رؤية

يا خوفى من بيان الدكتورة همَّت

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- من يومين تناقل موقع التواصل الاجتماعى الواتساب بيانا منسوبا للدكتورة همت، مساعد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة الوقائية، فى مضمونه رسالة تحذير للمواطنين من الاصابة بفيروس كورونا، يناشدهم بعدم ترك أبواب المستشفيات، وحسب البيان أن وزارة الصحة شكلت فرق إنقاذ سريعة الاستجابة، كل فريق مكون من خمسة أشخاص، لمساعدة كل من أصيب بالكورونا.. معنى الكلام أن الكورونا منتشرة انتشاراً فظيعاً وتطالب مساعدة مستشار السيد الرئيس، كل من يشتبه فى اصابته او يصاب بالفعل بالكورونا الاتصال برقم ١٩٥، معنى الكلام أن كل مواطن مطلوب منه أن يفتش فى جسمه عن أعراض الكورونا، والتى تبدأ بالاصابة بالاسهال أو الصداع مع تكسير العظام وارتفاع فى درجة الحرارة.. عن نفسى قضيت ليلة مذعورا أبحث عن سبب من الاسباب التى جاءت فى بيان التحذير، وحتى أتغلب على الشك تناولت عدة أقراص منومة حتى أتوه فى النوم وتغفل عيوني، وأحمد الله اننى استيقظت فى الصباح لا أعانى عرضاً من هذه الأعراض.. من هنا بدأت أسأل أصدقاء كثيرين لى عن البيان المنسوب لوزارة الصحة، والجميع أكد لى أنه بيان أكذوبة، مع إنى كنت أتوقع فى هذه الظروف الحساسة جدا أن يخرج علينا المتحدث الرسمى ليؤكد مدى صحة هذا البيان إذا كان أكذوبة أو فرقعة سياسية، وأن حالة الرعب التى يحملها البيان ما هى إلا أكذوبة، حتى الأطباء المعالجون للكورونا أكدوا هذه الاكذوبة.. فقد فتحت التليفون فى منتصف الليل على العالم الدكتور الشاب أيمن الفقير، استشارى الأمراض الصدرية بمستشفى سوهاج العام، والذى جاء من الصعيد واستوطن فى القاهرة ليكون فى خدمة مرضى الكورونا..


- الدكتور «الفقير» أكد لى أن أكون عادياً وقد نصحنى بالتخلى عن حالة الرعب التى أنا فيها، لأن حالة الرعب لها تأثير على المناعة ، وأبدى استعداده بالرد على أى استفسار حتى ولو بعد منتصف الليل، لا أعرف سببا لنشر هذا البيان، وان كانت الكورونا فعلا منتشرة ومخاوفها فظيعة، فقد كنت أتوقع من وزارة الصحة بأن تناشد المواطنين بالبقاء فى منازلهم وعدم الاختلاط أو النزول الى الأسواق أو المولات، وأن كل من يشكو من أعراض الانفلونزا عليه فعلاً الاتصال بأقرب مستشفى له، ومنه سيحصل على التوجيهات التى تجنبه أشرارها.. أنا لا أشك فى انتشار الكورونا وإن كان بدايتها الإصابة بالانفلونزا، ولأن الفيروس المتحور أوميكرون، فيسهل تصور وانتشاره.
وأنا مع الالتزام فى البيت طالما ان الانسان يستطيع أن يستغنى عن الخروج، خاصة أن المناخ الذى نعيش فيه لا يشجع على الخروج.. ان معظم الأهالى بدأوا يعيدون حساباتهم فى ذهاب أطفالهم إلى المدارس، عدد من الأمهات أعلنّ صراحة ان العدوى بفيروس الكورونا تأتى إليهم عن طريق أطفالهم، لذلك تنتقل العدوى الى الامهات أسرع من انتقالها الى الآباء..


- على أى حال، الاجراءات الاحترازية مطلوبة، والخطر فى تراجع رغم زيادة معدل الاصابات، وقد ثبت بالفعل أن التطعيم عنصر فعال، فى توفير الأمن والأمان من خطر الكورونا وأن معظم الذين حصلوا على الجرعة الثالثة فى التطعيم، أكدوا أن معدل الحماية أعلى، وكون أن تفتح مراكز التطعيم أبوابها، لاستقبال الذين لم يسبق لهم التطعيم فهذه هى أجمل حسنة تقدمها وزارة الصحة للمواطنين المصريين..
- على أى حال، لازلت أنتظر من المتحدث الرسمى لوزارة الصحة ان يطل علينا ببيان يوضح فيه مدى صحة البيان التحذيرى التى خرجت به علينا الدكتورة همت.. عن نفسى أشك فى هذا البيان لأنه لو صدر بالفعل من مساعدة د. محمد عوض تاج الدين، فمن باب أولى أن يخرج به د. عوض بنفسه.