سفراء القرآن l القارئ الإذاعى شعبان عبدالعزيز الصياد .. فارس القراء «ملك الفجر»

القارئ الإذاعى شعبان عبدالعزيز الصياد
القارئ الإذاعى شعبان عبدالعزيز الصياد

‭ ‬كتب‭ - ‬محمد‭ ‬الشندويلى‭ ‬

القارئ‭ ‬الشيخ‭ ‬شعبان‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الصياد‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قارئا‭ ‬عادياً‭ - ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬متميزاً‭ ‬بأدائه‭ ‬الراقى‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يجذب‭ ‬القلوب‭ ‬والآذان‭ ‬إلى‭ ‬قراءته‭ ‬فهو‭ ‬أحد‭ ‬أقطاب‭ ‬التلاوة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ - ‬عرفته‭ ‬الدنيا‭ ‬كلها‭ - ‬قارئ‭ ‬متعلم‭ ‬بالأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬يعرف‭ ‬معانى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وكأنه‭ ‬مفسر‭ ‬وعُرف‭ ‬بأنه‭ ‬فنان‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬فريد‭ ‬يتنقل‭ ‬بمقامات‭ ‬الصوت‭ ‬وكأنه‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬ينتقى‭ ‬اللآلىء‭ ‬والغالى‭ ‬والنفيس‭.. ‬تربع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬التلاوة‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الرائد،‭ ‬فكان‭ ‬خير‭ ‬سفير‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭.‬

أشاد‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬أثناء‭ ‬تلاوته‭ ‬فى‭ ‬مسجد‭ ‬القنطرة‭ ‬شرق‭ ‬احتفالاً‭ ‬بتحريرها‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكراه‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭.. ‬‮«‬اللواء‭ ‬الإسلامى‮»‬‭ ‬تشارك‭ ‬أسرته‭ ‬وإذاعة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بهذه‭ ‬السطور‭..‬

وفد‭ ‬ولد‭ ‬فضيلته‭ ‬الشيخ‭ ‬شعبان‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الصياد‭ ‬بقرية‭ ‬صراوة‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬أشمون‭ ‬محافظة‭ ‬المنوفية‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٤٠‬م‭ ‬وللعلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬لقبت‭ ‬بقرية‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لكثرة‭ ‬كتاتيبها‭.. ‬وزخم‭ ‬محفظيها‭ ‬الأجلاء‭ ‬الذين‭ ‬حفظ‭ ‬وتخرج‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬ومشاهير‭ ‬مصر‭.‬

وقد‭ ‬نشأ‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬وسط‭ ‬أسرة‭ ‬قرآنية‭ ‬وورث‭ ‬حب‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬عن‭ ‬والده‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الصياد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬قراء‭ ‬عصره‭.. ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬توفى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬ولده‭ ‬الوارث‭ ‬الجديد‭ ‬لكتاب‭ ‬الله‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭.‬

وبعد‭ ‬وفاة‭ ‬الوالد‭ ‬بدأ‭ ‬الابن‭ ‬الصغير‭ ‬فى‭ ‬استكمال‭ ‬المسيرة‭ ‬القرآنية‭ ‬فالتحق‭ ‬بكتاب‭ ‬الشيخ‭ ‬جاد‭ ‬أبوغريبة‭ ‬العالم‭ ‬الجليل‭ ‬بالأزهر،‭ ‬وعلى‭ ‬يديه‭ ‬أتم‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بقراءاته‭ ‬السبع‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬عمر‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭.. ‬وفى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬التحق‭ ‬بالمعهد‭ ‬الإبتدائى‭ ‬الأزهرى‭.‬

وفيه‭ ‬كان‭ ‬موعده‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الرحلة‭ ‬القرآنية‭ ‬فلم‭ ‬تنته‭ ‬دراسته‭ ‬الإبتدائية‭ ‬والثانوية‭ ‬إلا‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬قارئاً‭ ‬لا‭ ‬يشق‭ ‬له‭ ‬غبار‭ ‬فى‭ ‬عموم‭ ‬محافظة‭ ‬المنوفية‭ ‬كلها‭ ‬والمحافظات‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭.‬

طريق‭ ‬الشهرة

وما‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬نحو‭ ‬الشهرة‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬ليلتحق‭ ‬بكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭.. ‬وكانت‭ ‬معظم‭ ‬اقامته‭ ‬فى‭ ‬صحن‭ ‬الجامع‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭.. ‬ثم‭ ‬تلا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬الأضواء‭ ‬والأنوار‭ ‬القرآنية‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬قاهرة‭ ‬المعز‭ ‬حتى‭ ‬ذاع‭ ‬صيته‭ ‬بين‭ ‬عمالقة‭ ‬ومشاهير‭ ‬القراء‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الشيخ‭ ‬مصطفى‭ ‬إسماعيل‭ ‬يتوقع‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بلبلاً‭ ‬صداحاً‭ ‬وسط‭ ‬جيل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمالقة‭.‬

ومن‭ ‬المفارقات‭ ‬أيضا‭ ‬إذا‭ ‬بالشيخ‭ ‬مصطفى‭ ‬إسماعيل‭ ‬يراه‭ ‬فى‭ ‬صحن‭ ‬الأزهر‭ ‬نائماً‭ ‬ممسكاً‭ ‬بكتابه‭.. ‬فقال‭ ‬لمن‭ ‬معه‭ ‬انظروا‭ ‬وتمعنوا‭ ‬فى‭ ‬صديقكم‭ ‬هذا‭ ‬النائم‭ ‬المستيقظ‭.. ‬فإن‭ ‬له‭ ‬مستقبلا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬دنيا‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

وقد‭ ‬فرضت‭ ‬موهبة‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬كبار‭ ‬القراء‭.. ‬وكان‭ ‬دائماً‭ ‬يحاول‭ ‬الاستماع‭ ‬للقراء‭ ‬فى‭ ‬عصره‭.. ‬وأيضا‭ ‬السابقون‭ ‬عليه‭ ‬ومنهم‭ ‬الشيخ‭ ‬مصطفى‭ ‬إسماعيل‭ ‬قارئه‭ ‬المفضل‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬رفعت‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬صديق‭ ‬المنشاوى‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬سلامة‭ ‬وكان‭ ‬يعتبر‭ ‬والده‭ ‬المثل‭ ‬الأعلى‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬معاصرته،‭ ‬ولكن‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يروى‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬صوته‭ ‬وشهرته‭ ‬العالمية‭ ‬بين‭ ‬قراء‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

لماذا‭ ‬رفض‭ ‬العمل‭ ‬بالجامعة

وقد‭ ‬أتم‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعى‭ ‬وتخرج‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬شعبة‭ ‬العقيدة‭ ‬والفلسفة‭ ‬بتقدير‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٦٦‬م‭ ‬ورشح‭ ‬للعمل‭ ‬كمحاضر‭ ‬بالكلية‭.. ‬ولكنه‭ ‬رفض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استكمال‭ ‬رسالته‭ ‬التى‭ ‬يعشقها‭ ‬ويؤمن‭ ‬بها‭ ‬وهى‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وتبليغ‭ ‬دعوته‭.. ‬فأبدله‭ ‬الله‭ ‬بالجامعة‭ ‬منزلة‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬ولكنه‭ ‬عمل‭ ‬مدرساً‭ ‬بالمعهد‭ ‬الدينى‭ ‬بمدينة‭ ‬سمنود‭ ‬بالغربية‭ ‬ثم‭ ‬معهد‭ ‬الباجور‭ ‬فمعهد‭ ‬منوف‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬مديرية‭ ‬الأوقاف‭ ‬بشبين‭ ‬الكوم‭ ‬وتدرج‭ ‬فيها‭ ‬وظيفياً‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬بوزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬وبذلك‭ ‬استطاع‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬الأزهرى‭ ‬وتلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

ملك‭ ‬الفجر

وتميز‭ ‬أداء‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬بأن‭ ‬له‭ ‬لونه‭ ‬وبصمته‭ ‬فى‭ ‬التلاوة‭ ‬انفرد‭ ‬بها‭.. ‬فأعطته‭ ‬ميزة‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬القراء‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬الإذاعة‭ ‬وحتى‭ ‬تاريخنا‭ ‬هذا‭ ‬فهو‭ ‬القارئ‭ ‬الوحيد‭ ‬الذى‭ ‬له‭ ‬أداؤه‭ ‬وإن‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الصياد‮»‬‭ ‬الوحيد‭.. ‬وسط‭ ‬دولة‭ ‬التلاوة‭ ‬فمنذ‭ ‬أن‭ ‬أجازته‭ ‬الإذاعة‭ ‬المصرية‭ ‬قارئاً‭ ‬بها‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٧٨‬م‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القراء‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬اعتمدوا‭ ‬لم‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬إذاعات‭ ‬البرامج‭ ‬القصيرة‭.. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬أى‭ ‬قارئ‭ ‬جديد‭ ‬يدخل‭ ‬الإذاعة‭.. ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬قارئاً‭ ‬بالتليفزيون‭.‬

وفى‭ ‬أول‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬اعتماده‭ ‬قارئاً‭ ‬بالإذاعة‭ ‬والتليفزيون‭ ‬أسندت‭ ‬إليه‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬أى‭ ‬قارئ‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

ولما‭ ‬عرفت‭ ‬جماهير‭ ‬المستمعين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القارئ‭ ‬له‭ ‬تميزه‭ ‬فى‭ ‬قراءة‭ ‬الفجر‭.. ‬عرف‭ ‬المسئولون‭ ‬بالإذاعة‭ ‬ذلك‭ ‬حُب‭ ‬الناس‭ ‬له‭ ‬فطلبوا‭ ‬من‭ ‬الإذاعة‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬الأيام‭ ‬الذى‭ ‬يتلو‭ ‬فيها‭ ‬قرآن‭ ‬الفجر‭.. ‬فكان‭ ‬الشيخ‭ ‬يقرأ‭ ‬قرآن‭ ‬الفجر‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬فى‭ ‬مساجد‭ ‬مصر‭ ‬الكبيرة‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬والسيدة‭ ‬زينب‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬المساجد‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يتوافدون‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فج‭ ‬عميق‭ ‬ومن‭ ‬جميع‭ ‬الطبقات‭.. ‬وحتى‭ ‬الفنانين‭ ‬ومنهم‭ ‬المطرب‭ ‬محمد‭ ‬عبدالمطلب‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭.. ‬وأطلق‭ ‬عليه‭ ‬لقب‭ ‬الصياد‭ ‬‮«‬ملك‭ ‬الفجر‮»‬‭.‬

وظل‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭ ‬وأضيفت‭ ‬إليه‭ ‬ألقاب‭ ‬أخرى‭ ‬كنجم‭ ‬الأمسيات‭ ‬الدينية‭.. ‬وصوت‭ ‬السماء‭ ‬وغيرها‭.‬

أول‭ ‬قارئ

ذاعت‭ ‬شهرة‭ ‬الشيخ‭ ‬شعبان‭ ‬الصياد‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬اختير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬العليا‭ ‬ليتلو‭ ‬آيات‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬مسجد‭ ‬القنطرة‭ ‬شرق‭ ‬بمحافظة‭ ‬سيناء‭ ‬فى‭ ‬حضور‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭.. ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء‭ ‬وعودتها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أيدى‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغاشم‭.. ‬وعندما‭ ‬قرأ‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭.. ‬أثنى‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬على‭ ‬الشيخ‭ ‬لأدائه‭ ‬الراقى‭ ‬واختياره‭ ‬الآيات‭ ‬المناسبة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وشد‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬وعانقه‭ ‬وأمر‭ ‬له‭ ‬بجائزة‭ ‬فورية‭ ‬إعجاباً‭ ‬وتقديراً‭ ‬لجمال‭ ‬تلاوته‭.. ‬ومثلما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬وفاة‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬دعى‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬القراء‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬السادات‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬

‮«‬سفيراً‭ ‬فوق‭ ‬العادة‮»‬

وكان‭ ‬فضيلته‭ ‬دائم‭ ‬الدعوات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬وغير‭ ‬العربية‭ ‬والأوروبية‭ ‬لإحياء‭ ‬ليالى‭ ‬رمضان‭ ‬والمناسبات‭.‬

وكانت‭ ‬أول‭ ‬دعوة‭ ‬له‭ ‬لإحياء‭ ‬ليالى‭ ‬رمضان‭ ‬بعد‭ ‬دخوله‭ ‬الإذاعة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بصحبة‭ ‬الشيخين‭ ‬الطبلاوى‭ ‬وراغب‭ ‬مصطفى‭ ‬غلوش‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليهما‭.‬

وللعلم‭ ‬اختير‭ ‬فضيلته‭ ‬رئيساً‭ ‬للجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬المسابقات‭ ‬الدولية‭.. ‬وكما‭ ‬كانت‭ ‬دولة‭ ‬إيران‭ ‬تدعوه‭ ‬وأطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬فنان‭ ‬القراء‮»‬‭ ‬وآخر‭ ‬تلاوة‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٩١‬م‭ ‬وكان‭ ‬معه‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمود‭ ‬صديق‭ ‬المنشاوى‭ ‬وتركاً‭ ‬أثراً‭ ‬طيباً‭  ‬فى‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬ولهما‭ ‬تلاوات‭ ‬نادرة‭ ‬تذاع‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭.‬

من‭ ‬نوادر‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد

ومن‭ ‬النوادر‭ ‬التى‭ ‬تحكى‭ ‬للشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬أنه‭ ‬دعى‭ ‬لأمسية‭ ‬دينية‭ ‬بإذاعة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وهذا‭ ‬الموقف‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬ينساه‭ ‬الشيخ‭ ‬إطلاقا‭.. ‬وكانت‭ ‬الأمسية‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬سيدى‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬الشعرانى‭ ‬بباب‭ ‬الشعرية‭.. ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬قارئ‭ ‬السورة‭ ‬بهذا‭ ‬المسجد‭.. ‬وكانت‭ ‬الأمسية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬صلاة‭ ‬العشاء‭ ‬ثم‭ ‬الابتهالات‭ ‬كلمة‭ ‬لأحد‭ ‬العلماء‭ ‬وقرآن‭ ‬الأمسية‭.. ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬المتحدث‭ ‬اعتذر‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬فرصة‭ ‬وأيضا‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬المبتهل‭ ‬فإذا‭ ‬بالشيخ‭ ‬يطمأنهم‭ ‬أذن‭ ‬للصلاة‭ ‬وأقام‭ ‬شعائرها‭ ‬وأم‭ ‬الناس‭ ‬وقرأ‭ ‬القرآن‭ ‬ثم‭ ‬ابتهل‭ ‬فأبهر‭ ‬جمهور‭ ‬الحاضرين‭ ‬وأذيعت‭ ‬الأمسية‭ ‬وعلم‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬وقتها‭ ‬فأخبره‭ ‬بأن‭ ‬الإذاعة‭ ‬ستجيزه‭ ‬مبتهلاً‭ ‬بجوار‭ ‬كونه‭ ‬كقارئ‭.. ‬ولكنه‭ ‬رفض‭.‬

المرض‭ ‬والوفاة

ظل‭ ‬الشيخ‭ ‬شعبان‭ ‬الصياد‭ ‬فى‭ ‬عطائه‭ ‬المستمر‭ ‬فى‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فاجأه‭ ‬المرض‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٩٤‬م‭ ‬فأصيب‭ ‬بمرض‭ ‬الفشل‭ ‬الكلوى‭ ‬فاستمر‭ ‬فى‭ ‬تلاوته‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود‭ ‬حتى‭ ‬أقعده‭ ‬المرض‭ ‬تماماً‭.‬

وفاضت‭ ‬روحه‭ ‬الطاهرة‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬‮١٤١٩‬هـ‭ - ‬‮١٩٩٨‬م‭.. ‬وقد‭ ‬ترك‭ ‬الشيخ‭ ‬الصياد‭ ‬ذرية‭ ‬صالحة‭ ‬محبة‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ستة‭ ‬أولاد‭ ‬وبنت‭ ‬واحدة‭ ‬وهم‭: ‬عبدالعزيز‭ ‬ومحمد‭ ‬ومحمود‭ ‬وعادل‭ ‬وأشرف‭ ‬وأيمن‭ ‬وجميعهم‭ ‬فى‭ ‬وظائف‭ ‬مرموقة‭ ‬داخل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة‭.. ‬وتقوم‭ ‬أسرة‭ ‬الشيخ‭ ‬بجمع‭ ‬تراثه‭.. ‬وتهيب‭ ‬إلى‭ ‬محبيه‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬لأسرته‭ ‬الأشرطة‭ ‬النادرة‭ ‬من‭ ‬تلاواته‭ ‬النادرة‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬للإذاعة‭ ‬لجمهوره‭ ‬ومحبيه‭.‬