيرة التي اشتهرت بقوتها الزراعية والغريب أنها اعتمدت على زراعة نوع واحد فقط من الخضراوات وهو «البصل» ليصل الأمر في النهاية بتسمية الجزيرة «أرض البصل».

جزيرة «برمودا» هي تلك الجزيرة التابعة لبريطانيا والواقعة في شمال المحيط الأطلنطي والتي رغم صغر مساحتها حيث لا تتجاوز الـ 20 ميل تمكنت من صنع امبراطورية ضخمة من البصل ظلت تفتخر بها على طول تاريخها فكانت شهرتها القائمة على تصدير نوع واحد من المحاصيل وهو «البصل» أمر تعجب امامه كثير من المؤرخين والأدباء والذين وصفوه بأنه فخر برمودا وفرحها وجوهرتها الكريمة.

وبحلول عام 1844 تمكنت الجزيرة من زراعة أكثر من 332 ألف رطل من البصل الجاهز للتصدير لتحتل رأس القائمة التصديرية ولكن لم يستمر الامر طويلا فكل شيء تغير ليصبح تاريخ مع حلول منتصف القرن الـ 20 ليس لأن البصل لم يعد موجود أو ان السكان رفضوا زراعته فما زال السكان حريصون على زراعة البصل حتى أنهم لا يزالوا فخورين به لدرجة قيامهم بمهرجان يوم البصل السنوي ولكن بسبب سيطرة مزارعي تكساس على بصل برمودا فبحسب موقع «atlas».

وكانت البداية عندما أحضر «دانيال تاكر» حاكم الجزيرة عام 1616 أولى بذور البصل إلى الجزيرة وقرر أن يتم العمل على زراعته إجباريا حتى أنه كان يتم العمل في الزراعة بشكل اجباري كشكل من اشكال العبودية حيث كان البصل هو الطعام الأساسي الذي يعتمد عليه البحارين في رحلاتهم الطويلة خلال القرن الـ 19 فعلى الرغم من أنه يحتوي على نسب متواضعة من فيتامين «ج» إلا أن طول فترة تخزينه جعلته أداة في مكافحة داء الأسقربوط الناتج عن نقص فيتامين «ج» في الجسم ومن أفضل عناصر السفر.

ولأن بصل برمودا كان له مذاق مختلف في زراعته في الأرض الاستوائية حيث كان حلو المذاق بدرجة كافية ليتم تناول نيئ مما يوفر لطاقم السفينة عناء ضرورة طهيه حتى اكتسب شهرة كبيرة ولكن ذاع صيته مع انتهاء العمل الجبري عام 1834 ومعها بدأ المهاجرون البرتغاليون التوجه للجزيرة لسد العجز في العمالة مما طور زراعة البصل بدرجة كبيرة حتى عام 1854 ذلك العام الذي كون اسطورة الجزيرة.

حيث توجهت أول سفينة لتصدير بصل برمودا إلى نيويورك بحمولة بلغت 1640 رطل من البصل المقرر بيعه مقابل الحصول على الحرير الفاخر والفساتين العصرية ومنها وصل تصدير البصل إلى قمته فكان يتم نقل 30 ألف صندوق من بصل برمودا أسبوعيا إلى الولايات المتحدة.

ولكن في عام 1898 قرر المزارعون في جنوب تكساس استيراد بذور البصل من برمودا لزراعته والاستفادة من قيمته الاقتصادية الكبيرة واحتكار سوق البصل المربح وقد كانت ففي أثناء الحرب العالمية الأولى توقف تصدير بصل برمودا ليستغل مزارعي البصل في تكساس الأمر لصالحهم وذلك بتصدير ما يقومون بزراعته حتى بلغت قيمة ارباحهم 40 ألف دولار بحلول عام 1917.

وبعد انتهاء الحرب عادت التجارة إلى طبيعتها فرضت الحكومة الأمريكية تعريفات ضخمة على المنتجات الأجنبية لتعزيز صناعتها الزراعية ومع حلول عام 1920 وصلت صناعة البصل في تكساس إلى قمة ازدهارها حتى أن إحدى مدن جنوب تكساس أطلقت على نفسها مستعمرة برمودا لتسويق محصولها وللاستفادة من العلامة التجارية للبصل برمودا ومعها تم اعلان انتهاء اسطورة بصل برمودا.