إبراهيم داود
استضافت العريش مؤخراً المؤتمر الثقافى الـ24 لإقليم القناة وسيناء، وشرفنى القائمون عليه برئاسته، فى حضور عدد كبير من الأدباء والباحثين من بور سعيد والسويس والإسماعيلية ومن القاهرة ومن بعض جامعات الصعيد، كان هذا المؤتمر أول نشاط ثقافى بعد تسع سنوات، من العزلة التى فرضت على المدينة بسبب العمليات الإرهابية، نجحت الدولة فى فرض سيطرتها على سيناء الحبيبة، ولمسنا حالة من السلام والطمأنينة تظلل المدينة، أهل العريش كانوا متعطشين للشعر والموسيقى والغناء، مسرح قصر ثقافة العريش الجميل كان عامرا طوال الوقت، وكان فرح أدباء شمال سيناء مضاعفا، هم ينتجون أعمالا تليق ببطولات أهل المدينة الذين يعرفون قدر ومكانة الدولة المصرية، دولتهم، لم تتوقف المناقشات والندوات فى القاعات وعلى مقاهى العريش العامرة بالرواد حتى وقت متأخر من الليل، أدباء سيناء دافعوا عن مدنية الدولة بالكتابة والرسم وحكى الحكايات، لم يشعر أى واحد منا أن هذه المدينة كانت مهددة من قبل أعداء الدولة وأعداء الخيال، بالطبع يرجع الفضل لشهداء الجيش والشرطة والمدنيين الأبرياء، والذين لولا تضحياتهم ما ذهبنا ولا جئنا، حين اتصل بى الأستاذ علاء عبد الهادى رئيس التحرير لكى أُعد هذا البستان، سعدت وارتبكت، سعدت لأن أدباء سيناء فى حاجة إلى التواصل معهم وأن حقهم على الجميع إلقاء الضوء على إبداعهم الذى لم يتوقف رغم شراك الغدر التى كانت تعترض خطواتهم طوال السنوات الفائتة، وارتبكت لأن تمثيل كل المبدعين عمل صعب إن لم يكن مستحيلا، لجأت الى بعض الأصدقاء، وتواصلت مع عدد آخر، لكى أنتقى هذا البستان، ولا أعتقد أنه يغطى الحالة الإبداعية الغنية التى تشهدها شمال سيناء كما ينبغى، لضيق المساحة، ولأن الهدف الأكبر هو إلقاء التحية على رموز الإبداع فى سيناء.