خلال أوقات الأزمة وفي فترات انخفاض أسعار الفائدة، غالبا ما تكون مخططات "بونزي" أكثر انتشارا في الوقت الذي يحاول فيه الأشخاص العثور على فرص استثمارية جيدة يظهر محتالو مخططات "بونزي" ويقدمون وعودا وهمية بصرف عوائد مرتفعة للمستثمرين وللأسف لا تزال مخططات بونزي" وغيرها من المخططات الاحتيالية منتشرة للغاية في جميع أنحاء العالم.
غالبا ما يستغل هذا النوع من المحتالين طفرات التكنولوجيا الجديدة والتقنيات المستقبلية التي لا تزال غير مفهومة جيدا من جانب الأسواق أو الأشخاص العاديين وذلك لتسهيل القيام بعمليات الاحتيال الخاصة بهم.
وعلى وجه التحديد، يوجد حاليا زيادة في المخططات الاحتيالية التي تدور حول العملات الافتراضية مثل بيتكوين نظرا لأن العديد من الأشخاص لايزالون يحاولون فهم سوق هذه العملات، لذا فإن منظمي مخططات بونزي يستفيدون من هذه الفجوة في المعرفة ويقنعون الناس أنهم خبراء في هذا السوق المبتكر الجديد ويزعمون ضحاياهم بفوائد مرتفعة على الاستثمارات.
ولذلك يجب على المواطنين الابتعاد عن المخاطرة والمجازفة والرغبة في تحقيق أرباح سريعة من خلال استثمار مدخراتهم أو أموالهم في فرص استثمارية لا يملكون المعلومات الكافية عنها، فقد يستغل المحتالون هذه الرغبة الملحة، في تحقيق المكسب السريع ويبيعون لهم الوهم بدعوى استثمار أموالهم في سوق العملات الافتراضية والمشفرة الذي يعد من الأسواق مرتفعة المخاطر فبذلك يخاطرون بفقدان أموالهم ومدخراتهم في حالة صدق المحتال.
ماذا تعني مخططات بونزي؟
مخطط بونزي، هو عملية احتيال استثمارية تتضمن منح عوائد للمستثمرين الحاليين من الأموال التي يقوم بضخها المستثمرين الجدد.
ويقوم المحتالون طبقا لمخطط بونزي بجذب مستثمرون جدد من خلال ايهامهم باستثمار أموالهم في عدد من الفرص التي يزعمون إنها تحقق عوائد مرتفعة وذات مخاطر قليلة أو بدون أية مخاطر.
وغالبا ما يلجأ المستخدمون لمخطط بونزي إلي أحدث الإبتكارات أو التقنيات لإغراء المستثمرين وإيهامهم بتحقيق عوائد عالية، والسبب في ذلك أن المستثمرون المستهدفون غالبا ما يكونوا أقل تشككا في فرصة الاستثمار عند تقييم والتعرف على تكنولوجيا جديدة ليس لدیهم الكثير من المعلومات عنها.
كيف نشأت مخططات بونزي؟
ظهر مصطلح مخطط بونزي، بعد عملية احتيال کبری قام بها تشارلز بونزي في عام 1920، حيث وعد بونزي ضحاياه من المستثمرين يتحقق عوائد على أموالهم بنسبة 50% في 45 يوما أو بتحقيق عوائد على أموالهم بنسبة 100% في 90 يوما، ولكن بدلا من استثمار الأموال أعاد بونزي توزيعها وأخبر المستثمرين أنهم حققوا ربحا، وأخذ بعض المال لنفسه.
وبلغ إجمالي ما جمعه بونزي من مخططه الاحتيالي في عام 1920، بلغت قيمته نحو 15 مليون دولار.
كيف يمكنك معرفة أن هذا مخطط للاحتيال على طريقة بونزي؟
هناك الكثير من العلامات التحذيرية الشائعة التي يمكن رصدها وتتمثل في..
1- فوائد مرتفعة بمخاطر قليلة أو بدون أية مخاطر، فالاستثمارات ذات العوائد المرتفعة مع مخاطر قليلة أو معدومة يجب أن تكون موضع شك فعادة تنطوي الإستثمارات التي تدر عوائد مرتفعة على مخاطر أكبر.
2- استثمارات غير مسجلة، تستخدم مخططات بونزي عادة استثمارات لم يتم تسجيلها لدى البنك المركزي أو هيئة الرقابة المالية.
3- استراتيجيات وهياكل للرسوم سرية و معقدة، غالبا ما تنطوي مخططات بونزي على على استراتيجيات معقدة للغاية لا معنى لها أو لا يمكن للمرء الحصول علی معلومات كاملة عنها.
4- لا يوجد حد أدني لمعايير المستثمر، يجب أن تكون متشككا في أى فرصة استثمارية لا تطلب منك تقديم أي مستندات لدخلك أو صافي ثروتك>
5- صعوبة استلام المدفوعات، يجب أن تكون متشككا إذا لم تتلقى دفعة أو واجهت صعوبة في تسيل جزء من استثماراتك، حيث يقوم المحتالون أحيانا بتشجيع المشاركين على إعادة ضخ العائدات المزعومة من خلال تقديم عوائد استثمار أعلى.
يذكر أن عدد مخططات الاحتيال على طريقة بونزي التي تم الكشف عليها خلال عام 2020/ 2019، في الولايات المتحدة وحدها بلغ 60 عملية، وبلغ إجمالي المبالغ التي تم الاستيلاء عليها من المستثمرين عن طريق مخططات بونزي خلال نفس العام في الولايات المتحدة 3.25 مليار دولار أمريكي.
