فاطمة على تكتب .. سيناء «مرسم مفتوح»

شمال سيناء .. إبداع فى مواجهة الارهاب

فنانى سيناء وجرافيتى ضد كورونا
فنانى سيناء وجرافيتى ضد كورونا

‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‭ ‬والعريش‭ ‬تعتبرا‭ ‬مركزاً‭ ‬للنشاط‭ ‬التشكيلى‭ ‬لفنانى‭ ‬سيناء‭ ‬ولمعارضهم‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ .. ‬ومنهم‭ ‬أسماء‭ ‬تمارس‭ ‬الفن‭ ‬منذ‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬مثل‭ ‬الفنان‭ ‬السيناوى‭ ‬الشهير‭ ‬مصطفى‭ ‬بكير‭ ‬الذى‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬منذ‭ ‬التحاقه‭ ‬بفنون‭ ‬جميلة‭ ‬القاهرة‭ ‬كأول‭ ‬فنان‭ ‬سيناوى‭ ‬يلتحق‭ ‬بها‭ ‬عام‭ ‬1964‭ .. ‬وهناك‭ ‬أسماء‭ ‬تمارس‭ ‬الفن‭ ‬وحققوا‭ ‬لأنفسهم‭ ‬مكانه‭ ‬فنية‭ ‬فى‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‭ ‬كمثال‭ ‬لبعض‭ ‬الفنانين‭ ‬مثل‭ ‬رجب‭ ‬عامر‭ .. ‬وجمال‭ ‬فوده‭ .. ‬وفاطمة‭ ‬أحمد‭ .. ‬وخليل‭ ‬الكرانى‭ .. ‬وأحمد‭ ‬راضى‭ .. ‬وأيضا‭ ‬لشباب‭ ‬فنانى‭ ‬سيناء‭ ‬نشاط‭  ‬كمثال‭ ‬منهم‭ : ‬بسمه‭ ‬شريف‭ .. ‬ومنة‭ ‬الله‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ .. ‬وخلود‭ ‬أحمد‭  .. ‬ومحمد‭ ‬البحراوى‭ .. ‬وضحى‭ ‬عصام‭ .. ‬وعمرو‭ ‬المغربى‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬العريش‭ ‬الذى‭ ‬يتميز‭ ‬بأعماله‭ ‬الجرافيكية‭ ‬الأكثر‭ ‬معاصره‭ ‬وحداثه‭ ..  ‬وهذه‭ ‬الأسماء‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ ‬والشباب‭ ‬كنموذج‭ ‬وليست‭ ‬للحصر‭ ‬لأن‭ ‬غالب‭ ‬أعمال‭ ‬فنانى‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأجيال‭ ‬متشابهة‭ ‬فى‭ ‬التناول‭ ‬لنفس‭ ‬الموضوعات‭ ‬ويمكن‭ ‬التعرف‭ ‬بسهوله‭ ‬على‭ ‬أعمالهم‭ ‬لما‭ ‬تهتم‭ ‬واهتمت‭ ‬به‭ ‬طويلا‭ ‬برسم‭ ‬المرأة‭ ‬البدوية‭ ‬ومشاهد‭ ‬الصحراء‭ ‬والنخيل‭ ‬وقوافل‭ ‬الجمال‭ ‬والشطآن‭ ‬وقوارب‭ ‬الصيد‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬مفردات‭ ‬التراث‭ ‬الشعبى‭ ‬السيناوى‭ ‬المميز‭ ‬بأنسجة‭ ‬خيامه‭ ‬وأدواته‭  ‬اليدويه‭ ‬بمختلف‭ ‬الخامات‭ ‬والحلى‭.‬

ومؤخراً‭ ‬بدى‭ ‬تفاعل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬فنانى‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‭ ‬والأحداث‭ ‬داخل‭ ‬محافظتهم‭ ‬وما‭ ‬يتعرضون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬فعبروا‭ ‬عن‭ ‬مقاومتهم‭ ‬للإرهاب‭ ‬بالفن‭ ‬وأقاموا‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬2017‭ ‬معرضاً‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬مركز‭ ‬الهناجر‭ ‬بالقاهرة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬فنانى‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‮»‬‭ ‬ضم‭ ‬سبعين‭ ‬عملاً‭ ‬فنياً‭  ‬أفتتحه‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬حينها‭ ‬دكتور‭ ‬حلمى‭ ‬النمنم‭ .. ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬الكبير‭ ‬بدى‭ ‬قدر‭ ‬التفاعل‭ ‬الفنى‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬الإرهاب‭ ‬كفكر‭ ‬وممارسه‭ ‬وبدت‭ ‬اللوحات‭ ‬شديدة‭ ‬الإيجابية‭  ..‬وبدى‭ ‬ملفتاً‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تنبذ‭ ‬الإرهاب‭ ‬واللوحات‭ ‬التى‭ ‬تتناول‭ ‬فى‭ ‬الغالب‭ ‬البدويات‭ ‬السيناويات‭ ‬والمناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬المبهره‭ .. ‬وبدت‭ ‬لوحات‭ ‬فنانى‭ ‬الشمال‭ ‬متفردة‭ ‬فى‭ ‬نقله‭ ‬إبداعية‭ ‬مميزه‭ ‬أضفت‭ ‬رونق‭ ‬على‭ ‬ممارساتهم‭ ‬الفن‭ ‬مع‭ ‬إحتفاظهم‭ ‬بأصالة‭ ‬إبداعهم‭ ‬السيناوى‭ ‬ومُحمل‭ ‬بملامح‭ ‬الحياه‭ ‬السيناوية‭ ‬وتميز‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬لوحات‭ ‬فنانى‭ ‬سيناء‭ : ‬مصطفى‭ ‬بكير‭ ‬وأحمد‭ ‬راضى‭ ‬وحمدى‭ ‬بكير‭ ‬وخليل‭ ‬الكرانى‭ ‬وحسن‭ ‬إبراهيم‭ ‬ومحمود‭ ‬الببلاوى‭ ‬وحسن‭ ‬المخيلاوى‭ ..‬وغيرهم

والفن‭ ‬السيناوى‭ ‬يتميز‭ ‬بأنه‭ ‬يسرد‭ ‬بصرياً‭ ‬وجمالياً‭ ‬قصة‭ ‬سيناء‭ ‬الباديه‭ ‬والحضر‭ ‬والمدينه‭ ‬والبيوت‭ ‬الطينية‭ ‬القديمة‭ ‬بما‭ ‬يميزها‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬وتقاليد‭ ‬وشواطئ‭ ‬وقوارب‭ ‬ومراكب‭ ‬الصيد‭ ‬ومشاهد‭ ‬لبحيرة‭ ‬البردويل‭ ‬وقرى‭ ‬الصيادين‭ ‬وشاطئ‭ ‬النخيل‭ ‬العريشى‭ ‬وولحياة‭ ‬البدو‭ ‬وبورتريهاتهم‭ ‬بملابسهم‭ ‬السيناوية‭ ‬الثرية‭ ‬فى‭ ‬جمالها‭ ‬وتفردها‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬محافظة‭ ‬أخرى‭ ‬وجميعها‭ ‬حفظته‭ ‬اللوحات‭ ‬كذاكره‭ ‬مهمه‭ ‬وأيضاً‭ ‬رسموا‭ ‬حمل‭ ‬الفتيات‭ ‬السيناويات‭ ‬للماء‭ ‬وبيع‭ ‬التين‭ ‬والزيتون‭ ‬ودور‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الفنان‭ ‬السيناوى‭ ‬عاشق‭ ‬أرضه‭.‬

سيناء‭ ‬‮«‬مرسم‭ ‬مفتوح‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬واللون

البيئة‭ ‬السيناوية‭ ‬تبدو‭ ‬كمرسم‭ ‬مفتوح‭ ‬مغمور‭ ‬بالضوء‭ ‬واللون‭ ‬وبأرضها‭ ‬المشمسة‭ ‬وبحرها‭ ‬الفيروزى‭ ‬وشطآنها‭ ‬وسماءها‭ ‬الصافية‭ ‬ورمالها‭ ‬الذهبية‭ ‬والتى‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬لوحات‭ ‬فنانيها‭ ‬العاشقين‭ ‬لأرضهم‭ ‬والمعتزين‭ ‬لتراثهم‭ .. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬لوحات‭ ‬الفنان‭ ‬السيناوى‭ ‬مشرقه‭ ‬اللون‭ ‬لأنها‭ ‬ألوان‭ ‬بيئتهم‭ ‬الصافية‭ ‬التى‭  ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬وسطها‭ ‬وعاشوها‭ ‬ولا‭ ‬يُقلدون‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ .. ‬فهم‭ ‬فنانين‭ ‬يعيشون‭ ‬الألوان‭ ‬الصافيه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأصفر‭ ‬والأزرق‭ ‬والأحمر‭ ‬والبرتقالى‭ ‬والأخضر‭. ‬

الفنان‭ ‬واجه‭ ‬‮«‬الإرهاب‮»‬‭ ‬و«الكورونا‮»‬‭ ‬بالفن

وللفنان‭ ‬السيناوى‭ ‬العاشق‭ ‬لأرضه‭ ‬مواقف‭ ‬إيجابيه‭ ‬عديدة‭ ‬تجاوب‭ ‬فيها‭ ‬وأحداث‭ ‬وطنه‭ ‬بحماس‭ ‬وإيجابية‭ ‬فقد‭ ‬تحرك‭ ‬الفنانين‭ ‬جميعاً‭ ‬كلاً‭ ‬بأدواته‭  ‬ليرسموا‭ ‬عشرات‭ ‬اللوحات‭ ‬المناهضة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬لوحة‭ ‬الفنان‭ ‬رجب‭ ‬عامر‭ ‬التى‭ ‬أرخ‭ ‬بها‭ ‬للحادث‭ ‬الإرهابى‭ ‬البشع‭ ‬على‭ ‬مسجد‭ ‬الروضة‭ ‬بالهجوم‭ ‬البشع‭ ‬وقت‭ ‬ازدحام‭ ‬المسجد‭ ‬بالمصلين‭ ‬لأداء‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ .. ‬أيضاً‭  ‬تحرك‭ ‬معلمى‭ ‬التربية‭ ‬الفنية‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬وباء‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬19‮»‬‭ ‬نزلوا‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬فى‭ ‬تأييد‭ ‬لحملات‭ ‬موجهة‭ ‬للمواطنين‭ ‬لمقاومة‭ ‬الوباء‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بالتمسك‭ ‬بالوسائل‭ ‬الاحترازية‭ ‬والاقبال‭ ‬على‭ ‬التلقيح‭ ‬ورسموا‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬جداريات‭  ‬‮«‬الجرافيتى‮»‬‭ .. ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬مظهر‭ ‬جمالى‭ ‬ودور‭ ‬هام‭ ‬فى‭ ‬توعية‭ ‬المارة‭ ‬بخطر‭ ‬الوباء‭.‬