في الصميم

علاج «كورونا» الواعد.. هل سيكون للأغنياء فقط!!

جلال عارف
جلال عارف

هل يتعلم العالم الدرس مما حدث حين استحوذت الدول الغنية على اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» وحرمت باقى العالم لفترة توحش فيها الفيروس؟
وهل أدرك الجميع الآن مع اجتياح المتحور الجديد «أوميكرون» أنه لا أمان لأحد بمفرده، ولا مواجهة حقيقية للوباء إلا بتوفير اللقاح لدول العالم كلها دون تفرقة؟

أسئلة تتردد من جديد والعالم يواجه الموجة الحالية من الانتشار الواسع للفيروس ويتساءل عما بعدها. والكثير من الخبراء يرجحون ـ إذا لم تحدث تطورات مفاجئة ـ أن يتحول الفيروس إلى حالة التواجد الدائم مع ضعف أشد للسلالات الجديدة ليصبح مثل «الأنفلونزا» التى تداهمنا كل عام بمتحور جديد يواجهه العالم وهو يعيش بصورة طبيعية.

هذا الاحتمال يعنى أن لقاحات «كورونا» سيتواصل تطويرها، كما يعنى أن الاعتماد سيتزايد على أدوية العلاج التى يجرى تطويرها بسرعة شديدة. وقد تابعنا فى الأسابيع الماضية أنباء نوعين من الأقراص التى أنتجتها شركة «ميرك» وشركة «فايزر» وقيل إنه قد ثبتت فاعليتها فى مواجهة الحالات الخفيفة والمتوسطة من «كورونا» ومنع تحولها إلى حالات خطيرة.

وكالعادة.. بادرت الدول الغنية بحجز الإنتاج مقدما بشراء ملايين الجرعات من الدواء الذى يتكون من ٣٠ قرصا تؤخذ على مدى خمسة أيام. وكالعادة أيضا كان السعر مرتفعا إذ بلغ السعر المقرر للعبوة الواحدة من العلاج ما بين ٧٠٠ و٧٥٠ دولارا. وهو ما فرض السؤال: متى يصل هذا الدواء للمستحقين له من غير الاغنياء.. دولا أو أفرادا؟!

الحديث الآن يدور حول ما اذا كان العالم قد استفاد من درس الخطأ الفادح حين استحوذت الدول الثرية على اللقاحات وظنت انها قادرة على حماية مواطنيها بينما كانت الدول الفقيرة تواجه كورونا بلا لقاحات، قبل أن يكتشف الجميع أنه لا أمان لأحد إلا إذا توافر الأمان للجميع!!
استيعاب الدرس يعنى أن يكون العلاج الجديد متاحا للجميع بسعر مناسب.. وهذا ما سيحدث لأن الشركات المنتجة ستقاتل لتحجز مكانا فى سوق سيظل واعدا ومربحا لها لسنوات إذا تحقق ما يقوله الخبراء من أن «كورونا» ستكون زائرا ثقيلا دائما كما الانفلونزا التى تداهمنا كل موسم!!