ماهو سر هذه الظاهرة ؟

المغاربة يستقبلون الانتصارات بالفتور!

فرحة مغربية فاترة من «أفريكانو ٣٣»
فرحة مغربية فاترة من «أفريكانو ٣٣»

يطغى فقدان الثقة والحذر على تفاعل الجمهور المغربى مع أداء منتخبه فى منافسات كأس أمم إفريقيا المقامة بالكاميرون، وذلك على الرغم من تأهله إلى دور ثمن النهائي.
وعلى عكس «الثقة المبالغ فيها» التى وضعها المغاربة في»أسود الاطلس» فى السنوات الماضية، يبدو الأمر هذه المرة، مختلفا تماما، حيث ينهج الجمهور أسلوب الانتقاد مع عدم المبالغة فى التوقعات بالفوز، قبل اللقاء، ولا فى الفرح بعد الانتصار.


وكانت بداية المنتخب المغربى موفقة فى أمم إفريقيا بعد فوزه فى أول مباراة على منتخب غانا بهدف نظيف، قبل أن يضمن التأهل إلى ثمن النهائي، من اللقاء الثاني، بعد فوز بهدفين دون رد على منتخب جزر القمر، وبذلك تصدر المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط.


ويعود اللقب الوحيد للمغرب فى هذه المنافسة القارية إلى عام 1976.
وبخلاف الأجواء الحماسية المعتادة، لا يعج الشارع المغربي، خلال هذه المنافسات، بالأحاديث الكروية، كما أن التفاعل الافتراضى عبر مواقع التواصل الاجتماعى يتسم بنوع من الفتور، حيث إن معظم التوقعات التى تستبق مقابلات النخبة المغربية، ترجح الخسارة وعلاوة على ذلك فإن خطاب انتقاد الأداء، يطغى على الفرح والإشادة بالنتائج.
طرد سوء الطالع
وفى تحليله لهذا السلوك الجماهيري، يرى محسن بنزاكور المتخصص فى علم النفس الاجتماعي، أن الجمهور المغربي، الذى ظل لأكثر من 40 عاما يؤمن بفوز منتخبه باللقب، نهج هذه السنة أسلوبا غريبا، يقوم على التشاؤم والنكران المتعمدين.
ويختزل هذا الأسلوب فى الترويج لفشل المنتخب وعدم الثقة فى قدراته، على أمل أن يقع العكس.
وفى حديث لموقع يعتبر الأستاذ الجامعى أن هذه الفكرة التى روجت لها بعض وسائل الإعلام الرياضية، وأصبحت تطغى على الرأى العام، تنبثق من الثقافة الشعبية، فى إطار ما يسمى بطرد العين الشريرة أو إبعاد سواء الطالع عن اللاعبين.
وبالنسبة لمحمد، وهو أحد المشجعين فإن هذا «التكتيك» أثبت نجاعته، حتى الآن، فى انتظار ما ستسفر عنه المباراة الثالثة التى ستجمع، الإثنين، أسود الأطلس بمنتخب الجابون.
ويقول الشاب الثلاثينى إن منسوب الثقة فى المنتخب المغربى كان مبالغا فيه حد الغرور أحيانا. ويؤكد أن هذا الإحساس هو الذى كان يجعل وقع الخسارة قاسيا فى نفوس الجماهير.