فى الصميم

هل يكفى الاعتذار.. أم يسقط جونسون؟

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن قصة رئيس الوزراء البريطانى جونسون مع «كورونا» لن تنتهى على خير!!
مسلسل أزمات جونسون وكورونا لا ينتهى منذ بداية الوباء الذى قابله رئيس الوزراء البريطانى فى البداية بالدعوة إلى «مناعة القطيع» والاستعداد لتوديع الأقارب والأحباب!!


بعدها تراجع جونسون مع المعارضة القوية من الخبراء، ثم مع إصابته شخصياً بالفيروس الذى أدخله العناية المركزة لينجو بأعجوبة لتبدأ الحكومة بقيادته معركة ضارية ضد الوباء وتفرض قيوداً مشددة على الجميع، وتحقق نجاحاً مميزاً فى حملة التطعيم واجراءات الوقاية.


الآن يقف جونسون محاصراً بالدعوات لاستقالته بعد أن ثبت خروجه على الاجراءات التى فرضها، وحضوره حفلاً أقيم فى حديقة مقر إقامته الرسمى بعد خروجه من العناية المركزة ببضعة أسابيع دون اكتراث بتدابير الوقاية والتجمعات التى فرضتها حكومته!!


وقف جونسون فى البرلمان يعتذر، لكن ذلك لم يوقف المطالبات باستقالته. ثم تفاقم الموقف بعد الكشف عن أن العاملين معه أقاموا حفلاً آخر فى مقر الإقامة الرسمى بالمخالفة لتدابير الاغلاق العام التى كانت مفروضة فى ذلك الوقت.. والأدهى أن الحفل أقيم عشية جنازة الأمير فيليب زوج الملكة، وفى فترة حداد عام.
ورغم أن جونسون لم يحضر الحفل شخصياً، ورغم اعتذاره الرسمى للملكة، فقد تصاعدت الدعوات لاستقالته، ولم يقتصر الأمر على المعارضة بل بدأت حركة تتصاعد داخل نواب حزبه «المحافظين» تدين الرجل وتدعوه لترك منصبه. لكن الأخطر من ذلك كله هو حالة الغضب العام مما حدث. فالمواطن الذى تحمل قيود الوقاية التى فرضتها الحكومة لا يتسامح مع انتهاك رئيس الحكومة ومساعديه لهذه الاجراءات. والمواطن الذى رأى الملكة التى يحترمها كثيراً تجلس وحيدة فى وداع زوجها باحترام كامل لتعليمات الوقاية، لايتصور أنه -فى نفس الوقت- كان هناك احتفال فى مقر رئاسة الحكومة!
الأزمة مستمرة، وجونسون يقدم الاعتذار تلو الاعتذار، فهل تكفى اعتذاراته لكى ينجو؟!