افتح النافذة

صناعة قرار الفرحة

خاطر عبادة
خاطر عبادة

بقلم: خاطر عبادة

قرارات التغيير الكبرى بإطلاق عملية تنمية شاملة كانت السمة الأبرز فى تاريخ مصر الحديث.. وفى عام افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة والتوسع الحضارى تلقى المصريون أول رسالة تهنئة وشكر ومكافأة من السيد الرئيس..

 

القرارات الجميلة فى مطلع العام الجديد، والتى كان أبرزها تحسين الأجور بشكل كبير والتعاقد مع 150 ألف معلم جديد، أعطت المصريين جرعة كبيرة من التفاؤل و انعشت الآمال فى جنى ثمار الإنجازات، فيما بدا انحيازا واضحا للشعب فى الموازنة الجديدة فى عام جديد يحمل كل خير بإذن الله.

 

والتغييرات الكبرى عادة ما يصاحبها توابع وهزات قوية وأوقات صعبة، قد تواجه لحظات تمل فيها من تأخر الفرج أو تشعر بالإرهاق مع اعتياد الصبر وتظن أنه قدر محتوم ومصير مكتوب، لكن فى تلك اللحظة تأتى بشائر الفرح وتشعر ببداية جديدة.

 

والصبر أيضا قرار، فما الذى قد يدفع الناس للتحمل والانتظار سوى شعور عام بالثقة والأمان ورؤية ما يتم من جهد وإنجازات تتحقق على أرض الواقع وأنه لم يتبقى سوى الحصاد، وأن التغييرات التى تحدث نقلة جوهرية لابد أن يصاحبها ضجة ومجهود.

 

طالما أننا نسير على الطريق الصحيح فلابد أن تكون هناك إشارات فى كل محطة تخبرنا بصحة القرار الموزون، و بشائر نتذوق بها ثمار الفرحة كل حين حتى نصل إلى نهاية المطاف والإنجاز.

 

أصبح الناس لديهم حلما يلتفون حوله لما رأوا من رغبة حقيقية فى التغيير وأن الخطوة التى كانت تستغرق اعواما أو عقود تتحقق فى عام أو عامين، و ليست هناك حدودا قصوى لطموحات الإصلاح ولا تقف عند مرحلة، لكن بسبب تراكمات عقود من التراخى والإهمال جعلت الدولة تسارع الخطى فى كل اتجاه وبعد كل مشروع ينجز فى وقت قياسى يفتح الشهية لمزيد من المشروعات، ليكون بمثابة خطوة ضمن مشروع الألف خطوة إنجاز.

 

صناعة قرار الفرحة.. أصبحت مادة أساسية على مائدة صناع القرار - فى مكافأة ومقابل الثقة الكبرى التى منحها هذا الشعب العظيم الذى يستحق السعادة بعد سنوات من الجهد تخللها أزمات وأوبئة أثرت على الاقتصاد، لكنها لم تكن عذرا لتوقف المشروعات.

أساس البناء.. تسببت العقود الماضية من الإهمال والفساد فى تنامى مناطق العشوائيات والبناء الغير منظم وظهور مبانى متلاصقة وشوارع ضيقة مع تكدس غالبية  السكان حول نهر النيل، وجار أهل المدن على الرقعة الزراعية الخضراء المحيطة بالنيل والتى كانت تمثل المتنفس و الغذاء للمصريين بسبب غياب التخطيط وتراخى الحكومات المتعاقبة مما أدى مع مرور الوقت إلى تكدس سكانى و اختناق مرورى، فضلا عن تعديات أخرى لانتهازيون على حرم النيل نفسه وأملاك الدولة بالعديد من المحافظات..

 

ونسى معظمنا أن البناء الراقى الحديث يقوم على أسس معينة وهى (سماء وخضرة ثم مواد البناء) فتلك العوامل الثلاثة تضمن مساحة بين كل مسكن وآخر لتكون بمثابة متنفس ومتسع ثم فناء خارج المسكن يسمح ببناء أشجار صغيرة.. ثم يكون ذلك بالتوازى مع قيام الدولة بتوفير مساكن فى كل محافظة لمحدودى الدخل أو من لا تسمح ظروفهم بشراء قطعة أرض كافية للبناء.. وهو ما تقوم به الدولة بالفعل مثل مبادرة (سكن لكل مواطن ) وغيرها.

 

قرارات الفرحة فى مطلع العام بعثت فينا الأمل لمزيد ومزيد من الأخبار السارة فى عام افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة التى ستعد أروع نموذج للبناء الحديث فى المنطقة وعام حصاد الثمار وعودة الحياة بكامل طبيعتها وأفضل إن شاء الله.