أظهرت دراسة حديثة بأنه تزداد احتمالية موت المرضى السيدات على يد الجراحين الرجال، بنسبة قد تصل ل32% تقريبا، والغريب بأن من أشرف على الدراسة هو طبيب جراح ويدعى الدكتور كريستوفر واليس.
حللت الدراسة أكثر من 1.3 مليون مريض عالجهم 2937 جراحا في أونتاريو بكندا، بين عامي 2007 و 2019، وهي تعد أول دراسة تتناول مسألة الارتباط بين توافق الجنس بين الجراح والمريض من جهة، والنتائج الجراحية من جهة أخرى، ولا تخلص الدراسة إلى أي استنتاجات نهائية حول السبب الذي يجعل المرضى من الإناث أسوأ حالا مع الجراحين الذكور، ولكنها تشير إلى التفسيرات المحتملة في الأدبيات الأخرى المتاحة، وذلك وفق الدراسة المنشورة في المجلة الطبية «جاما سيرجيري».
وتفسر أخصائية المسالك البولية الدكتورة أونيكا ويليامز ذلك قائلة:«أعتقد إن ذلك يرجع بأن الأطباء الرجال يعتقدن أن السيدات أكثر قلقا وهستيريا، فلا ا يولون اهتماما لشكاوى ما بعد الجراحة الصادرة عنهن»ـ وذلك وفق موقع الـ «بي بي سي».
وتتفق الدكتورة جينيفر سفان، جراحة الأوعية الدموية في جامعة نورثويل هيلث في نيويورك، مع هذا الرأي، وتعتقد أن معدل الوفيات المرتفع قد يكون مرده، ترى الدكتورة نانسي باكستر، جراحة القولون والمستقيم في مستشفى كلية سانت مايكل بجامعة تورنتو بكندا، أن الناس يميلون إلى التقليل من شأن الألم عند النساء مقارنة بتقديرهم للألم عند الرجال، لكنها تعتقد أن هناك عوامل أخرى قد تلعب دورا أيضا في ذلك.
بينما تعتقد الدكتورة كيم تمبلتون، جراحة العظام في المركز الطبي بجامعة كانساس بالولايات المتحدة، أن الطريقة التي يتعامل بها الجراحون مع مرضاهم هي التي قد تساعد في تفسير الاختلافات بين الجنسين.
بينما يؤكد المشرف على دراسة أونتاريو الدكتور كريستوفر واليس، بأن هناك حوالي 1.3 مليون عملية جراحية جرى تحليلها، كانت نسبة المريضات أكثر من 57 % بينما الجرّاحات كانت نسبتهن أقل من 11% وهذا النقص النسبي في عدد الجرّاحات هو أمر تشعر الدكتورة سيفان بالأسف البالغ حياله، وتقول سيفان تعليقا على ذلك: "لا ينبغي أن يقتصر علاج أي مريضة على يد جراح ذكر على حقيقة أنه ببساطة لا يوجد عدد كاف من النساء في هذا المجال وإذا تبين أن المريضات يحصلن على نتائج أفضل مع الجرّاحات، لأي سبب من الأسباب ... فنحن بحاجة إلى جعل الجرّاحات متاحات في جميع الاختصاصات".
وتشير فيونا مينت، نائبة رئيس الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، إلى ضرورة المريض من يعالجة، مع العلم أن النساء تشكل حوالي41% من الجراحين في المراحل المبكرة ولكن فقط 30 % من المتدربين الأعلى و 14 % من الاستشاريين، ومن المرجح أن تواجه هؤلاء النساء اللائي يصلن إلى المراحل العليا تمييزا على أساس الجنس في مكان العمل.
اقرأ أيضا | دراسة: «العطسة» أسرع وسائل نقل العدوى الفيروسية
