عضو الشيوخ: المجلس ليس ديكوراً.. وناقشنا قضايا المواطن بشفافية وجرأة | حوار

النائبة ريهام عفيفى
النائبة ريهام عفيفى

أى محاولة خارجية للتدخل فى شأننا الداخلى مرفوضة.. والقضاء المصرى ليس مُسيساً 
الصعيد يشهد طفرة تنموية لم تحدث منذ أربعة عقود

 

أكدت النائبة ريهام عفيفى عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن المجلس المنتخب من الشعب ليس ديكورا وانما هو جزء لا يتجزأ من المشهد السياسى الذى تشهده مصر حاليا كما أن مجلس الشيوخ استطاع خلال دور الانعقاد الأول أن يناقش قضايا عديدة متعلقة بالمواطن المصرى بكل جرأة وشفافية وحيادية كما أكدت أن المجلس يقف بالمرصاد لأى تطاول أو تدخل فى الشأن الداخلى المصرى وأوضحت أن القضاء المصرى قضاءً مستقلا وشامخا وليس مسيسا ولن تفلح محاولات النيل منه.

كما أشارت الى الدور الرئيسى الذى يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى النهوض بالاقتصاد المصرى ورفع معدلات النمو مشيرة إلى أن ما يشهده الصعيد حاليا من تنمية شاملة خير دليل ..«الأخبار» حاورت النائبة ريهام عفيفى فى السطور القادمة.
 

بداية نحب أن نستمع إلى رأيك فى التجربة البرلمانية التى تشهدها مصر حاليا سواء كانت متمثلة فى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ؟


فى البداية اسمح لى بملاحظة مهمة .. هى لم تعد تجربة خاصة بعد ثبوت نجاحها بامتياز خلال دور الانعقاد الأول للمجلسين (النواب والشيوخ) .. وأنا شخصيا أُفضل استبدال كلمة التجربة البرلمانية بالمشهد البرلمانى ، وأعتقد أن دور الانعقاد الأول للمجلسين، رد بشكل قاطع على كل من شكك فيهما.
 

مجلس الشيوخ 


ما الأهمية التى عادت على الدولة المصرية من جراء عودة مجلس الشيوخ «الشورى» سابقا الى الحياة البرلمانية مرة اخرى؟

طبعا لن أقول لك كلامًا مرسلًا أو نمطيًا ، ولكنى أحيلك إلى تقرير لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب الذى تحدث عن أهمية الغرفة الثانية فى الحياة النيابية على مستوى العالم ، وأن نظام المجلسين يخلق التنوع الذى يثرى الحياة البرلمانية ويضمن تمثيلاً نيابياً وعملياً عادلاً طبقاً للمناطق السكانية والجغرافية ، ويجعل اتخاذ الرأى رهن التشاور وبعيداً عن احتكار رأى أو توجه أو تكتل أو تيار فى اتخاذ القرار. وقد أظهرت الممارسة العملية أهمية وجود غرفة ثانية للسلطة التشريعية، بعد نجاحها عمليًا داخل العديد من الدول التى أخذت بهذا النظام، ومنها فرنسا وإيطاليا والهند والبرازيل والأرجنتين وكندا وجنوب أفريقيا وأستراليا واليابان وسويسرا.. بشكل مختصر فإن مجلس الشيوخ يحقق زيادة التمثيل المجتمعى وتوسيع المشاركة.


البعض يتهم مجلس الشيوخ بأنه لا فائدة منه فى ظل تواجد مجلس النواب الذى يتخذ الرأى والقرار النهائى فى مشروعات القوانين ؟


بالرغم من أن مجلس الشيوخ واجه العديد من التحديات الكبرى التى سبقت تشكيله من حيث التشكيك فى جدواه مرورا بتحدى وضع لائحة داخلية تنظم أعمال المجلس ، وفى نفس الوقت تليق بمكانة مصر وتاريخها النيابى ، فضلا عن القضايا والتحديات التى واجهت الدولة المصرية على المستويين الداخلى والخارجي، والتى كان على رأسها جائحة فيروس كورونا المستجد وما أنتجته من تداعيات اقتصادية وصحية واجتماعية، بالإضافة لقضايا الشأن المصرى الخارجى والأمن القومي، وجهود الدولة فى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وغيرها من الملفات ، إلا أن نواب الشيوخ أحرزوا العلامة الكاملة فى أداء واجباتهم النيابية بشكل رفيع المستوى ونجحوا بشكل لافت فى التعامل مع كل هذه التحديات بصورة مشرفة واثبتوا للجميع أن المجلس ليس ديكورا ، وطرحوا فى الجلسات العامة للمجلس أهم القضايا التى تمس الشارع المصرى بمنتهى الجرأة والشفافية والاحترافية.

بما أنك عضو فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ..ما أهم القوانين التى تمت مناقشتها حتى الآن ؟

اللجنة ناقشت كل ما طُرح عليها من القضايا ذات الصلة بالسياسة العامة للدولة فى الشئون العربية والأفريقية والخارجية ، بالإضافة لدراسة المواقف الدولية والتطورات السياسية الخارجية، وانعكاساتها على مصر، والتى كان من بينها ما استعرضه وزير الخارجية السيد سامح شكرى من تحديات خارجية تواجه الدولة المصرية فى العديد من الملفات من بينها ملف سد النهضة والأزمة الليبية .

ماذا عن رأيك فى بعض محاولات التدخل من قبل بعض المنظمات الخارجية فى الشأن المصرى ؟

أى محاولة خارجية للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى مرفوضة شكلا وموضوعا ، وهنا يجب أن نتذكر جميعا أنه عقب أحداث ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم المرشد والجماعة الإرهابية تعرضت مصر لهجوم شديد من أمريكا ودول غربية اعتبرت ثورة الشعب المصرى ومعه جيشه العظيم انقلابا على السلطة ، وقامت العديد من الدول التى كانت تساند خطة جماعة الإخوان فى الحكم لتحويل مصر إلى إمارة إسلامية تابعة لدولة الخلافة المزعومة فى تركيا بالتحريض على مصر فى المحافل الدولية والمنظمات الأممية ، وقام الاتحاد الأفريقى بتجميد عضوية مصر وحرمانها من أنشطته!، لكن القيادة السياسية نجحت فى تنفيذ عمليات اختراق للعلاقات الخارجية المصرية لتصحيح المفاهيم وشرح ما حدث فى 30 يونيو للعالم أجمع وأنها إرادة شعبية وثورة حقيقية لاسترداد الوطن المخطوف لحساب مخطط يهدف إلى تقسيم المنطقة.


وبالفعل نجحت السياسة الخارجية المصرية القائمة على الصدق والاحترام المتبادل فى استعادة علاقاتها مع دول كثيرة وعادت مصر إلى موقعها ودورها المؤثر فى الاتحاد الأفريقى.


التحديات الخارجية 


كيف تتم مواجهة مثل هذه المنظمات الخارجية التى تسعى إلى زعزعة استقرارالأمن القومى المصرى ؟


منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد السلطة وهو يدرك جيدا حجم التحديات الخارجية بما فيها كل المنظمات المشبوهة التى تعمل لإسقاط مصر ، لذلك وضع استراتيجية جديدة للعلاقات الدولية قائمة على الندية وتحقيق المصالح والمكاشفة، وتقوم الخارجية المصرية بدبلوماسيتها الهادئة بشرح كل ما يلتبس على العالم من قرارات أو مفاهيم تروج لها تلك المنظمات، والرد فى حالات معينة بطريقة حاسمة وقاطعة ، ومن جانب آخر تسعى الدولة دائما إلى كشف الحقائق أولا بأول للداخل حتى تتبين الحقائق، ولعل كل لقاءات الرئيس فى كل التفاعليات ينبه إلى ذلك ويكشف بوضوح عن خطورة تلك المنظمات على مصر وشعبها، ولا ننسى تحذيره الدائم من ضياع الدولة ، والحرص على مفهوم الدولة الوطنية.

«القضاء المصرى لا يخضع للضغوط الدولية».. تصريح لكى فى إحدى وسائل الإعلام ..بما تفسرين الهجمة الخارجية الشرسة على القضاء المصرى ؟

هذا الأمر أصبح معتادا ومكررا ويتم من قبل بعض الجهات والمنظمات التى تدعى أنها منظمات حقوقية أو جمعيات أهلية ، أو مراكز بحثية. بالإضافة لبعض الدول ، والموقف المصرى من كل هذه التدخلات السافرة واضح وبات محفوظا للجميع ، والحقيقة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى واجه مثل هذه التدخلات والتعليقات على أحكام القضاء فى أكثر من مناسبة وبمنتهى القوة فى أكثر من مؤتمر صحفى ولقاءات عديدة مع زعماء العالم ، ولم يعد أمر الهجوم على القضاء المصرى الشامخ أمرًا يهزنا أو يقلقنا..قيادتنا تعرف جيدا كل ما يدور من حولنا ونحن أيضا كنواب ومصريين ندرك حجم التحديات ورغبات البعض فى زعزعة استقرارنا الداخلي.

البعض من المنظمات الخارجية تتهم القضاء المصرى بأنه مسيس وغير مستقل..ما تعليقك ؟

لن أضيف جديدًا أن قلت لك إن القضاء المصرى الشامخ كان وسيظل فخرًا لكل مصرى بل وكل عربى أيضا، هذا القضاء المنصف العادل لن تناله محاولات التشويه الرخيصة ، قضاؤنا مستقل ولم ولن يكون مسيسا فى أى يوم من الأيام.

ما رأيك فى المشروعات القومية التى تشهدها محافظات الصعيد حاليا ؟

الصعيد يشهد طفرة تنموية غير مسبوقة لم تحدث منذ ما يزيد على أربعة عقود مضت ..

ليتحول الصعيد بأقاليمه الثلاث إلى حكاية كبيرة من حكايات الوطن التى بدأتها القيادة السياسية منذ تولى شئون البلاد .. مصر كلها شاهدت حجم المشروعات العملاقة التى تمت فى الصعيد بمختلف محافظاته ومن ينكر هذه المشروعات أو يقلل من شأنها ليس إلا شخص جاحد ناكر للجميل، فيكفى فقط محطة بنبان للطاقة الشمسية أحد المشروعات التنموية المتكاملة التى توفر فرص عمل دائمة وتخلق بيئة استثمارية مناسبة للمشروعات التى تتناسب مع البيئة ، وتتماشى مع مفهوم الطاقة النظيفة التى تشغل بال العالم اليوم بسبب التغيرات الحادة فى المناخ وانبعاثات الكربون المتزايدة .

وهل يمكننا القول بأن الصعيد ودع سنوات الحرمان والتهميش فى عهد الرئيس السيسى ؟

نعم تستطيع أن نقول ذلك وأكثر بكثير .. الصعيد الآن يعيش أياما يسجلها التاريخ، فبعد أن كان بيئة طاردة للعمالة وفرص العمل والاستثمار تحول الآن إلى بيئة جاذبة للعمالة و موفرة لفرص العمل وجاذبة للاستثمار فكل الشكر للقيادة المصرية ، وقواتنا المسلحة على تنفيذ المهام الصعبة ، وشكرا لشركات القطاع الخاص الوطنية التى وضعت مصالح الوطن أولوية فى أعمالها.
 

طفرة نوعية 

كيف ترين النهوض الاقتصادى الذى تشهده مصر حاليا وارتفاع معدلات النمو ؟


بالقطع الاقتصاد المصرى يشهد طفرة نوعية هائلة ومعدلات نمو جيدة رغم الحالة التى يمر بها العالم اقتصاديا بسبب جائحة كورونا التى أحدثت تباطؤا شديدا فى حركة التجارة مما سبب ارتفاع معدلات التضخم فى العالم بشكل كبير ، لكن القيادة السياسية أدركت ذلك مبكرا من خلال المشروعات القومية التى توفر فرص عمل ونموًا فى قطاعات كثيرة ومتنوعة ، ويكفى أننا لم نشعر خلال جائحة كورونا بأى نقص فى السلع وأنها كلها متاحة وبوفرة حتى لو كانت هناك زيادة فى الأسعار خارجة عن إرادة الدولة .. الرئيس يسابق الزمن حتى تضع مصر أقدامها بثبات على الأرض .


لماذا قلتى فى أحد تصريحاتك إن هويتنا العربية والمصرية فى خطر ؟ ولماذا طالبتى بتعليم اللغة العربية لأولادنا والاهتمام بها ؟


لفت نظرى وبشدة تكالب الكثير والكثير من أولياء الأمور على تعليم أولادهم اللغات الأجنبية، وليس لدى أى مانع فى ذلك بالعكس أنا أشجع هذا التوجه فى حال استغلاله بشكل ايجابي، ولكن ما يحدث أن الأهالى يهرولون نحو اللغات الأجنبية ويتركون اللغة العربية اللغة الأم التى نتحدثها ..هناك انهيار شديد فى نسبة تفوق الأولاد فى اللغة العربية، هناك أطفال لا يعرفون كتابة أسمائهم بالعربي، وهناك من لا يعرفون القراءة بالعربي. كل ذلك بالتأكيد يؤثر على هويتنا المصرية والعربية ..

ماذا ننتظر من طفل أو طفلة لا يقرأ اللغة العربية ولا يعرفها ولا يعرف كتابة اسمه ..

هل سيقرأون تاريخهم أم سيقرأونه باللغات الأجنبية وفقا لأهواء من يكتبونه .. ماذا ننتظر من أجيال تتحدث لغة غير لغة وطنهم ، وبالطبع اللغة ستجر وراءها السلوكيات والعادات والتقاليد ومن ثم تتوه الهوية .

اقرأ أيضاً|مسئول قضائي ليبي يُثمن حجم التعاون مع مجلس الدولة.. صور