بالتزامن مع الحشد العسكرى الروسى.. هجوم معلوماتى كبير على مواقع حكومية أوكرانية

«أمريكا» تهدد موسكو بعواقب كارثية.. وروسيا تستعد لكل الاحتمالات

بايدن
بايدن

تعرّض عدد من المواقع الإلكترونية الحكومية فى أوكرانيا الجمعة لهجوم معلوماتى كبير، فى وقت يتصاعد فيه التوتر بين كييف وموسكو.. وأعلنت وزارة التربية والعلوم على صفحتها فى فيسبوك، أن موقعها الرسمى «مغلق مؤقتًا بسبب الهجوم الشامل الذى حصل ليل 13-14 يناير».

بوتين

كما تعذّر الدخول إلى مواقع وزارات أخرى، منها وزارة حالات الطوارئ. يأتى ذلك فى ظل توتر حدودى بين كييف وموسكو، حيث احتشدت القوات الروسية فيما يخشى كثيرون من أنه استعداد لغزو محتمل. فيما حذرت بولندا من أن أوروبا تواجه خطر الدخول فى حرب.. وأدلى العديد من المسئولين الغربيين بتصريحات تشير إلى عدم إحراز أى تقدم فى محادثات فيينا بين موسكو والغرب بشأن الأزمة فى أوكرانيا، حيث قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان للصحفيين «خطر الغزو العسكرى كبير».

وفى ذات السياق جددت الولايات المتحدة التزامها بتقديم مساعدة دفاعية للجيش الأوكرانى. حيث أوضح المتحدث باسم البنتاجون أن وزير الدفاع الأمريكى تطرق خلال اتصال هاتفى مع نظيره الأوكرانى إلى التعزيز العسكرى الروسى غير المبرر فى أوكرانيا وعلى حدودها.. وأضاف أن الوزير الأمريكى أكد من جديد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها بما فى ذلك الجهود الراهنة لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية من خلال تقديم مساعدة دفاعية.
وكشف مسئولون سابقون فى المخابرات والأمن القومى الأمريكيين، أن وكالة المخابرات المركزية تشرف على برنامج تدريب سرى مكثف لقوات النخبة الأوكرانية، وعناصر استخبارات آخرين.

من جانبه أعلن مستشار الأمن القومى الأمريكى جاك سوليفان، الخميس، أن بلاده تعمل على حزمة عقوبات مالية بامتياز بشأن روسيا، مشددا على ضرورة وقف تعبئة المزيد من القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية، لكنه لفت إلى أن الاستخبارات لا تظن أن موسكو أخذت قرارا بغزو أوكرانيا.

وأوضح مستشار الأمن القومى خلال مؤتمر صحفى، أن روسيا وضعت عشرات الآلاف من جنودها عند حدود أوكرانيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لأى إجراء روسى بعيدا عن الحوار، محذرا فى الوقت ذاته من أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون كارثيا عليها، وأن أمريكا ستتصدى مع أوروبا لأى إجراءات من جانب روسيا.

ولم يستبعد رئيس منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا ووزير خارجية بولندا زبيجنيو راو من «اندلاع حرب فى أوروبا». وذلك مع بدء مباحثات فى فيينا بشأن خفض التوترات بين روسيا والدول الغربية.

وقال راو فى اجتماع للمنظمة التى تضم 57 دولة بالاضافة لأمريكا وروسيا «يبدو أن خطر اندلاع حرب فى منطقة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا أكبر من أى وقت خلال الـ30 عاما الماضية».

من جانبها أشارت روسيا إلى أنها لم تتخل بعد عن الدبلوماسية لكن خبراء عسكريين يجهزون خيارات تحسبا للفشل فى تهدئة التوتر. وأضافت موسكو إن الحوار مستمر لكنه وصل إلى طريق مسدود، بينما تسعى لإقناع الغرب بمنع انضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسى ووقف توسع الحلف فى أوروبا، وهى مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها مستحيلة.

وأكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن موسكو قدمت اقتراحات لحلف شمال الأطلسى «الناتو» بشأن الأزمة الأوكرانية، مشددا على انتظار روسيا لتلقى الرد عليها.وقال لافروف فى المؤتمر الصحفى السنوى الخاص بوزير الخارجية الروسى، إن موسكو «لا تستطيع الانتظار للأبد للحصول على رد الناتو على اقتراحاتها».

وشدد لافروف على أن روسيا «مستعدة لكل السيناريوهات فى الأزمة مع الغرب»، مشيرا إلى أنه «لا ينبغى أن تضمن دولة أمنها على حساب دول أخرى».
من جانبه قال السفير الروسى ألكسندر لوكاشيفيتش للصحافيين عقب اجتماع منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ثالث محطة فى سلسلة محادثات بين الشرق والغرب هذا الأسبوع «فى هذه المرحلة، الأمر محبط حقا».
وحذر من «عواقب كارثية» إذا لم يتفق الجانبان حسب ما وصفتها روسيا بخطوط حمراء أمنية، لكنه أضاف أن موسكو لم تتخل بعد عن الدبلوماسية بل وستعمل على تسريعها.

وفى هذا الاطار قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر برجر إن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ستزور كييف وموسكو الأسبوع المقبل، لمناقشة الوضع فى أوكرانيا.

وذكر المتحدث، أن الوزيرة بيربوك، ستبحث كذلك فى العاصمتين القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين ألمانيا وكل من روسيا وأوكرانيا.
وأضاف المتحدث: «ستتوجه الوزيرة بربوك إلى كييف يوم الاثنين. وستغادرها إلى موسكو يوم الثلاثاء حيث ستلتقى بنظيرها الروسى لافروف».. وتابع المتحدث: «تجرى رحلة الوزيرة ضمن سياق سياسى معين. ومن الواضح أن القضايا التى تتطلب حلا عاجلا بشكل خاص، تشمل الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية، وكذلك الصيغ المختلفة للمفاوضات».