قلب مفتوح

سنوات ياسر رزق

هشام عطية
هشام عطية

بقلم/ هشام عطية

عندما تتشابه أقدار رجلين ذابا عشقا فى مهنة الصحافة إلى حد التطابق، فإننا بلا شك أمام حدوتة تستحق أن تروى، انفلتت تفاصيلها من قيود قوانين الصدفة.
ما إن تبدأ فى قراءة صفحات كتاب الأستاذ ياسر رزق «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص» حتى يطرأ على ذهنك فيما يشبه الإلحاح الهادئ سيرة ومسيرة الأستاذ هيكل أحد سادة الكلمة فى مهنتنا، حيث تجمعهما أناقة الجملة وعمق المعنى، وغزارة المعلومات المغلفة بالمهنية، والتى لاتبغى من وراء الكلمة الا وجه مصر والحقيقة.

حبل سرى يجمع» الاستاذين» ويدعم صدق هذه الرؤية أن هيكل ورزق، ربما من أهل المهنة القلائل واللذين اتاحت لهما الاقدار ومهنيتهما الاقتراب من احداث فارقة غيرت مصائر وأعادت كتابة التاريخ، فقد كان الأستاذ هيكل شاهدا على ميلاد الجمهورية الأولى فى يوليو١٩٥٢، وبالمثل شهد «رزق « مخاض ميلاد الجمهورية الثانية فى ٢٠١٣ .

التشابه فى مشوار هيكل رحمه الله ورزق أطال الله فى عمره يستحق التفكير والتفسير فمنذ أن خرج الأستاذ هيكل مجبرا من الاهرام فى فبراير ١٩٧٤، خاض مسيرة تحد أثمرت صحفى القرن والكاتب العالمى.

على نفس النهج وعندما تحرر رزق من مسئولياته الادارية أبدع كتابه القيم والمهم «سنوات الخماسين»، والذى سجل من خلاله شهادته المهمة ووثق لفترة حرجة وغائمة فى تاريخ مصر كاشفا أدق التفاصيل وأخطر الأسرار وأرى طريقا يتعبد أمام «رزق» أتمنى أن يسير فيه للنهاية، فإن من سار على درب هيكل وصل.

وبعيدا عن أقدار هيكل ورزق فإن كتاب سنوات الخماسين وثيقة تاريخية تحمل رسائل شديدة الأهمية فى مقدمتها أن هذا الوطن كانت تحاك له مصائر حالكة السواد لولا رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن حب مصر.

من يعرف ياسر رزق جيدا يعلم مدى عشقه للعسكرية المصرية وبالرغم من ذلك غلبت عليه موضوعيته أدان من يستحق الإدانة وكشف عن مواقف وعلاقات غامضة ربطت «البعض» بالجماعة الإرهابية فى فترة حكم المجلس العسكرى لمصر بعد أحداث يناير.
 فى رأيى أنه مع سنوات الخماسين بدأ ربيع الكتابة والإبداع فى حياة ياسر رزق وننتظر أن يزهر ويثمر ورودا وزهوراً كثيرة.