فكرتي

الشيخ العسكري

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم/ صفية مصطفى أمين

عندما رفع الأمير محمد على قضية على الملك فؤاد فى الثلاثينات، بسبب نزاع على وقف.. كتب المحرر القضائى فى جريدة الأهرام، عن القضية باسم مستعار هو « الشيخ العسكرى». أعجب الأمير بما كتبه. أراد أن يؤلف كتابا، فطلب من المحرر أن يكتبه له. فرح المحرر، وسهر الليالى يصيغ الكتاب بأفضل أسلوب . بعد أن أعجب به الأمير، أنتظر المحرر أن يدفع له ثمن التأليف، ولم يحدث. حاول أن يلتقى به عدة مرات ولم يفلح.

ذات يوم اتصل به سكرتير الأمير، وبشره أن الأمير سيلتقى به فى اليوم التالى. اجتمع «الشيخ العسكرى» مع زملائه المحررين، يبحث معهم كيف ينفق الخمسة آلاف جنيه ذهب، منحة الامير.. وفكر أن يشترى بيتا صغيرا فى الزيتون، ويتزوج زوجة ثانية، ويصدر مجلة اسبوعية.

ولما حل الموعد.. دخل «الشيخ العسكرى» إلى غرفة العرش، وهى غرفة مبطنة بالذهب، ومقاعدها من الذهب. قال له الأمير: أنا مسرور جدا جدا منك يا شيخ عسكري، لأنك قمت بمجهود كبير فى تصحيح كتابي، والذين قرأوه وجدوا فيه أسلوب أحمد بك شوقى كبير الشعراء، ولهذا قررت أن أكافئك مكافأة سخية.. وأعطاه خمسة جنيهات فقط. وعندما رأى خيبة الأمل فى عينه، قال: الناس مخدوعة فى ثروتي، فانا لا أملك غير عشرة آلاف فدان، ماذا يفعل إيرادها،لواحد مثلي!
فقال له «الشيخ العسكرى»: مسكين يا أفندينا .. وفكر أن يعيد له الخمسة جنيهات!  .