عبد السميع: اختيار الصديق على أسس صحيحة يقود لبر الأمان

الصديق يساعد صديقه فى الأعمال الصالحة
الصديق يساعد صديقه فى الأعمال الصالحة

الإنسان اجتماعى بطبعه لا يستطيع العيش بعيدا عن الآخرين، فدائما يبحث عن صديق يخفف عنه مصاعب الحياة وثقلها، لذا كانت الصداقة من العلاقات الاجتماعية التى أقرها الإسلام بضوابط وجعل لها حقوقا وواجبات، حتى لا تخرج عن معناها الطبيعي.

وفى السطور القادمة يوضح لنا فضيلة الشيخ محمود عبد السميع من علماء الأزهر ذلك.


يقول: وردت كلمة الصداقة فى القرآن والسنة النبوية بمفاهيم ومصطلحات تترادف معها فى المعنى وهى مفهوم الخلة أو الخلان قال تعالي: «الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقى )، وذلك لأن الصداقة فى الإسلام ترتبط بالعقيدة والخلق الأحسن، فلا خير فى الصديق والصاحب العاصي، لأنه يضر المسلم وتكون صحبته فتنة فى دينه ودنياه، لذا حذر النبى صلى الله عليه وسلم من جليس السوء وحث على ملازمة الجليس الصالح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منها وإما تشم منه ريحا طيبا ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة).


ويضيف : من هنا كانت الصداقة من العلاقات الإنسانية فى حياتنا لأنها تساعد فى بلورة شخصية الانسان إلى الأفضل فهى تحمى الصحة النفسية من العزلة والانطواء، وتجعل الفرد أكثر قدرة على العطاء، ومساعدة الاخرين، وتسهم فى تطوير المهارات الفردية والصديق يعبر عن شخصية صديقه، وإذا أراد المرء أن يعرف تفاصيل شخصيته، فما عليه إلا أن ينظر إلى صديقه.


والبعض يتساءل إذا كانت للصداقة هذه المكانة فكيف اختار الصديق ؟


أقول : إذا اتبعنا أسس الاختيار الصحيح، التى ستؤدى بنا إلى بر الأمان منها معرفة أولا من حولك من زملاء المدرسة أو العمل أو النادى أو الحى ومراقبة تصرفاتهم وسلوكهم ومستواهم الأخلاقى ثم تختار من يناسبك.


فالصديق وقت الضيق كما يقول وكما نصحنا رسولنا صلى الله عليه وسلم قائلا :(المرء على دين خليله فينظر أحدكم من يخالل. وبعد اختيار الصديق لابد أن تبنى علاقة الصداقة على الود والاحترام المتبادل وابتعد عن الجهلاء فى الادب والعلم واختر الأمين بمعنى كلمة الأمين فى كل النواحي،ثم تأتى بعد ذلك الحقوق والواجبات التى أقرها الإسلام لهذه الصحبة وأهمها مشاركة الصديق صديقه فى أفراحه بالتهنئة وتقديم المناسب من المجاملة بالمال أو الهدايا أو اظهار الفرح والسرور وإذا اصابته مصيبة تقف بجانبه وقت شدته من خلال المساعدة فى حل مشكلته أو دعمه نفسيا إن لم تكن تملك الحل قال الإمام على بن ابى طالب رضى الله عنه: ( انما سمى الصديق صديقا لأنه يصدقك فى نفسك ومعايبك فمن فعل ذلك فاستنم إليه فإنه الصديق )، فالصديق الحق صدق وأفعال لا ثرثرة وأقوال، والأصدقاء لا تربكهم لحظات اختلاف فى وجهات نظر ولا يتخاصمون لأنهم يعلمون انهم سيعودون لذا لابد للصديق من حق الصبر عليه خاصة فى الشدائد، أيضا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والمعاملة بالرفق واللين فلا يسمع صديقه إلا أحسن القول ولا يريه إلا أحسن العمل.

اقرأ أيضاً|وكيل الأزهر: جهود مكثفة للتوعية بمخاطر التسرع فى الطلاق